مايكل جاكسون يرد عبر الإنترنت على اتهامه بالتحرش الجنسي

TT

اقام ملك البوب، مايكل جاكسون، موقعا على الانترنت يرد منه على الاتهامات التي وجهت اليه في ارتكابه أفعالا مشينة مع طفل مصاب بالسرطان، قائلا ان كل هذه الادعاءات «قائمة على ساقين من الاكاذيب الكبيرة».

لكن مايكل يواجه الآن تحديا آخر هو اتهامه بانه ليس مؤهلا للأبوة. وقد اعدت المدعية غلوريا اولريد اوراقا لدى خدمات حماية الاطفال بولاية كاليفورنيا يوم الجمعة لانتزاع اطفاله منه الى ان يبت في قضيته الحالية، متهمة اياه بأنه ربما يسيء اليهم جنسيا.

ويقول جاكسون في تصريح من ست صفحات نشر على الموقع: «كما تعرفون، التهم التي وجهت الي خطيرة جدا. ولكنها في الحقيقة تستند الى ساقين من الاكاذيب الكبيرة. وهذا ما سنوضحه في المحكمة، وعندها نستطيع ان نخلف هذه الفترة الرهيبة وراء ظهورنا». وقال ستيوارت باكرمان، المتحدث باسم جاكسون، ان الاخير اقام موقع www.mjnews.us حتى يكون على صلة مباشرة مع وسائل الاعلام ومع معجبيه». وجاء في تصريح جاكسون ان الموقع سيكون «مصدرا للمعلومات الرسمية حول قضيتي».

ويحتوي الموقع على وصلات للاطلاع على ثلاثة تصريحات سابقة كان باكرمان قد اصدرها نيابة عن جاكسون، قبل ايام عندما اقتحمت قوات الشرطة مزرعته المسماة «نيفرلاند» وألقت القبض على المغني الشهير بناء على امر اعتقال يتهمة «بارتكابه افعالا مشينة مع طفل يقل عمره عن 14 عاما».

* بعيدا عن غربال الإعلام

* من الجانب الآخر يحاول الموقع ان يميز بين التصريحات الرسمية التي يدلي بها مايكل، وتلك التي تصدر عن آخرين اعلنوا انهم يمثلونه من اول وهلة ظهرت فيها الاتهامات. قال مايكل: «أي تصريح لا يظهر في هذا الموقع، يجب ان يعتبر غير مأذون». ويتخذ الموقع طابعا عمليا في تصميمه ويظهر على قمة الموقع، فوق اسم مايكل، عنوان يقول: «الصفحة الرسمية للاخبار». ويسمح هذا الموقع للمطرب الكبير بتخطي وسائل الاعلام وطرح وجهة نظره مباشرة على الجمهور، بدون ان تخضع لغربال وسائل الاعلام.

وقد اطلق سراح مايكل بضمان قدره ثلاثة ملايين دولار يوم الخميس قبل الماضي، ورجع مباشرة الى لاس فيغاس، حيث كان يصور فيديو جديدا. وتقول السلطات انها ستتقدم بتهم رسمية بعد احتفالات عيد الشكر. ومع ذلك فإن معجبيه لا يريدون ان يضيعوا دقيقة واحدة حتى قبل تقديم التهم بصورة رسمية. وقد كتب مايكل في رسالة الى معجبيه: «من حقكم ان تتشككوا في من تورد وسائل الاعلام اسماءهم باعتبارهم اصدقائي والمتحدثين باسمي والمدافعين عني. وباستثناء عدد قليل منهم، فان اغلب هؤلاء لا يفعلون اكثر من ملء فراغ في ثقافتنا، يخلط بين الظهور والحكمة».

* كذبة كبيرة؟

* يقول مايكل ان الاتهامات «كذبة كبيرة». ولكنه اضاف ان ظروف القضية لا تسمح له بأن يقول اكثر من ذلك. وقال في تصريحه: «هناك لحظات لا استطيع فيها الادلاء بأي تصريح. ولا شك ان هذا سيكون وضعا محبطا بالنسبة لنا جميعا. ولهذا السبب افتتحت هذا الموقع.. وأي تصريحات لا تصدر عنه تعتبر غير مأذونة».

ولكن لا تتوقعوا تجديدات كثيرة في الموقع. فقد جاء في رسالة مايكل: «لن نعلق على كل حدث او كل اتهام، وذلك بحكم القانون. ونعتزم متابعة قضيتنا في المحكمة وليس مع الجمهور او في وسائل الاعلام».

وبعد ان اعتقل مايكل يوم الخميس قبل الماضي، تجمع معجبوه في عدة مدن في كل انحاء العالم للاحتجاج على هذه المزاعم. وقد تكونت لجان تصل عضويتها الى 60، في هوليود وفي ووك اوف فيم، وفي الشانزلزيه بباريس وفي اسبانيش ستيبس بروما، فضلا عن مواقع اخرى في مدن اخرى، وكان المعجبون يغنون اغانيه ويهتفون: «مايكل بريء».

