وثيقة الاتهام الأميركية ضد المؤيد: عرس في صنعاء كشف حقيقة زوار الشيخ

جاسوس يمني عرف إمام مسجد لأكثر من ست سنوات وكان يسكن على مسافة قريبة من منزله * شريط فيديو تحدث فيه ممثل "حماس" عن عملية في تل أبيب

TT

في الاسبوع الماضي مثل امام قاضي المحكمة الفدرالية في نيويورك الشيخ محمد علي المؤيد، إمام جامع الاحسان في صنعاء، وأحد قياديي حزب الاصلاح الاسلامي في اليمن، ومعه مساعده محمد محسن زايد. الاثنان نقلا الى الولايات المتحدة من المانيا حيث كانا معتقلين بتهمة مساعدة اسامة بن لادن ومنظمة القاعدة. وكان مكتب المباحث الفدرالي اعلن انه تعاون مع جاسوس يمني، ذهب الى صنعاء، وأوهم الشيخ المؤيد بأن ثريا اميركيا مسلما يريد التبرع له، واتفق الجاسوس والمؤيد على مقابلة الثري في المانيا. وعندما وصل المؤيد ومساعده الى هناك اعتقلتهما السلطات الالمانية.

ونقلهما من المانيا كان بناء على وثيقة اتهام قانونية رفعها مكتب المباحث الفدرالي الى قاضي المحكمة الفدرالية في نيويورك، في بداية هذه السنة، قبل سفر المؤيد ومساعده من اليمن الى المانيا. الوثيقة رفعت سرا، ونشرت في وقت لاحق.

وهذه مقتطفات منها، بتصرف:

روبرت فولر

المحكمة: المحكمة الفدرالية للمنطقة الشرقية لولاية نيويورك

رقم القضية: ام ـ 30 ـ 0016

القضية: الولايات المتحدة الاميركية ضد محمد علي حسن المؤيد

انا روبرت فولر، بمكتب المابحث الفيدرالي، ومنذ سنة 2000 اعمل مع فرع المكتب في مدينة نيويورك، وايضا بالقسم الخاص بمحاربة الارهاب، لمراقبة "القاعدة" التي يصفها القانون بانها منظمة اجنبية ارهابية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 2001 كنت وآخرون في المكتب نتعاون مع جاسوس سري نشير اليه برمز "سي 11"، وهو مواطن يمني يقيم في الولايات المتحدة منذ يونيو (حزيران) سنة 2001. ظل يقدم لنا معلومات مفيدة، وجزء منها ساعدنا على اعتقال عشرين شخصا، ومصادرة اكثر من مليون دولار..".

الشيخ المؤيد

"المؤيد ولد في صنعاء في 11 ـ 5 ـ 1948، ومقر اقامته صنعاء، وهو من المسؤولين في حزب الاصلاح اليمني، وإمام مسجد الاحسان في صنعاء.

والشخص السري "سي 11" عرف المؤيد لأكثر من ست سنوات، وكان يسكن على مسافة قريبة من منزل المؤيد في صنعاء، وكان يصلي في مسجد الاحسان.

في ديسمبر (كانون الاول) سنة 2001. قال لنا "سي 11" ان المؤيد يقدم اموالا واسلحة ومتطوعين لمقاتلين مجاهدين يعملون مع منظمات اسلامية متطرفة مثل "القاعدة" في افغانستان، وغيرها في الشيشان وكشمير.

يوم 8 ـ 1 ـ 2002 سافر "سي 11" الى صنعاء، بتكليف من مكتب المباحث الفدرالي، وقابل المؤيد عدة مرات، واكد له المؤيد موضوع المساعدات والاسلحة..".

دبي وإثيوبيا

قال المؤيد، ايضا، انه قدم مساعدات واجهزة اتصالات الى "القاعدة"، وانه ومسؤول آخر كبير في حزب الاصلاح كانوا يشترون اسلحة للقاعدة.

وحسب ارشادات مكتب المابحث الفدرالي، قال "سي 11" للمؤيد ان عنده صديقا يريد ان يتبرع للجهاد، ونصحه المؤيد بأن يقابل شخصين، واحد في اثيوبيا، والثاني في دبي، وقال انه مستعد لترتيب المقابلات.

