«العفو» تنتقد واشنطن لمقتل محتجزين وفريق لإعادة الإعمار في إقليم أفغاني

TT

شكلت الولايات المتحدة فريقا عسكريا جديدا لاعادة الاعمار في اقليم هرات بغرب افغانستان الذي يعتبر واحدا من اكثر الاقاليم استقرارا في البلاد. وفي الوقت نفسه انتقدت منظمة "«لعفو الدولية» واشنطن بسبب مقتل محتجزين لديها.

وجاء في انتقاد منظمة العفو الولايات المتحدة امس ان هذه الأخيرة «حجبت تفاصيل التحقيق الذي تجريه في مقتل افغانيين اثناء احتجازهما العام الماضي مما اظهر عدم احترام للحياة الانسانية». وقال الجيش الاميركي في مارس (اذار) ان مقتل السجينين في مقر القوات الاميركية بقاعدة باغرام الجوية في ديسمبر (كانون الاول) 2002 اعتبر «قتلا» وانه يحقق في ما ان كانت ستقام دعوى جنائية.

وقال ويليام شولتز المدير التنفيذي للفرع الاميركي من منظمة العفو الدولية في تقرير له: «بالرغم من اعلان بدء التحقيقات التي تجريها ادارة التحقيقات الجنائية في الجيش، لم تعلن اي تقارير عن التقدم في الامر او النتائج». واضاف: «عدم تفسير مقتل السجينين يشير الى عدم احترام قيمة الحياة الانسانية بشكل مثير للقلق. عندما تقع جرائم تبدو وكأنها جرائم قتل في سجون سرية وعندما لا تسفر تحقيقات عن اي نتائج فإن قيم المعاملة الانسانية واحترام القانون التي تعتز بها البلاد تصبح منتهية.

ويستخدم مركز الاعتقال في باغرام للتحقيق مع المشتبه فيهم من طالبان والقاعدة. ولقي الملا حبيب الله الذي كان يبلغ من العمر نحو 30 عاما حتفه هناك في الثالث من ديسمبر (كانون الاول) 2002 وسائق سيارة اجرة افغاني يدعى دلاوار عمره 22 عاما بعدها بسبعة ايام. وقال الجيش الاميركي في الوقت نفسه ان تشريح الجثتين يوضح ان حبيب الله توفي نتيجة تجلط دموي في الرئة وان دلاوار توفي بسبب ازمة قلبية. ونقل تقرير في صحيفة «واشنطن بوست» عن متحدث عسكري اميركي قوله ان اصابات الاثنين تشير الى عنف.

وقالت منظمة العفو ان القتيلين بين مئات احتجزوا بدون توجيه اتهامات اليهم واجريت معهم تحقيقات في باغرام وهو واحد من بين عدة سجون تديرها الولايات المتحدة في الخارج. واضافت المنظمة ان المقابلات التي اجرتها مع السجناء السابقين الى جانب المقالات التي اجراها صحافيون «اكدت ان السجناء يتعرضون لسوء معاملة قد يرقى الى حد التعذيب بما في ذلك تعصيب العينين واجبار السجين على الركوع لفترات طويلة وحرمانهم من النوم».

ومضت تقول: «الانتهاكات التي يزعم انها وقعت كانت في قسم للتحقيقات بالطابق الثاني من مركز احتجاز باغرام قيل ان ممثلين من اللجنة الدولية للصيب الاحمر الذين يزورون اجزاء اخرى من المركز منعوا من دخوله». وعندما طلب من اللفتنانت كولونيل برايان هيلفرتي المتحدث باسم القوات الاميركية في الاسبوع الماضي التعليق على تقرير العفو الدولية قبل الاعلان عنه قال انه ليس لديه معلومات عن التحقيقات.

واضاف ان هناك اكثر من 100 من المشتبه فيهم تحتجزهم القوات الاميركية حاليا في افغانستان وانه يعتقد انهم يعاملون بصورة عادلة وانسانية. واردف قائلا: «ذا وجدنا ان المحتجزين ليسوا مناهضين لقوات التحالف او لافغانستان سنطلق سراحهم».

على صعيد آخر قال المتحدث العسكري نفسه في لقاء صحافي ان فريق اعادة اعمار هرات المؤلف من 50 فردا والمتمركز في اقليم هرات بالقرب من الحدود مع ايران سيتولى ايضا مسؤولية اقاليم فراه وبادغيس وغور المجاورة.

واضاف ان الفريق بدأ العمل امس وسيتولى دور تحفيز التنمية الاقتصادية واعادة خدمات المواطنين. وهذا هو الفريق السادس من نوعه الذي يشكل في افغانستان بعد فرق اخرى شكلت في باميان وقندوز ومزار الشريف وكرديز وباروان.

على ان جماعات اغاثة والامم المتحدة انتقدت تلك الفرق لأنها تنشر قوات في بعض من اكثر المناطق امنا في البلاد في الوقت الذي تتجاهل فيه مناطق في الجنوب كان من الضروري وقف مهمات انسانية مهمة فيها لنقص الحماية المكفولة لعمال الاغاثة.

وتتألف فرق اعادة الاعمار الاقليمية من عدة عشرات من الجنود الذين ينفذون مشاريع صغيرة لاعادة الاعمار او يوفرون الامن لاعمال الاغاثة في المناطق الحضرية. وتولى حلف شمال الاطلسي الذي يقود قوة لحفظ السلام مؤلفة من نحو 5700 فرد في كابل قيادة فريق واحد لاعادة الاعمار الاقليمي في حين ان عملية «الحرية الصامدة» التي تقودها الولايات المتحدة تدير الفرق الاخرى.

ووافق الحلف يوم الجمعة مبدئيا على تولي قيادة فرق اعادة الاعمار في خمس بلدات افغانية اخرى. الا ان الحلف، الذي يسعى لتوفير العدد الكافي من طائرات الهليكوبتر وضباط المخابرات للقوة الموجودة بالفعل في افغانستان، قال ان المهمة «ستتسع فقط في حالة توفر الموارد».

وقال وزير الدفاع الاميركي، دونالد رامسفيلد، الذي اجتمع مع وزراء دفاع الحلف اول من امس، ان الوزراء سيبحثون توفير الموارد لحلف شمال الاطلسي لتمديدها الى ما وراء كابل. ولمح الى امكانية ان يتولى الحلف دورا اكبر في افغانستان. ويقول مخططون عسكريون انه اذا تولى الحلف قيادة مزيد من فرق اعادة الاعمار الاقليمية، تعين عليه نشر ما يصل الى ثلاثة الاف جندي اضافي واقامة قاعدة عمليات متقدمة في تاجيكستان او قرغيزستان المجاورتين.