مقتل الشاعر السعودي طلال الرشيد في اعتداء بصحراء الجزائر

TT

قتل الشاعر السعودي طلال عبد العزيز الرشيد من قبل مجموعة مسلحة نصبت له الليلة قبل الماضية كميناً في طريق مهجور بمنطقة جبل بوكحيل في ولاية الجلفة الجزائرية (300 كلم جنوب العاصمة).

وقالت مصادر امنية مطلعة لـ"الشرق الأوسط"، إن الضحية كان رفقة عدد من مرافقيه في رحلة قنص بتلك المنطقة، وقد كان "الوحيد الذي توفي متأثرا بجراحه، في حين أصيب مرافقاه إصابات متفاوتة وهما الآن تحت الرعاية الطبية في مستشفى عين النعجة" العسكري بالعاصمة الجزائرية. واوضح المصدر ان المصابين كانا امس "في حالة نفسية متدهورة".

وذكرت مصادر مطلعة في الجلفة ان "الضحايا كانوا يسيرون في طريقهم قبل أن تخرج عليهم مجموعة مسلحة، ولا شك أنهم تاهوا في الطريق وتوجهوا إلى منطقة تنشط فيها الجماعة الاسلامية المسلحة". واضافت المصادر ان سيارة الضحية تعرضت "لوابل من الرصاص من حافتي الطريق، وكان الظلام مخيما في المنطقة".

وافادت مصادر غير مؤكدة ان الرشيد حاول مقاومة المعتدين، فاردوه قتيلاً. ومباشرة بعد الاعتداء، "سارعت قوات الأمن إلى عين المكان لمعرفة ملابسات الحادث" حسبما افاد المصدر المطلع.

واكدت مصادر "الشرق الأوسط" ان المعتدين تابعون لمجموعة مسلحة تنشط في المنطقة يعتقد انها تابعة "للجماعة الاسلامية المسلحة".

وقد نقل جثمان الشاعر القتيل على متن طائرة خاصة الليلة الماضية إلى الرياض حيث سيوارى الثرى اليوم. وقالت مصادر دبلوماسية سعودية في وقت سابق ان نقل الجثمان "سيتم بمجرد إصدار مصالح المستشفى شهادة الوفاة التي تثبت وفاته وتقرير الطبيب الشرعي وترخيص بنقل الجثمان إلى بلده السعودية".

وكان طلال الرشيد قد وصل إلى الجزائر، خلال شهر رمضان، لممارسة هواية القنص في الصحراء الجزائرية. ومعروف أن المنطقة تستقبل على مدار أيام السنة مجموعات من السعوديين، وغالبا ما تكون تحركاتهم تحت حماية خاصة.

ويعتبر الشاعر طلال الرشيد احد رواد الصحافة الشعبية في السعودية. وكان قد اصدر مجلة "فواصل" قبل 10 سنوات.

واستقبلت الأوساط الإعلامية والفنية في السعودية خبر مقتل الشاعر الرشيد بحزن عميق، معتبرة الحادث عملاً إجرامياً بحق شاعر مرهف الإحساس. ووصف الشاعر راشد بن جعيثن، الذي دفع بالراحل إلى ساحة الشعر، الفقيد بأنه "شاعر وصحافي متمكن جمع بين النص المغنى والقصيدة الشعبية، ساعدته في ذلك ثقافته الواسعة وإحساسه المرهف"، مشيراً إلى أن رحيله سيترك فراغاً كبيراً في ساحة الشعر الشعبي والغنائي. وقال الجعيثن إنه عندما تلقى خبر وفاة الرشيد أبت الكلمات أن تخرج منه، وتداعت له صورة الشاعر بقامته الطويلة وبياضه الفضيل وأناقته اللافتة، ومبادرته وأطروحاته وانتقائه للكلمات، مشيراً إلى أن الراحل كان شاعراً متمكناً نحا منحى جديداً في كتابة القصيدة الشعبية، و"قد كان لي الشرف أنني أول من استقبل منه نصاً شعرياً وأول من دفع به إلى ساحة الشعر، كما اكتشفت في داخله شاعراً يصرخ بهموم الذات وهموم المجتمع في آن واحد". وأضاف أن الشاعر الراحل "كان ينادي دائماً بإيجاد كرسي للأدب الشعبي في الجامعات السعودية، وهو ما نرجو أن يتحقق لأن الشعر الشعبي يمثل غنائياتنا في أحزاننا وأفراحنا، وله حضوره ومحبوه ومتابعوه في المجتمع".