شارون وموفاز يصادقان قريبا على مجموعة من المستوطنات الجديدة

وزير الدفاع يرفض تسلم خرائط «سلام الآن» لأنها تفضح حقيقة التزايد في عدد المستوطنات

TT

في الوقت الذي يتحدث فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي، آرييل شارون، عن خطة سياسية جديدة سوف يطرحها وتنطوي على «تنازلات مؤلمة» ويرسل ابنه عومري الى لندن للقاء وفد فلسطيني، ويعلن وزير الدفاع، شاؤول موفاز، انه ينوي قريبا ازالة مجموعة من المستوطنات (التي اقيمت من دون قرار حكومي)، تبين ان كليهما (شارون وموفاز) يدرسان امكانية تحويل عدد كبير من تلك المستوطنات «اللا ـ شرعية» الى «شرعية»، باعطائها التراخيص، والسماح لها بالتوسع وباقامة الابنية الثابتة.

واكد شارون وموفاز ذلك، بوضوح أمس، عندما قال كل منهما في منبرين مختلفين، ان الحكومة ستزيل المستوطنات «التي اقيمت فقط بهدف التحدي للحكومة» وكذلك «التي بنيت من دون تراخيص»، لكنهما اضافا التحفظ التالي: «باستثناء المستوطنات التي توجد لها ضرورة أمنية».

يذكر ان الحكومة تعترف حاليا بوجود 36 مستوطنة غير شرعية فقط (حسب زعمها بنى المستوطنون 90 نقطة استيطان كهذه. فأزالت الحكومة 13 منها اول مرة و31 في المرة الثانية). لكن حركة «سلام الآن»، التي تتابع النشاط الاستيطاني بشكل مثابر، من خلال مراقبي بناء ومهندسين على الارض وجولات استطلاعية بطائرة هليكوبتر مرة في الاسبوع، تقول انها رصدت اكثر من 100 بؤرة استطيان كهذه. وحاول وفد من هذه الحركة الوصول الى مكتب وزير الدفاع، امس، خلال اجتماعه مع كبار مساعديه للبحث في امر هذه المستوطنات بهدف منحه الوثائق والخرائط التي تؤكد روايتها حول الموضوع. الا ان موفاز رفض تسلم هذه المواد. وطلب منهم ان يرسلوها بالبريد.

واكد نائب وزير الدفاع، زئيف بويم (الليكود)، ان الوزارة صادقت لبعض المستوطنات «غير الشرعية»، ان الوزارة صادقت لبعض المستوطنات «غير الشرعية» على شق وتعبيد الطرق للمشاة وللسيارات. واوضح ان الهدف من هذا هو التمهيد لتحويلها الى مستوطنات «شرعية».

وكان شارون قد عقد اجتماعه السنوي مع رؤساء تحرير الصحف الاسرائيلية، امس، فجعله لاول مرة اجتماعا علنياً يبث على الهواء مباشرة للجمهور الواسع. ودل ذلك على انه معني بتوصيل رأيه الى الجمهور، بعض ان حشر في الزاوية من جراء النشاطات السلامية في الشارع الاسرائيلي. فهو يرتبك. ولا يعرف كيف يتصرف ازاء وابل النشاطات والتصريحات والمبادرات، منذ خروج الطيارين بتمردهم على اوامر الاغتيالات وتقديم شكوى في القضاء ضد قائد سلاح البحرية، لتحميله مسؤولية قتل 15 مدنيا فلسطينيا (بينهم 9 أطفال وطبيب) وتصريحات رئيس اركان جيشه، موشيه يعلون، بأن الحل لا يمكن ان يكون عسكريا فقط، ثم تصريحات رؤساء المخابرات العامة الاربعة السابقين بان سياسة حكومته تقود اسرائيل الى الهاوية، وحتى «اتفاق جنيف» و«وثيقة ايلون ـ نسيبة».

فالجميع يسأل شارون ما هي خطتك. وهو يرد: انها «خريطة الطريق». ولكن هذه الخريطة ايضا تبدو مجمدة. وحتى الادارة الاميركية بدأت تهتم باتفاق جنيف. وسيستقبل وزير خارجيتها، كولن باول وفدا من المؤسسين والموقعين على الاتفاق.

لكن شارون، امس ايضا، لم يعط اجوبة شافية. وتهرب من كشف بنود خطته. وراح يهدد الفلسطينيين بانه لن ينتظر اذا فشلت حكومة أحمد قريع (ابو علاء) قدوم حكومة ثالثة. وسيبادر الى خطوات احادية الجانب.. «وما يمكن ان يحصلوا عليه مني اليوم لن يحصلوا عليه في وقت آخر».

وهاجم اوروبا على «المواقف المتلونة لمعظم قادتها». وهاجم اتفاق جنيف واصر على الاستمرار في بناء الجدار الفاصل.

وبدا ان محرري الصحف الاسرائيلية قلقون بشكل خاص من الموقف الاميركي وقالوا له «ان المسؤولين الاميركيين بدأوا يبثون مشاعر التذمر من سياستك». واشاروا الى تصريحات الناطق بلسان الخارجية الاميركية، ريتشارد باوتشر، امس، بان تقليص مبلغ 300 مليون دولار من مبلغ الضمانات الاميركية «جاء ليعبر عن التحفظ الاميركي على سياسة البناء الاستيطاني وبناء الجدار الفاصل». وقالوا له ان الولايات المتحدة تعطي اشارات قوية الى انها غير مرتاحة من سياسته.

فأجاب شارون انه ليس قلقا من المواقف الاميركية وقال «نحن والاميركيون منسجمون في عهد هذه الادارة اكثر من اي وقت مضى في العلاقات الاسرائيلية ـ الاميركية»، واضاف: «لكن ليس دائما ننظر الى الامور بعين واحدة. وهذا طبيعي بين الاصدقاء». ودعا الصحافة الاسرائيلية ان لا تصب زيتا على النار. وان تحاول رؤية الامور الايجابية لسياسته ايضا.