مصور سابق لصدام يؤكد أنه التقاه بعد أسبوعين من احتلال بغداد

TT

اكد مصور سابق لصدام حسين بان الرئيس المخلوع بدأ منذ فترة بالاستغناء عن مرافقيه وتغييرهم خشية ان يبلغ عنه احد طمعا بالمكافأة المخصصة من قبل قوات التحالف (25 مليون دولار) مقابل القاء القبض عليه حيا او ميتا.

وقال فيصل العبيدي الذي كان ضمن طاقم المصورين الخاصين بصدام حسين منذ عام 1985 خلال حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» انه كان قد التقى صدام حسين آخر مرة بعد احتلال القوات الاميركية لبغداد باسبوعين في منطقة الحويجة قرب كركوك شمال العراق.

واضاف المصور السابق انه كان نائب ضابط في وحدة التصوير العسكري التابعة للتوجيه السياسي ابان الحرب العراقية ـ الايرانية قبل ان يتم ترشيحه ضمن طاقم حماية الرئيس المخلوع للالتحاق بطاقم المصورين الذي كان يشرف عليه محمد علي احد اقرباء صدام حسين.

وأكد العبيدي انه تلقى امرا من احد اقاربه بضرورة ترك العراق بعد ان وصلته مكافأة من «الرئيس» الذي امر جميع الذين كانوا يعملون معه في السابق بترك العراق حفاظا على اسراره من جهة وعلى حياتهم من جهة ثانية، مشيرا الى ان قريبه اخبره بان «الرئيس» بدأ ومنذ مقتل نجليه عدي وقصي في مدينة الموصل بالتخلي عن اقرب مرافقيه وتغييرهم باستمرار بحيث لا يبقى معه سوى مرافقين او ثلاثة يتغيرون باستمرار حتى لا يرصدوا حركته ويبلغوا عنه طمعا بالمكافأة التي تبلغ 25 مليون دولار.

وقال العبيدي لدى اجابته عن سؤال لـ«الشرق الأوسط» فيما اذا كان سيبلغ عن الرئيس المخلوع لو عرف مكانه «لن ابلغ عنه حتى لو كلفني ذلك حياتي. لقد منحنا المال والامان والاستقرار والسكن وحمى عوائلنا من العوز، ثم اننا ابناء عشائر لا نخون من يأتمننا فكيف تريدني ان ابلغ عنه». واضاف انه يريد، ومن خلال هذا الحديث، ايصال رسالة الى العراقيين وقوات التحالف مفادها انه «من الصعب على القوات الاميركية والمتعاملين معها القاء القبض على صدام».

واوضح العبيدي انه يتنقل بجواز سفر عراقي يحمل صفة تاجر وانه يعمل الآن في التجارة بالفعل، وان غالبية من عرفهم خلال عمله مع «الرئيس» غادروا العراق بطريقة طبيعية كونهم غير مطلوبين لقوات التحالف ويقيمون في دول عربية وتركيا، وان «الرئيس لم ينس من عمل معه فارسل لنا المكافآت المادية التي تمكننا من مواصلة حياتنا بصورة طبيعية».

وحول لقائه الاخير بصدام حسين قال العبيدي «بعد اسبوعين من الاحتلال الاميركي للعراق واجتياح بغداد دعاني احد ابناء عمومتي للعشاء، حيث كنت مقيما مع عائلتي، ولدى ذهابي الى بيت ابن عمي فوجئت بوجود الرئيس هناك وكان يتمتع بصحة جيدة ومعنويات عالية وقد اطلق لحيته وكان يرتدي اللباس العربي ويستخدم سيارة تويوتا بيك آب صغيرة، وهو يغير سيارته وهيأته باستمرار حيث عرف عنه قابليته في التخفي والتمويه الى درجة كان يصعب حتى على المقربين منه معرفته». واضاف «في تلك الليلة تناول طعام العشاء وتحدث الينا مؤكدا انه عائد لحكم العراق وطالبا القسم منا بألا ندلي بأية معلومات من شأنها ان تساعد الاعداء على القاء القبض عليه».