إطلاق «مبادرة جنيف» في حفل غنى فيه مطربون فلسطينيون وإسرائيليون

المبادرون الفلسطينيون والإسرائيليون يبدأون اليوم حملة دولية للترويج ويلتقون وزير الخارجية الأميركي في واشنطن

TT

من مخازن شركة أجبان سيشرون السويسرية الشهيرة في شارع سيشرون في جنيف، انطلقت ظهر امس «مبادرة جنيف» غير الرسمية لتسوية الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، وبعد انتهاء مراسيم الانطلاقة أحيا فنانون اسرائيليون وفلسطينيون حفلا غنائيا.

وخلافا لما كان معتقدا فانه لم يجر أي توقيع على المبادرة وانما اعتبر هذا الحفل الحاشد دوليا، انطلاقة رسمية للمبادرة التي وقعت بالاحرف الأولى في الاردن في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وفي نفس الوقت أي في الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس حسب توقيت جنيف، انطلق في مقر الأمم المتحدة في المدينة السويسرية، حفل «يوم التضامن» مع الشعب الفلسطيني الذي صادف يوم السبت الماضي، لكنه جرى تأجيله الى يوم انطلاقة «مبادرة جنيف» الرسمية.

وانطلقت المبادرة برعاية وزير الخارجية السويسري ورئيس بلدية جنيف، وحضور الرئيس الاميركي الأسبق جيمي كارتر راعي معاهدة سلام كامب ديفيد. وتبادل ممثلو الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الكلمات، فألقى ياسر عبد ربه كبير المبادرين الفلسطينيين كلمته تبعه يوسي بيلين كبير المبادرين الاسرائيليين. وألقى بعده زهير مناصرة محافظ بيت لحم كلمة، ومن بعده أمنون شاحاك رئيس الاركان الاسرائيلي الاسبق الذي كان احد الذين شاركوا في المفاوضات.

وألقى وزير الخارجية السويسري كلمة تلاه جيمي كارتر، ثم كلمة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التي حملها معه العميد جبريل الرجوب مستشاره لشؤون الأمن القومي، كما قال لـ«الشرق الأوسط». ولكن الرجوب لم يلق كلمة الرئيس عرفات بل ألقاها نيابة عنه الأكاديمي جورجيان حساسيا.

وتليت في المؤتمر كلمات باسم الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وباسم رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا الذي لم يتمكن من الحضور بسبب انشغاله برعاية حفلات لجمع تبرعات لمرضى الايدز.

وكانت قاعة سيشرون هي المكان الرسمي لاطلاق المبادرة غير ان فندق انتركونتيننتال الذي لا يبعد كثيرا عنها، كان نقطة تجمع جميع الضيوف من الفلسطينيين والاسرائيليين والدوليين، وكان نقطة الانطلاقة الحقيقية، إذ اختلطت فيه الوفود مع الصحافيين الذي توافدوا من جميع انحاء العالم لتغطية الحدث الذي احتفل به في الاراضي الفلسطينية واماكن الشتات الفلسطيني بمظاهرات ومسيرات احتجاجية، باعتبار ان هذه المبادرة تشكل اول تراجع فلسطيني وان لم يكن رسميا، عن حق العودة للاجئين الذي تحفظه لهم القرارات الدولية ممثلة بالقرار رقم 194.

وفي فندق الانتركونتيننتال كان المبادرون من الجانبين وقبل ان يجمعهم غداء فاخر اختلطوا فيه حول موائد مختلفة، واكملوا فيه النقاشات، يحاولون الرد على اسئلة الصحافيين واظهار محاسن وفوائد ما توصلوا اليه، لكن ليس بالضرورة انهم نجحوا في مهامهم هذه.

وكان الوفدان الفلسطيني والاسرائيلي قد وصلا الى جنيف صباح امس. فقد وصل الوفد الفلسطيني الذي كان اقل مما كان متوقعا (120 من اصل 200) حسب قول غيث العمري احد محركي المبادرة، وتوقفت الطائرة التي انطلقت من عمان في القاهرة لتقل اعضاء الوفد القادمين من قطاع غزة الذين لا يستطيعون الوصول الى عمان عبر الضفة الغربية بسبب الاغلاقات الاسرائيلية.

وكان على رأس الوفد جبريل الرجوب الذي قال لـ«الشرق الأوسط» عن مشاركته المفاجئة للوفد، «انها جاءت بقرار من الرئيس عرفات لحسم الخلافات التي نشبت داخل حركة «فتح» حول مشاركة بعض كوادر الحركة»، ومن بين المشاركين ايضا الفنانة الفلسطينية صابرين.

أما الوفد الاسرائيلي فقد ضم 200 عضو في مقدمته بيلين وشاحاك وعمرام متسناع زعيم حزب العمل السابق والمطربة اليهودية المغربية الاصل زاهافا بن ودغلا والمطربة والشاعرة العراقية الاصل وافيف غيفي.

وبعد هدوء عاصفة حفل التوقيع سيبدأ المبادرون حملاتهم الدولية والعربية للترويج لمبادرتهم بهدف اعطائها طابعاً رسمياً.

ومن المقرر ان يلتقي وفد فلسطيني مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول بناء على دعوة منه، وسيدعو المبادرون الى مؤتمر دولي يعقد في القاهرة خلال شهرين للترويج للمبادرة حسب ما قاله لـ«الشرق الأوسط» قدورة فارس الذي شارك في مراسيم اطلاق المبادرة.