البعثة اليابانية العائدة من العراق توصي بنشر قوات «غير مقاتلة»

TT

طوكيو ـ ا.ف.ب: اعلنت وزارة الدفاع اليابانية ان عددا من اعضاء بعثة الاستطلاع اليابانية التي ارسلت في نهاية الاسبوع الماضي الى جنوب العراق عادوا امس الى اليابان واوصوا بنشر قوات يابانية غير مقاتلة. واكد ناطق باسم الوزارة ان بعض اعضاء البعثة العسكريين عادوا الى اليابان لكنه لم يوضح عددهم ولا مكان وجود زملائهم. وبدأ حوالي 10عسكريين يابانيين الاسبوع الماضي بتكتم مهمة في السماوة، على بعد 270 كلم جنوب شرقي بغداد لتقييم الاوضاع الامنية على الارض. وقالت الصحف اليابانية ان بعضهم سيبقى بصفة ضباط اتصال في الكويت للاعداد لانتشار محتمل لعدد قليل من القوات اليابانية. واكدت صحيفة «اساهي شيمبون» انه من المتوقع ان تستنتج البعثة ان الاوضاع الامنية مرضية في السماوة المدينة الشيعية الصغيرة التي بقيت هادئة حتى الان، ليتم نشر قوات برية يابانية غير مقاتلة.

من جهته اعلن الناطق باسم الحكومة ياسوو فوكودا ان ارسال قوات الدفاع الذاتي (الجيش الياباني) قد يتم قبل نهاية السنة الجارية اذا كانت الظروف مواتية. واعلنت الحكومة اليابانية التي ما زالت مترددة انها لن «تتسرع في اتخاذ قرار» بشأن انتشار الجنود اليابانيين في العراق وهي مسألة تثير جدلا في البلاد. وصرح فوكودا امس «نريد ارسال قوات باسرع وقت ممكن ربما بحلول نهاية السنة اذا اتيحت الظروف». واضاف ان «الحكومة ستدرس تقرير البعثة ثم سنأخذ قرارا نهائيا، لكن القرار لن يستند فقط الى التقرير».

وقررت الحكومة غداة اعتداء الناصرية (جنوب) ضد القوات الايطالية في 12 نوفمبر ( تشرين الثاني) ارجاء ارسال 150 جنديا كان من المقرر ان يقوموا بالاستعدادات قبل وصول القوات مطلع 2004 جنوب العراق.

الا ان رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي يسعى جاهدا للدفاع عن تحالفه مع الولايات المتحدة وعزمه ارسال جنود الى العراق على الرغم من الاستطلاعات التي تشير الى نفور متزايد لدى الرأي العام الياباني ازاء سياسته العراقية. وكان رئيس الوزراء الياباني التزم في الواقع شخصيا وبدون تردد الوقوف الى جانب الولايات المتحدة في العراق وفاء لتحالف بلاده مع الولايات المتحدة لكنه مضطر الى الحذر في هذا الملف شديد الحساسية. فدعم واشنطن يؤمن له الغطاء الاميركي في الازمة النووية مع كوريا الشمالية التي تعتبر اكبر مصدر للقلق في اليابان على الصعيد الخارجي. لكن رئيس الوزراء الياباني الذي اعيد انتخابه مجددا بعد انتخابات تشريعية لم تكن بالسهولة المتوقعة يواجه رأيا عاما يعارض معظمه الاحتلال الاميركي في العراق. يشار الى ان ارسال عناصر من الجيش الياباني الى العراق سيكون سابقة لان دستور اليابان الداعي الى السلم واعتمد في 1946 يمنع هذا البلد من المشاركة في عمليات امن جماعية.