كوبنهاغن ـ ا.ف. ب : رفض المدير العام للجنة الدولية للصليب الاحمر انجيلو نيديغر فكرة تأمين حماية عسكرية من قبل قوات التحالف في العراق للعاملين في هذه الهيئة كما اقترحت كوبنهاغن، معتبرا ان ذلك يضر بمصداقية اللجنة. وقال نيديغر الذي يزور الدنمارك لاجراء محادثات سياسية، للصحافيين مساء اول من امس «لا نستطيع عسكرة عملياتنا لاننا قد نضرب بذلك ثقة السكان (العراقيين) في اللجنة».
واضاف نيديغر ان «اللجنة الدولية للصليب الاحمر تعمل مع كل اطراف النزاع»، موضحا ان «الف عراقي كانوا يأتون يوميا الى مكاتبنا في يونيو (حزيران) الماضي من اجل هذه المساعدة وهذه الثقة التي يعبرون عنها يمكن ان نفقدها اذا قبلنا بحماية عسكرية». واكد ان «التزام الحياد ليس امرا سهلا لكنه حاسم واساسي»، داعيا الى «التمييز بوضوح بين موظفي اللجنة وقوات الاحتلال». وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر قد قررت في الثامن من الشهر الحالي اغلاق مكاتبها موقتا في بغداد والبصرة بعد اعتداء استهدف مقرها في بغداد في 27 اكتوبر (تشرين الاول) واسفر عن سقوط 12 قتيلا بينهم اثنان من موظفيها.
وقال نيديغر ان اللجنة «تواصل عملها في شمال العراق لكن الامن يبقى مسألة اساسية». واشار الى ان «ضمان النظام العام والامن امر يعود الى قوات التحالف .. بصفتها قوة احتلال حسب القانون الدولي». وتابع ان غياب الامن والخوف يشكلان «المشكلة الكبرى» للسكان لان «الهدوء والنظام العام شرط اساسي لعودة الحياة الى طبيعتها واعادة فتح المدارس وتأمين المياه والمواد الغذائية».