لحود: اهتمامات المسؤولين والسياسيين في لبنان شخصية في معظمها

TT

كرر الرئيس اللبناني اميل لحود اتهاماته للمسؤولين في الدولة، معتبراً ان اهتمامات «جميع المسؤولين والسياسيين في معظمها شخصية وبعيدة عن حاجات الناس». ورأى في لبنان «مناخات سياسية غير صحية». واشار الى رئيس الحكومة رفيق الحريري ،من دون ان يسميه، رافضاً رد الخلافات معه الى «اختلاف الامزجة والذهنية» بينهما ومتحدثاً عمن «يحاولون القاء تبعات التردي الحاصل على غيرهم... ويسخرون للترويج لمواقفهم امكانات تتجاوز امكانات الدولة ومرافقها».

وقال لحود، في لقاء مع مجلس نقابة المحررين الصحافيين امس: «لقد اردت من الرسالة التي وجهتها الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى الستين للاستقلال ان اشعر جميع المسؤولين والسياسيين في البلاد بان اهتماماتهم ومصالحهم وحساباتهم وفي معظمها شخصي، هي في واد، وهموم الناس وحاجاتهم في واد آخر، وذلك في دعوة صريحة الى صحوة هدفها وضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة، بحيث نعيد تقديم المصلحة الوطنية العليا على غيرها من المصالح الذاتية. فقد كفى لبنان رزوحا تحت عبء الحسابات الضيقة والاعتبارات المفصلة على القياس والاحجام، وكأن لا اعتبار لمطالب المواطنين ومعاناتهم».

واسف لحود لان «تطغى على الحياة الداخلية اللبنانية هذه الايام، مناخات سياسية غير صحية يعرف اللبنانيون من يسعى الى تعميمها ومن يقف وراءها ولأي غايات. وهؤلاء يمارسون بإتقان سياسة اللغتين والموقفين، فهم يعملون في السر عكس ما يقولون في العلن. ويحاولون القاء تبعات ما آلت اليه الاوضاع في البلاد على غيرهم، فيما هم يتحملون مسؤولية التردي الحاصل نتيجة تغليب حساباتهم الذاتية على المصلحة العليا،ويسخرون من اجل الترويج لمواقفهم امكانات تتجاوز امكانات الدولة وقدراتها» مبدياً ثقته بأن اللبنانيين «باتوا يدركون حقيقة الامور ويميزون بين الحق والباطل. وخياراتهم ستكون في النهاية هي الاساس في بناء المستقبل».

وقال لحود: «يتحدث البعض عن خلافات يردها الى اختلاف في الامزجة حيناً، وفي الذهنية احياناً، وكأن امور البلاد يجب ان تدار من خلال الاعتبارات الشخصية والاتفاقات الثنائية. لقد قلت مراراً ان لا مكان عندي لاعتبارات كهذه، لان ما يهمني كان وسيبقى هو قيام الدولة التي يحلم بها اللبنانيون، اي دولة يكون فيها تطبيق القانون هو القاعدة، وقيام المؤسسات بدورها هو الاساس». واضاف: «كفى استغلال موضوع الاستحقاقات الدستورية، ولا سيما منها استحقاق الانتخابات الرئاسية، للاساءة الى مصلحة البلاد من خلال توجيه الرأي العام نحوها على رغم المسافة الزمنية التي تفصلنا عنها لصرف النظر عن الهموم الحياتية للمواطنين وللتهرب من معالجة حاجاتهم الملحة. كفى استدراج الحياة السياسية الداخلية الى مواجهات لم يحن بعد اوانها. كفى تصوير الاوضاع في البلاد وكأن تعثرها مرتبط باستحقاق من هنا واستحقاق آخر من هناك، او ان تحسنها مرتبط باستمرار هذا الواقع او ذاك. ان مثل هذا الكلام يلحق ضرراً كبيراً بالبلاد، ولا يجوز ان يستمر مهما كانت الاعتبارات».

وعن القمة اللبنانية ـ السورية التي انعقدت في دمشق اخيراً، قال لحود ان لقاءاته بالرئيس (السوري) بشار الاسد «كانت دائماً لخير البلدين والشعبين الشقيقين انطلاقاً من العلاقات المميزة التي تقوم بينهما والتي هي مصدر قوة البلدين». واضاف: «يخطئ من يظن ان ما حصل في المنطقة اخيراً اثر سلباً في قدرة البلدين على المواجهة، لان الصحيح ان الحاجة الى كل من لبنان وسورية وما يمثلانه من دور وامكانات، تتزايد يوماً بعد يوم. والايام الآتية ستشهد لهذه الحقيقة».