* الصديقة الوفية

* تحدثت الممثلة السينمائية الشهيرة اليزابيث تيلر، احدى اقرب اصدقاء مايكل، مدافعة عنه، فأصدرت تصريحا تدافع فيه عن رفيق دربها القديم. وجاء في تصريحها: «انا مقتنعة بأن مايكل بريء وان القضاء سيثبت براءته».

ويذكر ان لتيلر جناحا خاصا في نيفرلاند تعرض فيه افلامها 24 ساعة في اليوم، كل يوم. وقد علقت الممثلة على التغطية الاعلامية لحادثة اعتقال مايكل قائلة: «كنت اعتقد ان القانون يقول ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته . وانا اعرف انه بريء. واتمنى ان يبتلعوا اتهاماتهم قريبا».

ونسبة لأنها غاضبة من وسائل الاعلام رفضت تيلر كل المقابلات التي طلبها الصحافيون معها، في بحثهم المحموم عن كل من يمت بصلة الى مايكل، سواء من اسرته او فريق محاميه او اصدقائه من المشاهير. وقد ظل هذا حالهم منذ الاربعاء قبل الماضي عندما اعلنت التهم.

* خطابات غرامية

* لكن كلمات المغني الكبير والنجم العالمي النافية لقيامه بأي فعل شائن ربما تعود عليه بكثير من الضرر اذا اكتشف المحققون ادلة على علاقة جنسية في خطابات وصفت بأنها «غرامية» كان قد كتبها لشاكيه الصغير.

ففي حملة التفتيش التي قام بها المحققون في مزرعة نيفرلاند الهائلة الحجم، يوم الثلاثاء، استولى المحققون على تلك الرسائل الجديدة مع صور وشرائط فيديو وأجهزة كمبيوتر واقراص مضغوطة. وربما تكون هذه الرسائل هي الدليل الاقوى في قضية المحققين ضد مايكل. وهذا ما يقوله المحقق الاقليمي.

ويقول مصدر قانوني طلب عدم حجب هويته: «كان الطفل قد حكى لطبيبه النفسي عما زعم انه تحرشات مايكل الجنسية به وعن رسائل وقصائد كتبها اليه وحدد مكانها الدقيق في مزرعة مايكل. وهي رسائل صريحة وحميمة وتدل على معرفة دقيقة بجد الصبي. ويبدو انها رسائل حب من مايكل لهذا الطفل». وكان مايكل قد اتهم بالتحرش الجنسي عام 1993، ولكن القضية لم تصل الى المحكمة، لأنه دفع ملايين الدولارات لتسوية مدنية مع اسرة الطفل الذي اتهمه. وفي تلك القضية ايضا عثر المحققون على رسائل كتبها مايكل الى الطفل، ولكنهم لم يستطيعوا السير قدما في القضية لأن الطفل المذكور رفض التعاون معهم.

* شهادة مهمة

* مؤخرا صرح فتى اميركي لبناني الاصل اسمه احمد الاتب، 17 عاما، على برنامج «صباح الخير اميركا» لقناة «ايه بي سي ان نيوز»، بأنه قضى فترة مع المغني في مزرعته نيفرلاند، وانه ـ من تجربته الشخصية ـ لا يعتقد ان الاتهامات صحيحة. ويقول احمد، الذي صاد-ق مايكل سبع سنوات: «انه ذو قلب كبير. وهم يستخدمون هذا ضده لأن قلبه كبير ويحب الجميع».

وتحدث احمد في حوار اجراه معه ومع اسرته الزميل كمال قبيسي («الشرق الأوسط» 26 نوفمبر«تشرين الثاني» 2003) عما وصفه بـ«طفولية مايكل»، وقال انه «أكثر الناس براءة. فهو مراهق مثلنا في كل شيء، ولا يقصد أي عيب، وانا أحبه منذ ان كنت طفلا صغيرا».

وقالت والدة المراهق اللبناني، واسمها هنادي، ان ابنها نام في سرير مايكل بغرفة نومه في المزرعة الواقعة على بعد ثلاث ساعات بالسيارة من حيث كانوا يقيمون بكاليفورنيا سابقا، وكان ذلك في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وأضافت ان المطرب «لطيف المعشر مع المراهقين كابنها». وأضافت انه «فريندلي» Friendly .. يعني يحب صداقتهم ودائما يدعوهم لزيارته». واضافت: «انه طفل كبير، وقلبه احلى من العسل وبريء، وكل ما يقال عنه غير صحيح. واحمد زار المزرعة مع اولاد غيره.. لم يكن وحده هناك».

واكدت ان مايكل دعا ابنها للنوم على السرير من باب العطف، لأن شقيق احمد، وهو احد التوأمين واسمه عمر، او «عمورة» كما تدلعه والدته وعمره ثماني سنوات، مصاب بالسرطان في الجمجمة، ومرات عدة اتصل به مايكل ليطمئن عليه، بل دعاه مع اشقائه الى المزرعة مرات عدة.