إطلاق قذيفة هاون على السفارة الإيطالية في بغداد واعتقال حارس شخصي لصدام بالرمادي

وزير الدفاع الأميركي: البحث عن الرئيس العراقي المخلوع «كالبحث عن إبرة في كومة قش»

TT

فيما اطلقت قذيفة هاون على السفارة الايطالية في بغداد امس، اعلنت القوات الاميركية انها اعتقلت حارسا شخصيا سابقا للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في الرمادي. من ناحية ثانية، قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان البحث عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين هو «كالبحث عن ابرة في كومة من القش». واوضح بيان للجيش الاميركي امس انه اعتقل احد الحراس الشخصيين السابقين للرئيس العراقي المخلوع خلال عملية مداهمة في شمال مدينة الرمادي غرب بغداد. واوضح البيان ان الجنود «قاموا بعملية مداهمة في منزل يقع شمال الرمادي يشتبه في انه مركز للمتمردين». واضاف البيان الصادر عن القيادة الاميركية الوسطى ان «الوحدة ضربت قرابة الساعة الثالثة (منتصف الليل بتوقيت غرينتش) طوقا امنيا ودخلت المنزل والقت القبض على اربعة عراقيين بينهم الضابط خالد الحاتمي الحارس الشخصي السابق لصدام حسين». واول من امس القت القوات الاميركية القبض في سامراء (شمال) على احدى زوجتي عزة ابراهيم الدوري وابنته. وكان الدوري نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة في العراق.

الى ذلك، قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في مقابلة اجرتها معه مجلة «باري ماتش» الفرنسية ونشرت امس: ان الرئيس المخلوع منشغل للغاية بالتخفي ولا يمكن ان يكون وراء الهجمات التي وقعت اخيرا على القوات الاميركية والمنظمات الدولية في العراق. وتابع «عندما يمتلك شخص ما مليار دولار ويدلل مؤيديه خلال فترة حكمه فليس من المدهش ان يجد المساعدة». وقال رامسفيلد ان صدام، الذي تبلغ المكافأة التي رصدت لمن يقدم معلومات تفيد في اعتقاله او قتله 25 مليون دولار، سرق ما يقدر بنحو مليار دولار من البنك المركزي العراقي وانه تمت استعادة نحو ثلث هذا المبلغ. واضاف ان صدام «ما زال حيا».

من ناحية ثانية، اكد دبلوماسيون في السفارة الايطالية في بغداد امس ان قذيفة هاون اصابت مساء اول من امس مبنى السفارة في العاصمة العراقية بدون ان تسبب سقوط ضحايا. وقال «المستشار الايطالي جان لودوفيكو دي مونتيرو ان «قذيفة هاون اصابت الطابق الثاني من السفارة في الساعة 23.30 من يوم الاربعاء دون وقوع اصابات لكنها تسببت بأضرار مادية». واخترقت القذيفة جدار المبنى لكنها لم تنفجر. وكان التلفزيون الايطالي العام «راي» قد اعلن ان انفجارا وقع في السفارة الايطالية في العراق اثر هجوم تعرضت له بقذيفة هاون او صاروخ لم يحدث سوى اضرار مادية. ولم يكن احد موجودا في هذا القسم من المبنى بينما لا يزال نحو 20 موظفا يعملون في السفارة. وقال الدبلوماسي الايطالي ردا على سؤال حول قرار محتمل بشأن الوجود الايطالي في العراق: «نحن هنا». من جهتها، قالت مارينا كاتينا المستشارة السياسية للموفد الايطالي الخاص الى العراق ان «الصاروخ اطلق بعد تبادل لاطلاق النار بالاسلحة الآلية من شارع المغرب» شمال بغداد. ويأتي هذا الهجوم بعد اسبوعين من اعتداء بشاحنة ملغومة في الناصرية (جنوب) اسفر عن سقوط 28 قتيلا بينهم 19 ايطاليا. وكانت اجهزة الاستخبارات الايطالية قد تبلغت معلومات يوم وقوع الهجوم على قاعدة الكتيبة الايطالية في الناصرية حول اعتداء محتمل ضد السفارة. وقبل خمسة ايام عثر في عربة يجرها حمار على قاذفتي صواريخ من صنع يدوي في شوارع محاذية للسفارة الايطالية في بغداد. في الوقت نفسه اعلنت الشرطة ومصادر طبية عراقية مقتل فتى عراقيا واربعة مهاجمين في اشتباكين مع القوات الاميركية وعناصر المقاومة في الموصل (شمال) اول من امس. ووقع الهجوم الاول عندما القى مهاجمون قنابل يدوية وفتحوا النار على مدرعة اميركية في منطقة حي المصارف. وردت القوات الاميركية على مصادر النيران وقتلت احد المهاجمين. وقال النقيب في الشرطة العراقية بسام صالح عبد الله ان صبيا كان داخل سيارة «بي ام دبليو» متوقفة وراء المدرعة الاميركية قتل واصيب اربعة اشخاص بجروح. واعلن مصدر طبي في مستشفى الراضي ان الجرحى في حال خطرة. وتعرضت قوات اميركية في الهجوم الثاني قرب نهر دجلة لنيران رشاشات وقنابل يدوية اطلقها ثلاثة مسلحين قتلتهم القوات الاميركية. من جهة اخرى، قال بيان عسكري ان جنديا ينتمي الى الفرقة 101 المحمولة للجيش الاميركي قتل في اطلاق نار عرضي في منطقة الموصل، موضحا ان التحقيق بالموضوع قد بدأ.

على صعيد ذي صلة، اعلنت الولايات المتحدة انها سترسل آلافاً من عناصر مشاة البحرية «المارينز» قريبا الى العراق حيث تتزايد الخسائر العسكرية الاميركية. وقد وافق وزير الدفاع دونالد رامسفيلد على انتشار ثلاثة ألوية من المارينز في العراق كما اعلنت وزارة الدفاع اول من امس. وهذا يشكل انتشارا لحوالي ثلاثة آلاف رجل سيضافون الى تحركات القوات المقررة في اطار تبديل القوات في العراق. واوضحت وزارة الدفاع في بيان ان «قرار نشر هذه الوحدات الاضافية يأتي بعد الاستعدادات الجارية لاجراء تبديل القوات».

وتنشر الولايات المتحدة حوالي 132 الف جندي في العراق في الوقت الراهن. وذكرت وزارة الدفاع في بيانها ان رامسفيلد وافق ايضا على حشد 9900 من المشاة و1290 من المارينز و3208 رجال من سلاح الجو الذين سيكونون جزءا من 56.504 ألف جندي اختيروا ليحلوا في العام المقبل محل القوات المنتشرة في العراق. ووضع رامسفيلد ايضا 4228 عنصرا من المشاة و1290 من المارينز و2381 من احتياطي سلاح الجو، في حالة تأهب ليرتفع الى 66.531 الف عدد الرجال للتبديل الثاني للقوات العام المقبل. ويرغب المسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية في خفض عدد القوات في العراق الى 105 آلاف بحلول يونيو (حزيران) 2004. لكن الرئيس جورج بوش ودونالد رامسفيلد اعلنا مرارا عزمهما على تعزيز الوجود العسكري في العراق اذا ما تطلب الوضع ذلك.