ذعر في «المثلث السني» بالعراق إثر مقتل «متعاون» مع الأميركيين تجاهل تحذيرات

TT

خير نبعة (العراق) ـ رويترز: تجاهل عمار فرمان تهديدات القتل التي اخذت تنهال عليه ولم يأبه بانفجار قنبلة القيت على عتبة باب منزله. وفي النهاية نال منه المقاتلون الذين أغضبهم تعاونه مع القوات الاميركية ورشقوا جسده بالرصاص. وقال شقيقه حسين وهو يجلس بجوار اطفال القتيل الثلاثة «جاء ثلاثة رجال في سيارة سوداء ذات ليلة وفتحوا النار عليه فيما كان يتحدث مع صديق. اطلقوا النار عليه في القلب. واصابوه في ساقه وفي كل مكان». وتابع «كان يريد فقط المساعدة في اعادة بناء العراق الجديد. لم يكن يحب او يكره الاميركيين. عمار كان يؤدي واجبه فحسب».

ويشن افراد المقاومة الذين يقتلون الاميركيين وحلفاءهم من العراقيين في هجمات لافتة للانتباه، حربا نفسية في شوارع متربة بقرى مثل خيرنبعة في محاولة لتقويض الجهود الاميركية لكسب ود الشعب العراقي. واذا ما نجحت تكتيكاتهم فانها يمكن ان توجه ضربة للجهود الاميركية للحصول على معلومات استخبارات تحتاج اليها بشدة من المدنيين العراقيين عن عناصر المقاومة التي قتلت 184 جنديا منذ اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انتهاء المعارك الرئيسية في الاول من مايو (ايار).

وانتشر نبأ مقتل فرمان منذ اسبوعين سريعا عبر القرى في المثلث السني وهو المنطقة الواقعة في وسط العراق التي كانت مركز قوة صدام حسين قبل اسقاطه في ابريل (نيسان). وسرت موجة من الذعر في صفوف سكان القرية خاصة بعدما وزعت المقاومة منشورات تحذر فيها الذين يتعاونون مع السلطات الأميركية بأنهم سيلقون مصير فرمان. وحملت المنشورات التي وزعتها جماعة تطلق على نفسها الجبهة الوطنية لتحرير العراق اسماء عدد من الاشخاص . وشملت اسم مترجم يعمل لحساب القوات الاميركية مع بعض اقاربه. وقال ابو صباح، وهو أحد سكان القرية «اننا نخشى السير في الشوارع».

وفي الناحية الاخرى من الشارع كتبت على الجدران عبارات تحذيرية مثل «الموت للجواسيس». وما زالت الفجوات التي احدثتها 12 طلقة في جدار قرب المكان الذي قتل فيه فرمان تذكر الجيران بان المقاومة لن تتردد في القتل. والان فان عائلته تعتني بأطفاله وامرأته الحامل وكل ما تأمل فيه هو الا يتم استهدافهم. وأخذت امه تبكي بشدة وتقول ان ابنها ذهب ولن يعود. وهي لا تعرف شيئا عن الرجال الذين قتلوه. وعراقيون كثيرون لا يعرفون شيئا عنهم ايضا.

وفي بلدة ابو غريب القريبة قال عراقيون ان عناصر المقاومة يظهرون عادة في الليل ويطلقون قذائفهم على مركز الشرطة الذي تسيطر عليه القوات الاميركية.

وفي اليوم التالي يعثر السكان على شظايا أو اجزاء صواريخ ملقاة على الارض الا انه ليس ثمة ما يدل ابدا على هوية المهاجمين الذين تعتقد قوات الاحتلال انهم من انصار صدام. وقال سكان ان المقاومة اطلقت صواريخ من عربة يد خشبية على القوات الاميركية في حي مزدحم بأبو غريب في الآونة الاخيرة. واصبح الاحتلال عبئا نفسيا على العراقيين. فالبعض يريد ان تنجح المقاومة في طرد الاميركيين الا انهم يشكون من تعرضهم لاطلاق النار في الهجمات التي تشنها المقاومة. وقال علي شعلان وهو احد سكان ابو غريب «المقاومة غير معروفة. كل ما نعرفه هو انهم اذا ما ظنوا انك مع الاميركيين فربما عشت اليوم لكنك لن تعيش غدا».