إسرائيل تسحب مشروع قرارها من الجمعية العامة عن حماية الأطفال

TT

سحبت إسرائيل الليلة قبل الماضية مشروع قرار تقدمت به الى لجنة الأمم المتحدة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول «الاطفال الاسرائيليين ضحايا الهجمات الفلسطينية»، تحت اصرار المجموعة العربية بقيادة مصر والسعودية وبعض الدول الصديقة للعرب على اجراء تعديلات على القرار.

اعلن ذلك دان غليرمان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك. وقال غيلرمان ان القرار سحب بسبب «تعديلات معادية» طالبت مصر بادخالها على النص. ورأى انه «يوم عار على الأمم المتحدة ويوم حزن للبشرية»، مؤكدا ان الدبلوماسيين الاسرائيليين «لن يسمحوا بعد اليوم بمهاجمة اسرائيل باتهامات منهجية وقرارات منحازة». وتابع ان النص الذي تقدمت به اسرائيل في 29 اكتوبر (تشرين الاول) «مطابق لقرار حول الاطفال الفلسطينيين» تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق.

والمشروع الذي تقدمت به إسرائيل يشدد على حاجة الأطفال الإسرائيليين الماسة للعيش حياة طبيعية خالية من الإرهاب والدمار والخوف. وينص في فقرة ثانية على مطالبة السلطة الفلسطينية باحترام التزاماتها بالاضطلاع بعمليات فعالة تستهدف التصدي لجميع الجهات الضالعة في الإرهاب وتفكيك القدرات والهياكل الأساسية الإرهابية وكفالة تقديم المسؤولين عن أعمال الإرهاب إلى العدالة. يذكر إن هذه هي المرة الاولى التي تلجأ فيها اسرائيل إلى الجمعية العامة منذ الستينات وبقيت حتى الآن تشعر بأن الجمعية العامة للأمم المحتدة كمحفل دولي معاد لدولة إسرائيل. وتراجعت حسب قول مصادر دبلوماسية عن مشروع قرارها بعد أن اصرت المجموعة العربية على التصويت على التعديلات التي تقدمت بها مصر والسعودية ودولة الإمارات وجنوب افريقيا والسنغال والسودان وماليزيا. وتشدد التعديلات العربية على حماية الأطفال في الشرق الأوسط مع التذكير بأن إسرائيل سلطة احتلال وعليها التزامات بموجب اتفاقيات جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين أثناء الحرب. وأضافت المجموعة العربية فقرة تعرب فيها عن تأييدها لجميع الجهود التي ترمي إلى تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط وكفالة السلام والرخاء لجميع شعوب المنطقة بمن فيهم الأطفال.

وعلق ناصر القدوة المندوب الدائم لبعثة فلسطين على قرار إسرائيل بسحب مشروعها قائلا «إننا قد أكدنا منذ البداية أن هذا المشروع لا يمر» ومضى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» قائلا «إن الإسرائيليين يحاولون الآن لعب دور الضحية وهي فكرة حمقاء لا أمل لها في النجاح».

وقال معلقا على القرار العربي في الشهر الماضي «لم نتقدم بالقرار لأن أكثر من 500 طفل فلسطيني قتلوا وآلافا آخرين جرحوا، فالقضية أكبر من ذلك»، موضحا ان «القرار طرح لأن كل الاطفال الفلسطينيين محرومين من كل الحقوق الواردة في اتفاقية حماية الطفولة، من كل حق، وليس في العالم وضع مماثل لوضع الاطفال الفلسطينيين»..................