شارون يحاول إقناع باول بعدم لقاء موقعي «مبادرة جنيف»

31% من الإسرائيليين يؤيدون المبادرة بينهم 13% من مؤيدي الليكود

TT

حتى اللحظة الاخيرة ظل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يحاول اقناع وزير الخارجية الأميركي كولن باول، بألا يلتقي المبادرين لاتفاق سويسرا (نموذج اتفاق السلام الدائم بين اسرائيل وفلسطين)، د. يوسي بيلين وياسر عبد ربه. وأفرد شارون لهذا الموضوع حيزا كبيراً من لقائه مع المبعوث الاميركي وليام بيرنز، الذي وصل تحت لافتة العمل على تحريك المسيرة السياسية واخراجها من الجمود، وحاول شارون ان يقنع المسؤول الاميركي، بأن «مبادرة جنيف» جاءت ليضرب «خريطة الطريق» الاميركية ولا يجوز للولايات المتحدة بالذات ان تبدي اي شكل من اشكال الدعم له، وان الموقف الاميركي يخلق لدى الفلسطينيين وهما بان «خريطة الطريق» هي مرحلة على طريق الوصول الى ما هو اكبر.. «وعندها لا تعود هناك حدود لاطماعهم». بل اعتبر شارون «مبادرة جنيف» ضربة للموضوع الامني: «ففي خريطة الطريق هناك مرحلة امنية لا بد من عبورها حتى نصل الى المحادثات حول الحل الدائم، اهمها وقف الارهاب الفلسطيني. بينما مبادرة جنيف لا تتحدث بتاتاً عن الارهاب»، كما قال.

وحاول بيرنز تهدئة شارون قائلا ان لقاء باول مع عبد ربه وبيلين لا يعني تأييد الاتفاق، انما هو محاولة لتشجيع لغة الحوار الاسرائيلي ـ الفلسطيني لا اكثر. واوضح ان «مبادرة جنيف» اصبحت حقيقة واقعة تؤيدها اوساط واسعة في اسرائيل والعالم ولا يجوز تجاهلها.

ولم يقتنع شارون بهذا الموقف. وحسب المقربين منه فانه سيحاول مرة اخرى، التأثير على باول، وقد يحدثه مباشرة للتأثير عليه وجعله يتراجع عن استقبال المبادرين للاتفاق او على الاقل حثه على إلقاء تصريح يظهر فيه تحفظاته منه.

ويبدو ان شارون قلق من الزخم الجماهيري لهذا الاتفاق ليس فقط على الصعيد العالمي، بل ايضا داخل اسرائيل. فقد نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية، امس، استطلاع رأي، يقول ان نسبة مؤيدي الاتفاق تبلغ 31% بين الاسرائيليين ونسبة المعارضين حوالي 38%. فيما قال 20% انهم لم يحددوا موقفا منه. وازعجه اكثر ان 13% من مصوتي الليكود في اسرائيل قالوا انهم يؤيدون الاتفاق. والنسبة نفسها من المؤيدين وجدت لدى الاحزاب الدينية المتزمتة، ونسبة 30% من مؤيدي حزب «شنوي» الشريك في الحكم. مما يعني ان الاتفاق بدأ يحدث شرخا حتى في صفوف اليمين الحاكم.

واتضح من الاستطلاع ايضا ان هذه النتائج تستند الى واقع ان 61% فقط من الاسرائيليين تسلموا نص الاتفاق في بيوتهم وان 21% منهم فقط قرأوا نص الاتفاق بكامله. و33% قرأوه جزئيا. وهناك 20% قالوا انهم ينوون قراءته قريباً. ويتوقع اصحاب الاتفاق ان تزيد بنسبة المؤيدين في القريب، مع زيادة قراءته من جهة ومع زخم الاحداث المرتبطة به مثل حفل اطلاق الاتفاق في جنيف واستقبال باول للمبادرين له والتأييد الواضح للاتفاق من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي تجلى في قيامه بارسال مستشاره لشؤون الامن القومي العميد جبريل رجوب، الى الحفل في جنيف وحثه الموقعين على الاتفاق ان يسافروا ويشاركوا رغم معارضة عناصر في «فتح». فكل هذه العناصر تعطي الاتفاق زخما اكبر وتزيد من الالتفاف حوله.