افتتاح جولة مفاوضات السلام السودانية في كينيا

اللجان الفنيـة تبدأ أعمالها لوضع التصور النهائي لاتفاق السلام

TT

افتتحت امس في منتجع نيفاشا الكيني مفاوضات السلام السودانية، على مستوى اللجان الفنية، وسط غياب اعلامي بعد منع الصحافيين من الحضور، وتوجيه ادارات فنادق المنتجع بعدم استقبال أي صحافيين. وستنهي اللجان اعمالهما في الخامس من الشهر الجاري بوصول نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه، وزعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق، الى مقر المفاوضات لمواصلة التفاوض خلال اسبوعين، واتخاذ قرارات للوصول الى اتفاق نهائي. وحث وسيط «ايقاد» الجنرال الكيني لازاراس سيمبويو الطرفين في الجلسة الافتتاحية امس ببذل مزيد من الجهد للوصول الى اتفاق نهائي، وقال في تقييمه للجولة السابقة للمفاوضات بانها كانت ناجحة. وعقب الجلسة الافتتاحية عقدت اللجان الفنية من الطرفين اجتماعين، وستواصل اجتماعاتها، لوضع التصور النهائي للاتفاق. من جهته قال وزير الخارجية الكيني كالونزو موسيوكا لـ«الشرق الأوسط»، انه متفائل بالوصول الى اتفاق سلام في السودان، مشيرا الى وجود جدية، للوصول الى هذا الهدف. واضاف «نحن نعلم انه لا يمكن تحديد فترة للتوصل الى اتفاق. ولكن المواقف اصبحت واضحة لاتخاذ قرارات». واستبعد تمديد المفاوضات الى يناير (كانون الثاني) مشيرا الى ان الفترة المتبقية كافية لانهاء المحادثات والوصول الى بر الامان، لكنه استدرك قائلا: «ربما يحتاج الطرفان الى وقت اضافي.. وهذا يتوقف عليهما». وقال متابعا «ليس امام السودانيين من خيار سوى الوصول الى سلام».

فى غضون ذلك، يصل الخرطوم مساء اليوم وفد أميركي رفيع المستوى لاجراء مباحثات لمدة يومين مع المسؤولين في الحكومة بهدف دفع مفاوضات السلام، قبل ان يتوجه بعدها الى نيروبي للوقوف على سير جولة محادثات «الايقاد». وقال يوسف فضل الناطق الرسمى باسم الخارجية السودانية في تصريحات امس ان الوفد سيلتقي خلال زيارته للخرطوم النائب الأول للرئيس على عثمان محمد طه وعدداً من اعضاء الوفد الحكومي المفاوض. ويضم الوفد الأميركي في عضويته شارلس سنايدر مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية الذي حل محل والتر كنشتاينر، وجيف ملنغتون القائم بالأعمال السابق والمكلف متابعة ملف السلام، وواينبرغر خبير الشؤون السودانية في الخارجية الأميركية.

وسيطلع الوفد القيادة السودانية العليا على تفاصيل اللقاءات التي أجراها العقيد جون قرنق قائد الحركة الشعبية في واشنطن الشهر الماضي مع المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم كولن باول وزير الخارجية الذين أبلغوه بضرورة تجاوز العقبات التي تقف امام توقيع اتفاق سلام والاسراع في العملية السلمية. وفي السياق ذاته وافقت سفارة السودان بواشنطن على طلب من وزارة الخارجية الأميركية على منح 12 دبلوماسياً تأشيرة دخول لتعزيز طاقم السفارة الأميركية بالخرطوم وذكرت مصادر حسنة الاطلاع ان الخطوة في سياق حرص الولايات المتحدة على ترتيب الاوضاع داخل السفارة استعداداً لترفيع تمثيلها الدبلوماسي.

من جهة ثانية قال ياسر عرمان، الناطق باسم الحركة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط» ان الجنرال الكيني لازاراس سيمبويو زار يومي السبت والاحد الماضيين مناطق الحركة في الجنوب وأجرى مشاورات حول جولة المفاوضات الحالية، امتداداً للمشاورات التي بدأها في الخرطوم الشهر الماضي.

وحول زيارة وفد الحركة الى الخرطوم قال: «اتصالاتنا ما زالت مستمرة ونأمل ان تتم قبل لقاء قرنق وطه في الخامس من الشهر الجاري». وقال «ان مفاوضات الوفد في الخرطوم لها علاقة بمناخ السلام العام وليس بجولة المفاوضات الحالية». وحول احتمال ان تكون الحكومة غير راغبة في زيارة الوفد للخرطوم قال: «نحن في مرحلة الاعداد ونتمنى ان تسير الامور كما ينبغي لها، لأن الحركة تسعى نحو وطن جديد متصالح مع نفسه، وطي الصفحات الاليمة لا الحفاظ على الترتيبات القديمة والاوضاع الشمولية، التي ناضلنا ضدها». وحول اعفاء مستشار الرئيس السوداني للسلام، الدكتور غازي صلاح الدين، قال «لا علاقة لنا بالموضوع.. تلك ترتيبات داخلية تخص الحكومة». وقال «سنعمل مع النائب الاول لانجاح الجولة والمفاوضات».

واكد عرمان ان القضايا التفاوضية باتت واضحة وتحتاج الى قرارات خاصة من جانب الحكومة التي قال انها «مطالبة باتخاذ القرارات الصعبة».