خبراء أمنيون سعوديون: خلية العيد كانت تستهدف المعيدين لضرب السياحة الداخلية والاقتصاد الوطني

دعوة إلى التنبه لاحتمال استخدام إرهابيين سيارات إسعاف أو خدمية في هجمات

TT

أجمع خبراء أمنيون سعوديين على أن العملية الارهابية التي أحبطها الامن السعودي أول ايام عيد الفطر المبارك في العاصمة الرياض، كانت تستهدف التأثير على السياحة الداخلية وضرب الاقتصاد السعودي فيما يتعلق بالمتنزهات والمدن الترفيهية، ولتأكيد ذلك أن العملية احبطت في اليوم الاول من عيد الفطر مما يعني أن النية كانت مبيتة لتنفيذ عمل اجرامي كبير يروح ضحيته الكثير من الابرياء. ولا يستبعد المراقبون أن يستخدم الارهابيون سيارات اسعاف أو النظافة في تنفيذ اعمالهم. الا ان يقظة رجال الامن وتحوطهم افشلا مخططاتهم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» لواء متقاعد يحيى سرور الزايدي، انه ليس بمستغرب ان يكتشف رجال الامن في كل مرة يتم ملاحقة ارهابيين على مضبوطات من بينها أشياء جديدة تدخل في قائمة التزوير والتقليد. وأضاف أن وجود كليشيهات لبعض الجهات الرسمية، يعني بوضوح التخطيط التام لاستغلال سيارات تلك المرافق في اعمال ارهابية.

وذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أمس ان قوات الامن السعودية ضبطت خلال عملية المداهمة والملاحقة في حي السلي والمونسية في الرياض، سيارة ونيت من طراز شيفروليه تم تمويهها بلون سيارات الجيش ووضع في حوضها صهريج حديدي به مواد متفجرة عبارة عن خليط من نترات الأمونيوم مع مسحوق الألمنيوم مع مادة الفحم إضافة إلى رؤوس قذائف آر بي جي واسطوانات غاز مضغوط لزيادة القوة التدميرية للشحنة المتفجرة. وأضاف المصدر انه وجد ايضا فتائل تفجير عبر دوائر كهربائية متصلة ببطارية السيارة وبطارية احتياطية أخرى لضمان إتمام العملية الإرهابية التي كانت جاهزة للتنفيذ وماكينة رش لطلاء السيارات مع مجموعة من علب البوية وكليشيهات تزوير لبعض الجهات الرسمية ومجموعة من الملابس العسكرية وأكياس وحاويات معدنية وبلاستيكية تحتوي على مادة متفجرة مهيأة على شكل خليط من نترات الأمنيوم مع مسحوق الألمنيوم وكمية من فتائل التفجير، وقذائف آر بي جي مع منصة ودوافع اطلاق، وأسلحة نارية ما بين رشاشات ومسدسات، وطلقات ذخيرة حية لأسلحة نارية مختلفة، إضافة إلى مضبوطات أخرى.

وقال اللواء متقاعد الدكتور محمد الجهني ان وجود خليط من نترات الامونيوم مع مسحوق الالمنيوم مع مادة الفحم، يعني ان العملية كانت تستهدف امرا كبيرا والحاق اضرار كبيرة في الارواح والممتلكات. وأضاف اللواء الجهني أن مادة الامونيوم هي مواد عضوية كيماوية تستمد وتشكل بطريقة خاصة للتفجير، وهي عبارة عن حبوب صغيرة، واضافة الالمنيوم والفحم تساعد على قوة الانفجار.

وبين أن وجود الفتائل يعني أن تنفيذها كان سيتم بطريقة التفجير الذاتي وليس عن بعد او استخدام اجهزة التحكم عن بعد. كما ان الكميات المعلنة وطريقتها تبين انها بالفعل كانت مجهزة للتفجير.

