فضل الله: الشعب اللبناني يبحث عن دولة مسؤولة... فلا يجدها

TT

قال المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله «ان الشعب اللبناني يبحث عن دولة مسؤولة في مؤسساتها الدستورية وفي امتداداته السياسية، ولكن هذا الشعب لا يجد الدولة بمعناها الحضاري الانساني».

وتطرق فضل الله الى «قضية الاسرى من المجاهدين والمدنيين لدى العدو الصهيوني» معتبراً انها «لا تزال في دائرة التعقيد وإهدار حقوق الانسان مما يفرض على الجميع متابعتها وممارسة اكثر من ضغط على السجانين من اجل اطلاق سراحهم».

وعلق على «التفجيرات المدمرة القاتلة التي تصيب الابرياء في اكثر من بلد اسلامي وتؤدي الى اختلال امن المسلمين قبل غيرهم في الوقت الذي لا يبرر فيه الاسلام الاعتداء على غير المسلمين من المسالمين الذين يعيشون في البلاد الاسلامية» منتقداً «هذا الخط الارهابي والخطط الاجرامية التي لا يسمح بها دين ولا شرع».

ولاحظ فضل الله، في خطبة ألقاها امس «ان الضغوط الاميركية والدولية لا تزال تتوالى على ايران في مسألة الطاقة النووية، مستغلة وكالة الطاقة الذرية، الخاضعة لأكثر من محور سياسي دولي خصوصاً المحور الاميركي، لتطويق مشروعها السلمي للطاقة لأنه لا يراد لأي دولة اسلامية حرة ان تملك الخبرة النووية. ولكن السياسة الايرانية الذكية عرفت كيف تتفادى الخطة الاميركية لنقل المسألة الى مجلس الأمن من اجل فرض العقوبات على ايران مستقبلاً. والسؤال: هل تملك وكالة الطاقة ان تنقل قضية السلاح النووي الاسرائيلي المدمر الذي يهدد المنطقة العربية والاسلامية الى مجلس الامن؟».

وتطرق فضل الله الى موضوع «لبنان الذي يبحث شعبه عن دولة مسؤولة في مؤسساتها الدستورية، وفي امتداداتها السياسية، وفي قضائها المنفتح على كل اوضاع الانحراف الاداري والسياسي والاجرام الامني والاقتصادي، والمرتكز على قاعدة قانونية حضارية تؤكد أن لا احد فوق القانون، ولا تبرير لأي مجرم كبير او صغير، ولا تمييع لأية قضية، ولا غطاء لأي هدر او فساد. ولكن هذا الشعب لا يجد الدولة بمعناها الحضاري الانساني في خط العدالة التي لا تميز بين شريف ووضيع، بل يجد اشخاصاً مسؤولين في الموقع ولكنهم قد لا يكونون مسؤولين في عمق معنى المسؤولية. مما يجعل الواقع يتحرك بين يأس يدفع الشباب الى الهجرة وانفعالات تصرخ ولكن من دون ان يسمعها احد».

وقال: «ان الفقراء يجوعون، والمزارع عطشى، والجامعات تعاني من اللامبالاة الرسمية، والخدمات في يد الذين يستخدمونها لانفسهم وللمحاسيب، والدين يرتفع والمنطقة العربية التي كانت تجد في لبنان الملجأ والجامعة والمستشفى تنادي لبنان ان يرجع الى موقعه ودوره التاريخي، ولا من مجيب. واسرائيل تضحك تارة وتعبس اخرى، والمنطقة كلها تهتز، والجماعة مشغولون بكل خلافاتهم».