الولايات المتحدة تخطط لأكبر عملية إعادة انتشار لقواتها في العالم لمواجهة الإرهاب

قواعد جديدة في دول أوروبا الشرقية لتقليص وجود القوات الأميركية في اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا

TT

ينتظر ان تجري ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش سلسلة من المحادثات الرسمية مع عدد من الحلفاء في الشهر المقبل حول خطة اميركية طموحة لاعادة توزيع عشرات الالوف من القوات الاميركية المنتشرة حول العالم. ويعمل البنتاغون، الذي اشار الى الحرب ضد الارهاب، منذ عدة شهور، حول ما يعتبره مسؤولون كبار اكثر تطوير جوهري ضخم لنشر قواتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش في بيان «ان التهديدات التقليدية التي كانت تواجه امتنا واصدقاءنا وحلفاءنا تراجعت وحلت محلها اخطار يصعب التكهن بها مرتبطة بدول مارقة، وارهاب عالمي، واسلحة دمار شامل. وفي الوقت الذي نستمر في تحقيق تقدم في عملية تحويل قواتنا المسلحة، يبقى علينا اعادة تنظيم الوضع العالمي لقواتنا لمواجهة افضل لتلك التحديات الجديدة». وقد عقد المسؤولون في البنتاغون محادثات غير رسمية مع حكومات اجنبية مثل اليابان وكوريا الجنوبية والمانيا بخصوص امكانية نقل بعض القوات الاميركية الموجودة منذ فترات طويلة في تلك البلاد، وتأسيس قواعد جديدة في دول الكتلة الشرقية السابقة مثل المجر وبولندا ورومانيا وبلغاريا. ووصف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي الخطة في لقاء عقد اول من امس بأنها جهد لتحسين وضع القوات للرد بطريقة اسرع على المتاعب حول العالم ولاسيما في الشرق الاوسط وجنوب اسيا. ومن بين التغييرات المطروحة للنقاش نقل قوات اميركية من المنطقة الكورية منزوعة السلاح الى مناطق اخرى في شرق اسيا، وتخفيض القواعد الضخمة الثابتة في دول مثل المانيا. وقال رامسفيلد للصحافيين في البنتاغون «انه تعديل يتناسب مع القرن الواحد والعشرين».

ومع انتشار معلومات حول الخطة في العام الماضي، اتهم بعض الحلفاء البنتاغون بعدم الاهتمام بالعواقب الناجمة عن نقل قوات من الدول التي اعتمدت منذ زمن طويل على وجودها لدعم اقتصادها واحساسها الامني.

وقد سعى الرئيس والمسؤولون في وزارتي الدفاع والخارجية، الى صرف الانظار عن الانتقادات اول من امس بالقول انه لم يتم اتخاذ قرارات نهائية بعد. وذكر بوش في بيانه «سنكثف مشاوراتنا مع الكونغرس ومع اصدقائنا وحلفائنا وشركائنا في الخارج حول اعادة النظر الجارية الان حول وضع قواتنا». ولكن في محاولات للصحافيين للبحث حول الخلفيات، رفض كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع مناقشة امكانية اكتشاف بعض الجنود الاميركيين في العراق ان وحداتهم انتقلت الى قواعد جديدة قبل عودتهم الى الوطن.

وتجدر الاشارة الى وجود 112 الف جندي اميركي في اوروبا، 80 في المائة منهم ينتشرون في المانيا، بما في ذلك الفرقة المدرعة الاولى التابعة للجيش، المتوقع عودتها في شهر يناير من خدمة استمرت لمدة عام في العراق. وكانت الفرقة وغيرها من القوات الاميركية قد انتقلت الى المانيا قبل عدة عقود، عندما كان العدو الرئيسي للولايات المتحدة هو الاتحاد السوفياتي. وكان في امكان تلك القوات المدرعة في المانيا تحريك قواتها ضد عدو سوفياتي خلال دقائق.

ويمكن عن طريق نقل بعض من مئات التسهيلات الاميركية المنتشرة في اوروبا الى دول على ساحل او بالقرب من البحر الاسود، تسهيل تحريك تلك القوات الى الشرق الاوسط وافريقيا. وتنص خطط البنتاغون التي شرحها كبار المسؤولين لصحيفة لوس انجليس تايمز قبل شهر على بناء قواعد اميركية في قاعدة سارافوفو الجوية في بلغاريا وميناء بورغاس القريب من البحر الاسود. حيث كانت طائرات اعادة التموين من طراز كي سي 135 وقوة يزيد عددها عن 200 جندي موجودة هناك خلال الحرب العراقية.

وسيتم بناء تسهيلات اميركية ايضا في رومانيا في قاعدة ميخائيل كوغالنسينو الجوية وميناء كونستانتا على البحر الاسود، وكانت القاعدتان تستخدمان في نقل القوات والمعدات للعراق. وينوي البنتاغون ايضا الحصول على مناطق ضخمة للتدريب العسكري وميادين الرماية كانت القوات السوفياتية تستخدمها في المجر وبولندا، بما في ذلك قاعدة كرجيني الجوية في ضواحي بوزنان في غرب بولندا.

وفي آسيا تدعو خطة البنتاغون المبدئية الى نقل بعض القوات من اليابان وكوريا الجنوبية وتأسيس شبكة من القواعد الصغيرة في دول آسيوية لم يكن للولايات المتحدة فيها وجود دائم. وفي تطور آخر، ذكر رامسفيلد في مقابلة مع الصحافيين ان المسؤولين في البنتاغون يبحثون ما اذا كان من الممكن استدعاء وحدات سابقة من الجيش العراقي للمساعدة في مواجهة انتشار اعمال العنف هناك. وكان القرار الاميركي بحل الجيش قد تعرض لانتقادات كثيرة ولكن بعدما قدم واحد من مساعديه ورقة اليه سحب رامسفيلد بيانه، وقال ان البنتاغون «لا يبحث رسميا امكانية استخدام وحدات الجيش العراقي. لقد ابلغت ان الامر ليس مطروحا للنقاش في الوزارة رسميا».

*خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط» ذ è x