إيطاليا ترحل 3 معتقلين مغاربة إلى المغرب لهم علاقة بتفجيرات الدار البيضاء

حالة استنفار أمني في العاصمة الاقتصادية تحسبا لهجمات إرهابية انتقامية لمتشددين من شمال أفريقيا

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية مطلعة ان السلطات الايطالية رحلت ثلاثة معتقلين من جنسية مغربية الى بلادهم، بعدما تقدمت السلطات المغربية بمذكرة بحث دولية في هذا الشأن. ويتعلق الامر بمحمد الرواني، الذي اعتقل بنواحي مدينة فارنزي، وعزيز داود، الذي اعتقل في نواحي مدينة فلورنسا، ومحمد رفيق الذي اعتقل في مدينة كاريمونا ووجهت لهؤلاء المعتقلين تهم تشكيل خلايا ارهابية لها علاقة بتفجيرات الدار البيضاء، وتم اعتقالهم نهاية شهر رمضان ليصل عدد المغاربة الذين اعتقلوا بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 الى نحو 40 معتقلا.

على صعيد آخر، ارجأت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في الرباط صباح امس النظر في ملفين لهما علاقة بـ«السلفية الجهادية»، والتخطيط لاعمال ارهابية الى 19 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ورفضت هيئة المحكمة ملتمس السراح المؤقت الذي تقدم به دفاع المعتقل خالد بوكري ادريس، من مدينة وزان (شمال المغرب)، بعدما اكد الوكيل العام للملك (المدعي العام) ثبوت التهمة المنسوبة اليه، والمتمثلة في تسخير مكان للاختباء لمن يرغب في القيام بعمل ارهابي وعدم التبليغ عن جريمة ارهابية والمشاركة في تزوير وثيقة ادارية وانتحال هوية ويتابع في الملف الثاني الذي ارجأته المحكمة لمنح الدفاع مهلة لاعداد دفاعه عبد الرحمن مشيشي ومحمد بن حمو كيوي، من مدينة فاس (وسط المغرب)، بتهمة تكوين عصابة اجرامية لاعداد وارتكاب اعمال ارهابية والسرقة الموصوفة والعنف، وجمع وتدبير اموال بنية استخدامها في اعمال ارهابية، وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق وتحريض الغيرعلى القيام بأعمال ارهابية.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر قضائية انه تمت احالة 24 معتقلا على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف، 12 منهم من مدينة الرباط، و9 من مدينة سلا،و3 من مدينة وزان.

وحسب محضر الاحالة يتابع 9 من مدينة سلا بتهم مختلفة منها الاعتداء على عنصرين من الدرك الملكي بالسلاح الابيض، وانتحال صفة دركي لحيازة مسروقات.

وحسب المصدر ذاته تم حجز كومبيوتر ومجموعة من الهواتف النقالة وخريطة وضعت اشارات على بعض المناطق التي كان المعتقلون يودون تفجيرها بالمغرب، كما وجهت لهم تهمة القيام بعمليات تعزيرية بالاعتداء بالضرب على فتيات يعتقدون انهن «متبرجات». وتضم المجموعة معتقلا هدد رجل اعمال بتفجير فندقه بالرباط اذا لم يقدم له فدية مالية واعتقل وهو مرتدي لباسا نسائيا.

فيما تضم مجموعة وزان طلبة وفقيها حرض على القيام بأعمال ارهابية، وعقد مع الطلبة عدة اجتماعات من دون ترخيص مسبق. وتتابع مجموعة الرباط بتهم تكوين عصابة اجرامية لاعداد وارتكاب اعمال ارهابية والتحريض على العنف وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص بها وعقد اجتماعات من دون تصريح مسبق.

وفي الدار البيضاء، شددت السلطات الأمنية من الإجراءات الاحترازية تحسبا لوقوع هجمات إرهابية تستهدف مواقع في العاصمة الاقتصادية للبلاد، وصفتها مصادر أمنية بأنها «حساسة»، ولوحظ زيادة في التمركز الأمني وعدد أفراد الشرطة المكلفين المراقبة بالقرب من المراكز التي يرتادها اليهود المغاربة والمواطنون الأجانب وسط مدينة الدار البيضاء وبعض الفنادق.

وقالت المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط»، إنها تلقت بعض المعلومات الاستخباراتية التي تؤكد وجود تحركات داخل أوساط المتشددين المغاربة للقيام بعمليات إرهابية، وصفت بـ«الإنتقامية»، تستهدف بعض المصالح الحساسة في الدار البيضاء.

وأوضحت المصادر قائلة «أمام وجود مثل هذه المعلومات تلقينا أوامر لتشديد الحراسة والمراقبة وتكثيف جهود البحث عن الإرهابيين الذين ما زالوا فارين من وجه العدالة، والذين يبدو أنهم شرعوا في إجراء اتصالات سرية فيما بينهم للتخطيط لعمل إرهابي جديد».

وأكدت المصادر الأمنية أن المعلومات المتوفرة لديها تفيد أن الأصولي المتشدد عبد المالك بويزكارن، الذي ينتمي لتيار السلفية الجهادية، وتبحث عنه السلطات الأمنية المغربية منذ مايو (ايار) الماضي بسبب علاقته بتفجيرات الدار البيضاء، يقوم في الوقت الراهن بجهود حثيثة للم شمل فلول الخلايا التي فككها الأمن المغربي في الدار البيضاء والرباط وسلا وفاس ومكناس وأغادير و طنجة ويحضر حاليا على ما يبدو للقيام بعمليات إرهابية.