ممثل بريطانيا الخاص في العراق: حزب بعث جديد قيد الإنشاء

أعضاء سابقون موالون لسورية يجمعون صفوفهم في حزب لا مكان فيه لصدام حسين

TT

قال مسؤولون عراقيون وقادة احزاب سياسية ان قادة سابقين في حزب البعث اختلفوا في السابق مع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يدرسون إنشاء حزب سياسي تحت اسم جديد وإنهم يحاولون الإعلان عن استبعاد صدام حسين من هذه الحركة الجديدة. ونقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» امس عن ممثل بريطانيا الخاص في العراق قوله ان اعضاء بحزب البعث الذي شكل القاعدة السياسية للرئيس المخلوع صدام حسين بدأوا في اعادة تجميع صفوفهم. وقال السير جيريمي غرينستوك ان هناك «ادلة على رغبة في التحرك وبداية لبعض النشاط» بين البعثيين. واضاف قائلا «العراقيون سيراقبون هذا عن كثب». وتشير تقارير، الى ان حزب البعث السوري، الذي كان على خلاف وعلاقات متوترة مع حزب البعث العراقي السابق، يعمل على تشجيع مؤيديه من العراقيين على تكوين حزب جديد. وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد حول حزب البعث، الذي انشئ على اساس مبادئ قومية عسكرية، الى أداة أمنية واستخدمت عضويته، التي كان يقدر حجمها بحوالي مليوني شخص، في مراقبة ورصد أي معارضة سياسية والترويج لدعاية النظم السابق. وكانت الولايات المتحدة وعدد من اعضاء مجلس الحكم العراقي المؤقت قد اتبعوا سياسة ازالة آثار حزب البعث التي تهدف الى عزل قادة ومسؤولي الحزب، الذين يقدر عددهم بحوالي 30000، من الخدمة المدنية. إلا ان هذا الإجراء قوبل بانتقادات وسط الكثير من العراقيين من اتباع المذهب السني الذين تحملوا الكثير من آثار حملات التطهير في الخدمة المدنية وحل الجيش في مايو (أيار) الماضي. جدير بالذكر ان اتباع المذهبين السني والشيعي على السواء قد انخرطوا في صفوف حزب البعث في السابق، إلا ان النظام المخلوع كان يفضل تعيين السنيين في المواقع المهمة واجهزة الامن. وكانت غالبية الهجمات التي استهدفت قوات التحالف قد وقعت في مناطق وسط العراق التي يغلب المسلمون السنة على تركيبتها السكانية. ويقول مسؤول عراقي ان المسلمين السنة يشعرون بأنهم مهمشون ويعتقدون ان المسألة السنية مرتبطة بالسعي لازالة حزب البعث من الوجود. ويرى المسؤول ان البعثيين باتوا يشعرون بالحصار، لذا فإنهم يقاتلون. ويعتقد بعض قادة الاحزاب السياسية العراقية ان ضم حزب بعث اصغر حجما في العملية السياسية سيساعد في إنهاء التمرد الدموي الذي تواجهه قوات التحالف. ويقول جاسم العزاوي، المتحدث باسم الاتحاد الوطني، وهو مجموعة اسلامية سنية، ان وجود ديمقراطية حقيقية مثلما يقول الاميركيون، يقتضي ان يكون المجال مفتوحا لكل الاحزاب. وأضاف قائلا ان الشارع العراقي هو الذي يجب ان يقرر في مسألة قبول حزب البعث. وسعى بول بريمر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق الى اجتثاث بقايا حزب البعث بحل القوات المسلحة العراقية والاجهزة الامنية ووزارتي الدفاع والاعلام في مايو الماضي. لكن خطوته المفاجئة ربما دفعت بعضا من 400 ألف شخص فقدوا وظائفهم بينهم كثيرون من السنة الذين كانوا يحتلون مواقع بارزة في قوات صدام الى تحويل بنادقهم الى المحتلين. ووفقا للخطط الجديدة التي كشفت واشنطن ومجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة النقاب عنها الشهر الماضي، فان مؤتمرات اقليمية ستختار بحلول نهاية مايو القادم مجلسا نيابيا سيقوم بدوره باختيار حكومة انتقالية بحلول نهاية يونيو (حزيران). وستتولى تلك الحكومة السيادة من قوتي الاحتلال في يوليو (تموز) فيما سيجري وضع دستور اجراء انتخابات ديمقراطية بحلول نهاية 2005 .