مولود فلسطيني يحمل اسم عمه الشهيد على خده

TT

قرب المسجد الوحيد في مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم تسكن عائلة عياد التي استشهد ابنها علاء مع اثنين من رفاقه قبل سبعة أشهر برصاص الوحدات الاسرائيلية الخاصة وسط المدينة.

وامام هذا المنزل المتواضع يتجمهر اليوم ويلعب عشرات الاطفال الذين يستقبلونك قبل ان تبادر بأي سؤال «هذا منزل علاء»، وكأنهم يتحدثون بثقة المنتصر الذي ينتظر كل صحافي وكل زائر بفرحة بدت واضحة.

وبينما يتجمع افراد العائلة التي تتكون من عشرة افراد في نفس المنزل حول المولود الجديد يتناقشون ويتذكرون ويحاورون ضيوفهم، ينام الصغير على خده الايسر ببراءة لافته ليذكر الجميع بأن عصر المعجزات لم ينته.

وتتذكر والدة الشهيد علاء وهي تحتضن حفيدها الصغير كيف رفضت هي ان تطلق اسم ابنها الراحل على الحفيد المنتظر قبل ولادته، معللة ذلك بحرصها الشديد على الاحتفاظ بذكرى ولدها منزهة عن التقليد والتشبيه، وتقول انها كانت تريد حتى اسم الشهيد لها وحدها قبل ان تفر الدموع من عينيها المتعبتين لتتوقف ثم تروي لنا كيف اختلطت دموع الفرح بالحزن والدهشة لديها وهي تشاهد اسم ابنها علاء مخطوطا على خد حفيدها الايمن الذي لم ينم عليه مرة واحدة منذ ولادته كما تشير والدته التي تبدو بصحة جيدة.

ويحاول جده ابو عماد ان يربط هذا بكرامات الشهداء كما يقول، ويشرح لنا كيف تأخرت ولادة حفيده لأكثر من شهر كامل قبل ان يولد في ليلة القدر من شهر رمضان وقي اقل من عشر دقائق، وكيف ذهب الى امام وخطيب المسجد القريب من منزله ليسأله حول المعجزة التي تحفّظ حول نشرها في بادئ الامر، ويبتسم وهو يؤكد لـ«الشرق الأوسط» ما اكده له شيخ المخيم حول كرامات ابنه علاء الذي تجدد في حفيده الصغير.

وحول اثر هذه المعجزة في محيطه يتحدث الجد عن آلاف الزوار الذين جاءوه من كل المحافظات الفلسطينيه الاخرى ويصف حالة الذهول والدهشة لدى كثيريين حدقوا طويلا وبكوا طويلا امام ذات المشهد.

ويبدوا اسم «علا» مكتوبا بلون بني مميز وخط عربي جميل وبأحرف واضحة وعريضة على الخد الايمن للطفل علاء بينما تختفي الهمزة (ء) بقدرة قادر خلف اذنه الصغيرة.