تجري اليوم الانتخابات البرلمانية في كرواتيا لاختيار 403 نواب في البرلمان الجديد من بين 5119 مرشحا من مختلف الاحزاب والاقليات القومية والمستقلين في الجمهورية اليوغوسلافية. وينتظر ان تفرز هذه الانتخابات شكل الحكومة القادمة في كرواتيا، حيث يشتد التنافس بين القوميين الراديكاليين والاصلاحيين الكروات. ومن المقرر اعلان النتائج من قبل اللجنة المختصة تباعا بعد مرور ساعتين او ثلاث من غلق صناديق الاقتراع. مما يذكر انه يحق للاقليات تقديم مرشحين لتمثيلها في البرلمان المقبل. كما يحق للكروات في الخارج بما في ذلك كروات البوسنة (700 الف نسمة) حيث اقترعوا امس بالفعل قبل يوم واحد من فتح مراكز الاقتراع داخل كرواتيا نفسها، من المشاركة في الانتخابات.
الواقع ان معركة الانتخابات بدأت قبل بضعة اسابيع، واتسمت الحملة الانتخابية في كرواتيا البالغ عدد سكانها 4.4 مليون نسمة بتصرفات عنيفة وفوضوية منها تمزيق لافتات العديد من الاحزاب وخلع ملصقاتها من قبل انصار الاحزاب القومية.
وحسب استطلاع للآراء يعتقد 65% من الشعب الكرواتي الذي انفصل عن يوغوسلافيا السابقة عام 1991 ان بلدهم غير مستقر. وزاد من هذا الشعور الاحصائيات التي تشير الى وجود 440 الف مواطن يعيشون تحت خط الفقر وهو ما يمثل 10% من عدد السكان الاجمالي. وتبلغ نسبة العاطلين عن العمل 14.8%، 55% منهم نساء. ويمثل المسلمون (20%) من غالبية الفقراء في كرواتيا، وغالبية العاطلين عن العمل.
من جهة اخرى يتوقع المراقبون ان الانتخابات ستكون حرة ونزيهة في حين اختلفت تحليلاتهم حول النتائج التي ستسفر عنها. ويعرب البعض عن خشيته من عودة القوميين للسلطة مما سيؤثر على مساعي كرواتيا الدخول الى «الاتحاد الاوروبي» وحلف شمال الاطلسي «ناتو» ويهدد الاستقرار في المنطقة ولا سيما البوسنة والهرسك.