اجتماع دولي في مدينة الصويرة المغربية لتقييم برنامج اليونسكو حول المدن التاريخية الصغيرة

TT

بدعوة من المغرب، يجتمع العاملون في مشروع «التنمية الحضرية وموارد المياه في المدن التاريخية الصغيرة في حوض المتوسط» الذي تنفذه منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة في مدينة الصويرة، غدا الأحد وحتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، بحضور مهندسين معماريين، ومهندسي مدن، وعلماء الجيولوجيا، وأعضاء المجالس المحلية، وخبراء اليونسكو، بهدف تقويم ما تحقق من المشروع.

وسوف تتركز المناقشات حول كيفية إعادة تأهيل القلب التاريخي للمدن الساحلية والمحافظة عليه، من غير أن يؤدي ذلك إلى طرد السكان، وسبل المحافظة على المعايير التقليدية في البناء ودمج المعايير الحديثة، وإشراك الحرفيين المحليين، والحصول على دعم السلطات المحلية والحكومية. ويعتبر هذا التحدي المتعدد الأوجه الذي يسعى لمواجهته المشروع الذي تعمل اليونسكو في إطاره، في خمس مدن نموذجية منذ العام، وهي مدن الصويرة في المغرب، المهدية في تونس، أوميسالي في كرواتيا، صيدا في لبنان، وجبلة في سورية.

ويهدف المشروع أساسا إلى الترويج لبدائل للتنمية البيئية والاجتماعية-الثقافية لدى البلديات والوزارات المختصة، بحيث تأخذ في الاعتبار المقاربة المرتكزة إلى مكتسبات العلوم المتعددة والقابلة للديمومة اجتماعيا. وينتظر أن يعرض رؤساء بلديات المدن النموذجية في الجلسات الاولى للاجتماع، المشاريع التي أنجزت في مدنهم منذ تدخل اليونسكو لدى البلديات المعنية، سواء عبر الحلقات الدراسية الدولية حول «التنمية الحضرية المتوازنة بين الأرض والبحر والمجتمع» أو عبر مهمات الخبراء. ويهدف تبادل وجهات النظر بين رؤساء البلديات والخبراء إلى تقويم الأثر الحقيقي لعمليات التدخل على القرارات السياسية التي اتخذتها البلديات في ما خص المشاريع الجديدة أو إعادة توجيه المشاريع القائمة.

وسوف يعمد الخبراء في الجلسات التالية إلى تقديم توصياتهم حول المتابعة المحتملة للمشروع. وسوف يرتكزون في ذلك إلى التقرير العام الذي أعده الباحث المستقل، الجزائري رشيد بومدين، وإلى ما تتوقعه البلديات وكذلك إلى عروض الشراكة المحتملة. ومن الأمثلة على ذلك عرض الشراكة الذي تقدم به رئيس بلدية لا روشيل، فرنسا، الذي سوف يوقع اتفاق تعاون مع اليونسكو لمصلحة مدينة صيدا (لبنان)، أو المساهمات المحتملة لوكالات الأمم المتحدة الأخرى كوكالة الأمم المتحدة للإسكان أو برنامج الأمم المتحدة للبيئة أو برنامج الأمم المتحدة للتنمية. ويضم هذا المشروع بشكل أساسي شبكات خبراء اليونسكو لبرامج إدارة التحولات الاجتماعية وبرنامج المياه الدولي ووحدة «المناطق الساحلية والجزر الصغيرة» وهو يقوم على مبادئ «إعلان اسطنبول» (سكن 2 ـ 1996) وعلى «شرعة المدن التاريخية» للمجلس الدولي للمعالم والمواقع (إيكوموس).