السعودية: مسنات ينافسن بناتهن على مقاعد تعليم الإنترنت

TT

لم يعد تعلم استخدام الكومبيوتر أو تصفح مواقع الإنترنت في السعودية حكرا على فئة الشباب من الجنسين بل تجاوز ذلك لتشهد معاهد تعليم الكومبيوتر ظاهرة تعلم المسنات لتلك التقنية. ورغم اختلاف الأسباب التي أدت بهن إلى ذلك، إلا إنها تتفق على أنها تقنية لا بد من تعلمها لمواكبة العصر وملء أوقات الفراغ.

الملاحظ ان عددا من هؤلاء المسنات تعلمن عن طريق أبنائهن داخل المنازل فنون الكومبيوتر وتصفح الإنترنت والدخول إلى مواقع الدردشة والمحادثة الانترنتية ومنتديات النقاش، وذلك بسبب الحرج الاجتماعي الذي تضعه بعض المسنات نصب عينيها عند الذهاب لمعاهد تعليم الكومبيوتر.

وفي هذا الإطار تقول أم سعيد: التحقت ابنتي بأحد المعاهد المتخصصة في تعليم الكومبيوتر والإنترنت وبدأت حديثها المطول في المنزل عن الكومبيوتر فزادت رغبتي في معرفة ما تعني هذه التقنية فالتحقت بأحد هذه المعاهد بجانب قيامي بشراء جهاز كومبيوتر خاص بي، ومن ثم بدأت أطبق ما تعلمته في المعهد ودخلت على شبكة الإنترنت وأصبحت اقضي ما يقارب الساعتين يوميا أتصفح بها مواقع الطبخ والديكور والخياطة.

أما أم سالم فتقول «قاربت على سن الـ 56 عاما، وأعيش بمفردي مع خادمتي بعدما تزوج أبنائي، ولقد عانيت كثيرا من الوحدة وتأخر سؤال أولادي عني، ففكرت في طريقة اقضي بها أوقات فراغي الكبيرة والكثيرة، وفي يوم ما أثناء قراءتي لإحدى الصحف، وقع نظري على إعلان أحد المعاهد المتخصصة في تعليم فنون الكومبيوتر وشبكة الإنترنت، في البداية ترددت لخجلي من الالتحاق بهذه الدورات وخاصة إنني امرأة مسنة فاستعنت بإحدى المعلمات المتخصصات في هذا المجال وبدأت أتلقى مبادئ الكومبيوتر وكيفية استخدامه واستطعت ان أملأ وقت فراغي».

أما نورة سعيد، 45 عاما، فتقول «لا أرى حرجا في تلقي الكبيرات دورات في طريقة استخدام الكومبيوتر أو تصفح شبكة الإنترنت فالحرج أعده إلا تكون السيدة تعرف شيئا ولا تريد ان تعرفه ولقد واجهت في بداية التحاقي عدة مواقف محرجة من زوجي وأولادي حتى من بعض المشاركات معي في الدورة ولكني استطعت ان اثبت جدارتي وخاصة ان هناك بعض المعاهد ترفض التحاق المسنات بها او كبيرات السن».

وقد استطاعت أم حسن، 48 عاما، ان تجد لنفسها وظيفة في إحدى الشركات النسائية من خلال تعلم الكومبيوتر حيث أصرت على ابنتها ان تعلمها مبادئه وكيفية طباعة البحوث والخطابات. وتضيف «بما ان ابنتي تمتلك شركة خاصة طلبت منها ان التحق بإحدى الوظائف لديها حتى استطيع ان أملأ وقت فراغي وان أكون منتجة في المجتمع، بالإضافة إلى أنني استفدت من المواقع الخاصة بالمرأة».

وأشارت نورة أم عبد العزيز، 65 عاما، إلى أنها تتلقى فنون الكومبيوتر من خلال بناتها، ولكن بشكل غير مستمر، وذلك رغبة منها في معرفة ما هي هذه التقنية، وخاصة بعد ان كثر الحديث بين بناتها عما يدور في مواقع الإنترنت والكومبيوتر.

وتفيد، أنها من خلال تصفحها لهذه المواقع تعقد الدهشة لسانها كلما سافرت بواسطة الإنترنت إلى مختلف أنحاء العالم في اقل من دقائق معدودة، ورغم ذلك لا تستطيع ان تدخل مواقع الشبكة بمفردها.

وتتسابق أم منى مع ابنتها على استخدام شبكة الإنترنت، وتقول منى الطالبة الجامعية ضاحكة «ليتني لم أعلم أمي استخدام الكومبيوتر، لقد أصبحت تسابقني في تصفح مواقع الإنترنت والمنافسة على فتح مواقع معينة من دون غيرها، وفي أحيان كثيرة كانت تغضب إذا تأخرت في تلبية طلبها، ومؤخرا لاحظت ان امي تدخل على مواقع الدردشة على الإنترنت وتتحدث مع سيدات مسنات أو كبيرات في السن».

وتضيف «أمي من المشتركات في أحد نوادي المحادثة وتقوم دوما بأخباري عن احدث المستجدات على الساحة السياسية بالإضافة إلى اغرب الحوادث من خلال تصفح مواقع الإنترنت». أما ليلى أم محمد فترجع سببها تعلم الكومبيوتر وطريقة استخدام شبكة الإنترنت إلى مخاطبة ابنها المسافر إلى أميركا للدراسة عبر مواقع الدردشة وبرامج الاتصال المجانية عبر الإنترنت مستخدمة الكاميرا والميكروفون بشكل يومي، خاصة ان طريقة الاتصال العادية مثل التليفون او الرسائل البريدية تستغرق وقتا لا يستهان به، مضيفة، أما الآن فاستطيع ان اطمئن عليه وعلى أخباره بشكل سريع ويوميا نظرا لقلة تكلفة الاتصال عبر الشبكة.