اليابان وكوريا الجنوبية تواصلان العزم على إرسال قوات إلى العراق

TT

طوكيو ـ سيول ـ رويترز ـ ا.ف.ب: اكدت اليابان وكوريا الجنوبية عن عزمهما امس على المضي قدما في خططهما ارسال قوات للعراق بالرغم من جرائم قتل في مطلع الاسبوع تعرض لها العديد من رعاياهما في العراق.

وقال رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي الذي أعيد انتخابه الشهر الماضي والذي يجب ان يحقق التوازن بين الروابط الامنية مع الولايات المتحدة وقلق الناخبين من التورط في العراق عن ارسال قوات «ليس هناك تغيير في هذا». واستطرد «لا بد الا تذعن اليابان للارهابيين الذين يسعون لوقف جهود اعادة الاعمار ويسببون فوضى».

وادان الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون الهجوم الذي تعرض له اربعة كوريين جنوبيين قتل فيه اثنان من عمال الكهرباء والذي وقع اول من امس قرب مدينة تكريت، واصيب اثنان اخران احدهما حالته خطيرة. وقال هيون لمستشاريه «هذا الحادث ليس ارهابا ضد القوات المسلحة او منظمة عامة ولكنه ارهاب ضد مدنيين. لا يمكن التغاضي عن مثل هذا النوع من النشاط غير الانساني».

ودعا روه الذي يواجه قرارا صعبا بشأن نوعية القوات الاضافية التي يرسلها للعراق، الى القيام بمراجعة امنية للحادث.

وتعهد الرئيس الكوري الجنوبي بان ترسل بلاده مزيدا من القوات الى العراق بالاضافة الى 675 كوريا من سلاحي الخدمات الطبية والمهندسين تم ارسالهم الى العراق منذ مايو (ايار) ولكنه لم يقرر بعد ما اذا كانت القوة الكورية المتوقع ان يبلغ قوامها ثلاثة الاف فرد ستضم قوات مقاتلة.

واوضح روه ضرورة نشر تحذير اخر للبعثات الدبلوماسية الكورية الجنوبية في الخارج لتوخي الحذر من هجمات محتملة. وقال انه يتعين على مستشاريه الامنيين وضع اجراءات امان اضافية.

اما وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون يونج كوان فقال في مؤتمر صحافي ان كوريا الجنوبية ستمضي قدما في خططها نشر مزيد من القوات في العراق بالرغم من اطلاق الرصاص على أربعة مدنيين كوريين جنوبيين اول من امس مما أسفر عن مقتل اثنين منهم. وقال يون وهو عضو بمجلس الامن القومي الكوري الجنوبي «خطة نشر قوات في العراق لن تتأثر وليس هناك تغيير في خططنا الاصلية».

وقالت وزارة الخارجية «بالرغم من الحادث المأسوي فلن نذعن للعنف او القتل. وسنواصل مشاركتنا في المساعدات الانسانية للعراق وجهود اعادة الاعمار».

وقال را جونج يل مستشار الامن القومي للصحافيين «ليس من المفضل ربط هذه المسألة بخطة ارسال قوات اضافية».

وقالت متحدثة باسم البيت الازرق انه تم اطلاع روه خلال الليل على تطورات الوضع وان مجلس الامن القومي اجتمع في وقت لاحق امس. ويراس را الاجتماعات ويبلغ روه بنتائجها.

وقال را «اجتماع اليوم (امس) سيركز على ما اذا كان هذا الحادث موجها ضد الكوريين الجنوبيين ام انه مجرد صدفة». واضاف ان عددا من المدنيين غير المسجلين موجودون في المنطقة.

من ناحية اخرى، اظهر استطلاع للرأي في اليابان، نشر امس وشمل 1036 شخصا، بعد يومين على مقتل دبلوماسيين يابانيين اثنين في العراق، ان 9% فقط من الناخبين اليابانيين يؤيدون ارسال قوات الى العراق للمساهمة في اعادة الاعمار في هذا البلد.

وجاء في الاستطلاع ان 43% من الذين سئلوا رأيهم طلبوا من الحكومة عدم ارسال قوات الى العراق نظرا الى عدم توفر الشروط الامنية.

واشار الاستطلاع الى ان 79% من اليابانيين يعتقدون ان الوحدات اليابانية التي ستنتشر في العراق ستصبح هدفا للارهابيين في المناطق التي ستنتشر فيها.

واجرت طوكيو امس تدريبا لمواجهة هجوم بيولوجي وهمي وهي المدينة التي هدد متطرفون بمهاجمتها اذا ارسلت اليابان قوات للعراق والتي تعرضت ايضا عام 1995 لهجوم بغاز اعصاب قاتل.

وقال مسؤول من مكتب الشؤون العامة بمحافظة طوكيو ان نحو 170 مسؤولا من المحافظة ومن ادارة الاطفاء شاركوا في التدريب الذي شارك فيه ايضا محافظ طوكيو شينتارو ايشيهارا.

وذكر ان الهجوم المفترض يقوم على اساس «نشر فيروس الجدري في قطارات الانفاق بطوكيو». وقال ان التدريب اجري في طابق كامل من مكاتب المحافظة بطوكيو وجرت الاتصالات بين المشاركين المنتشرين في غرف الطابق كله بالهاتف والفاكس.

واضاف «الامر لا يتعلق قط بالعراق... لم نكن نفكر في ارهاب له صلة بالعراق» بل له علاقة بخطط الحكومة للانتهاء في اواخر مارس (اذار) من وضع تصور لرد الفعل الرسمي في حالة التعرض لهجوم نووي او بيولوجي او كيماوي.