في مارس ( اذار) سنة 2002 عاد "سي 11" الى الولايات المتحدة، وكان يتصل تلفونيا مع المؤيد وبعض مساعديه، ولكن ترتيب المقابلات لم يتحقق.

ويوم 23 ـ 5 ـ 2002 عاد الى صنعاء مرة اخرى، وبقي حتى 13 ـ 6 ـ 2002، وقابل المؤيد عدة مرات، وبناء على ارشادات مكتب المباحث

الفيدرالي، قال له ان هناك شخصا، ونشير اليه بوصف "سي 12"، يريد التبرع للجهاد. وان هذا الشخص يريد ان يتأكد بأن تبرعه سيذهب الى المجاهدين لانه كان تبرع بمليوني دولار لبعض المصريين، لكنهم صرفوها على انفسهم.

أسامة بن لادن

قال المؤيد انه كان قابل اسامة بن لادن مرتين، وفي كل مرة كان يقدم له اسلحة واموالا ومتطوعين. وان مساعداته لابن لادن كانت تذهب الى افغانستان مباشرة، لكنها، بعد هجوم 11 سبتمبر (ايلول) 2001، اصبحت ترسل الى الشيشان وكشمير.

وان المؤيد كان يتلقى تبرعات من خمسة اشخاص يعيشون في نيويورك، وقدم اسماءهم وارقام تليفوناتهم، وقال ان مسجد الفاروق في نيويورك كان واحدا من اماكن تجمع هؤلاء.

واقترح المؤيد ان يجتمع مع "سي 12" في المانيا، وذلك لسهولة الحصول على تأشيرة دخول الى هناك، ولأنه يريد القيام باعمال تجارية، مثل شراء اجهزة مضادة للتجسس من شركة "الكترونيك انترناشونال" في هامبورغ.

وقال المؤيد انه يريد شراء هذه الاجهزة لكشف ومواجهة تجسس الاستخبارات اليمنية عليه. وقدم اوراقا لاثبات مراسلات شراء هذه الاجهزة عليها اسم مندوبه، على ابراهيم الحائك.

قائمة

المؤيد اعطى مندوبنا "سي 11" اوراق المراسلات ليترجمها الى اللغة العربية، وترجمها واعادها، لكن بعد ان صور نسخة منها، قدمها لمكتب المابحث الفدرالي. والنسخة معي الآن، وهذه بعض ما فيها:

جهاز تصنت ترانسستور، وساعة يد ترانسستور، وكاميرا ساعة يد، وجهاز تجسس سمعي، وقلم تجسس، وجهاز مراقبة تصويري مع كاميرا، الخ..

يوم 19 ـ 9 ـ 2002، وحسب ارشادات مكتب المباحث الفيدرالي، حضر مندوبنا "سي 11" حفل زواج جماعي في صنعاء نظمة المؤيد، وكان المؤيد قال له ان بعض الازواج في الحفل يتطوعون للجهاد. وصور "سي 11" الحفل بكاميرا فيديو، وقدم الشريط الى مكتب المباحث الفيدرالي عندما عاد من صنعاء.

محمد صيام

في الشريط خطبة القاها في الحفل محمد صيام، ممثل منظمة "حماس" في صنعاء، وتحدث فيها عن "عملية" قامت بها "حماس" في تل ابيب، في نفس الوقت. وقال صيام ان المؤيد لا بد كان يعرف خطة "حماس" لأنه نظم العرس الجماعي في نفس ليلة هجوم تل ابيب.

وحسب معلوماتي عن العمليات الارهابية، هناك مغزى لربط "العملية" و"العرس"، وذلك لأن بعض الذين يشتركون في هذه العمليات يستعملون كلمة "العرس" لوصف عملياتهم، ويقيمون حفلات وداع للمجاهدين الذاهبين الى هذا الجهاد.

وبعد العرس الجماعي قابل "سي11" المؤيد، والذي تحدث عن تبرعات تزيد عن ثلاثة ملايين دولار ارسلت الى جمعية الاقصى الفلسطينية، وقال انه ارسل تبرعات جملتها عشرون مليون دولار الى اسامة بن لادن.

بناء على ذلك طلب، باسم مكتب المباحث الفيدرالي، اصدار امر بالقبض على المؤيد.

التوقيع

روبرت فولر

محقق

مكتب المباحث الفيدرالي