واضاف اللواء الجهني، ان مادة الامنيوم تستخدم عادة في الاعمال المدنية مثل تفجير المناجم والجبال والطرق وبعض الاعمال الانشائية سواء طرق اوجسور.

واشار الى أن الحصول على هذه المواد ليس بهذه السهولة، ويحتاج الى موافقات وتباع تحت ظروف امنية مشددة، يقول واللواء الجهني، انها تباع في السويد والهند وشرق اوروبا كما تباع في الدول المجاورة مثل الامارات العربية المتحدة والاردن، الا ان حصولها يتم بعد موافقات رسمية، والكميات التي دخلت البلاد بالتأكيد تكون قد هربت كما ذكر الدكتور محمد الجهني.

ويعلق اللواء يحيى الزايدي قائلا أن رجال الامن السعودي اصبحوا يعرفون كل الخدع التي يمارسها الارهابيون، وهو ما ساعدهم في الوصول الى الحقائق بسهولة، مبينا أن وصول رجال الامن السعوديين الى موقع الاستراحة، يعني انهم قريبون جدا من اي مخطط ارهابي.

واضاف اللواء الزايدي أنه من الضرورة على جميع المرافق الحكومية التحقق من السيارات الخدمية لان التحوط في مثل هذه الامور يساعدهم في الكشف عن اي محاولة ارهابية تحاول التضليل او الاستغلال، وخاصة ان التجارب كثيرة ولعل اهمها، حادثة المحيا التي دخل الارهابيون المجمع بواسطة سيارة الطوارئ، وفي استراحة السلي والمونسية، حيث اكتشف رجال الامن سيارة ونيت من طراز شيفروليه تم تمويهها بلون سيارات الجيش.

وقال اللواء الزايدي ان الارهابيين لديهم قناعة ان خططهم فشلت ولهذا يلجأون الى استخدام طرق ووسائل لها علاقة بحماية وامن المواطن، ولا يستبعد ان يستخدم هؤلاء مثلا سيارة اسعاف او سيارات لمرافق اخرى مثل النظافة او غيرها، مؤكدا ان رجال الامن السعودي اصبحوا يقظين ولاتغفل عنهم مثل هذه الحيل والخدع. واعتبر ان اتجاه الكثير منهم الى الانتحار، يعود الى اليأس التام وعدم مقدرتهم على المواجهة، وهم لا يفرقون في الاهداف التي يذهبون اليها للتفجير او تنفيذ الاعمال الارهابية، وهدفهم الوحيد هو الاضرار وسفك دماء الابرياء.

وكانت سلطات الامن السعودية قد تمكنت من اول ايام العيد من إحباط عملية إرهابية كانت على وشك التنفيذ والاشتباك مع مجموعة من الإرهابيين مما أدى إلى مقتل اثنين منهم وضبط السيارة التي كانت مجهزة للتفجير، ووفقا لمصدر مسؤول فقد أسفرت يقظة رجال الأمن عن الاشتباه بأحد المواقع في حي السلي بمدينة الرياض، وأثناء إجراءات التحقق الأولية غادرت مجموعة من الإرهابيين الموقع وهم يطلقون النار وبمطاردتهم دخلوا إلى إحدى الاستراحات الواقعة بحي المونسية شرق مدينة الرياض وعندما طلب منهم الاستسلام بادروا باطلاق النار بكثافة على رجال الأمن الذين تعاملوا معهم بالمثل مما أسفر عن مقتل أحد الإرهابيين ويدعى عبد المحسن عبد العزيز الشبانات الذي كان يطلق النار من الصندوق الخلفي للسيارة (وهو أحد المطلوبين أمنياً) كما قام إرهابي آخر بتفجير نفسه بواسطة قنبلة يدوية كان يحملها بعد محاصرته من قبل رجال الأمن ورفضه الاستسلام وتبين لاحقاً أنه يدعى مساعد محمد ضيدان السبيعي (وهو أيضا أحد المطلوبين أمنياً) وما زال البحث مستمراً عن باقي الإرهابيين.