الرئيس المصري بعد الوعكة الصحية: لا نحتاج لضغط من أحد لتبني الديمقراطية

TT

في اول نشاط رسمي له بعد الوعكة الصحية التي المت به رد الرئيس المصري حسني مبارك على اعتزام الولايات المتحدة الربط بين تقديم مساعدات والتقدم على طريق الديمقراطية قائلاً إن بلاده «لا تقبل أي ضغط وأن المساعدات تتم عن طريق المفاوضات مع الولايات المتحدة وليست هناك أي مشاكل». وأضاف: «نحن دولة تتمتع بالديمقراطية، والديمقراطية لا يمكن تنفيذها في غضون عام أو حتى 15 عاماً لأنها تتطلب وقتاً طويلاً.. ومصر قامت بذلك منذ سنوات طويلة حتى قبل ثورة يوليو 1952، ونحن مستمرون في هذا العمل ولسنا في حاجة لأي ضغط من أي شخص أو جهة من أجل أن نتبنى الديمقراطية». وأضاف مبارك في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المالطي جيدو دي ماركو أمس عقب المباحثات التي جرت بينهما: «اننا نرغب في العمل بالتعاون مع الولايات المتحدة لوقف اطلاق النار بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وليس من جانب طرف واحد من دون الآخر». وحول وثيقة جنيف للسلام قال ان مصر تؤيد أي مبادرة تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وحول موقف اسرائيل من بناء الجدار العازل واستمرار العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين قال: «نحن نبذل قصارى جهدنا مع الفلسطينيين والاسرائيليين لايجاد طريقة لحل المشكلة، لأن استمرار القتل وبناء المزيد من المستوطنات سيؤديان لاستمرار العنف، ونحن نعمل مع الولايات المتحدة من أجل جمع الطرفين على مائدة المفاوضات». من جانبه وصف رئيس مالطا الرئيس مبارك بأنه «زعيم عظيم يتمتع بالخبرة والحكمة ويعمل من أجل تحقيق السلام القائم على العدل »، وقال دي ماركو، الذي ستنضم بلاده الى الاتحاد الاوروبي في مايو (ايار) القادم: «لايمكن للامن والاستقرار فى أوروبا ان يتحققا بدون أمن واستقرار منطقة المتوسط». وكان مبارك قد عقد اجتماعاً أمس بمقر رئاسة الجمهورية مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي صرح بأنه عرض على الرئيس مبارك المقترحات الخاصة باصلاح الجامعة العربية وهي المقترحات المعروضة حالياً على الدول العربية، وتهدف لايجاد صيغة جديدة للعمل العربي تمهيداً لعرضها على القمة العربية القادمة برئاسة تونس في مارس (اذار) المقبل. وقال موسى ان هذه المقترحات تشمل تعديلات جذرية في القطاعات السياسية والاقتصادية والتجارية والادارية والاجتماعية وكافة ما يخص العمل العربي. وأضاف:«جاءت هذه المقترحات ضمن مبادرات مقدمة من مصر والسعودية وليبيا واليمن وغيرها من الدول». وأشار الى ان «المقترحات الخاصة بتعديل دور الجامعة العربية معروضة على الدول العربية الآن في شكل متكامل ومصاغة صياغة قانونية ومشروحة بمقدمات واضحة». واوضح ان هذه التعديلات تأتي في الوقت المناسب، وبعد مرور 60 عاماً من انشاء الجامعة العربية الأمر الذي يتطلب ضرورة اجراء بعض التعديلات، بما يتفق مع الوضع في العالم والدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط. وحول عدم حضوره المؤتمر الاوروبي المتوسطي الذي يعقد في ايطاليا قال: «العلاقات العربية الأوروبية هامة للغاية واستراتيجية، وتتضمن عناصر الجوار والأمن المشترك، وتحتاج الكثير من العمل والتواصل والحوار، والجامعة العربية ستشارك بوفد برئاسة الأمين العام المساعد لها، غير ان هناك مواقف وسياسات أدت الى علامات استفهام، فيما يتعلق ببعض القضايا في المنطقة، ولا تساعد على اقرار السلام وتؤيد طرفاً على حساب الطرف الآخر»، مشيراً في ذلك الى تصريحات مسؤول ايطالي اعلن تأييده لاقامة الجدار الفاصل في الاراضي الفلسطينية. وقال موسى «هذا يمثل موقفاً نراه غير مريح».