مدن كردستان العراق تعاني من أزمة وقود خانقة

TT

تواجه مدن كردستان العراق ومنذ 10 ايام ازمة حقيقية خانقة تتعلق بصعوبة الحصول على الوقود والمشتقات الاخرى تسبب في شل حركة الحياة الطبيعية وارتفاع في اسعار المواد الغذائية التي تصل من القرى القريبة من تلك المدن جراء شحة الوقود مما جعل سكان الاكراد يواجهون ظروفا مناخية قاسية لم يسبق لها مثيل.

ففي القرى والمناطق الحدودية مع ايران وتركيا تعطلت المدارس والدوائر الرسمية وقطعت الطرق المؤدية من والى تلك المناطق بالاضافة الى ارتفاع ملحوظ في سعر التنقل بسبب صعوبة ايصال المشتقات النفطية، خاصة عقب هطول امطار غزيرة وتساقط الثلوج على قمم الجبال والفيضانات التي اجتاحت المنطقة.

وقال ابراهيم احمد، 45 عاما، الذي يسكن بلدة (جومان) القريبة من الحدود العراقية الايرانية انه قطع عن عمله كمعلم بسبب الثغرات التي تواجه سكان المنطقة لازمة النقل ويهدم العديد من الجسور التي تربط القرية بالبلدات الرئيسية نتيجة الفيضانات التي اجتاحت تلك القرى.

وعن شدة البرد القاسي في تلك المناطق قالت الدكتورة نسرين محمد، 32 عاما، بان المراكز الصحية اقفلت ابوابها لاول مرة جراء عدم تمكن كوادر المستشفيات الى المناطق الحدودية والتي وصلت درجات الحرارة فيها الى ادنى مستوياتها مقارنة بالاعوام الماضية بحسب مصدر مسؤول في الانواء الجوية في اربيل الذي توقع حدوث تساقط الثلوج بصورة مكثفة.

اما في اربيل عاصمة الاقليم الكردي حيث يسكن فيها اكثر من مليون شخص تعيش حالة من الغليان بسبب مواجهتها لاكثر من ازمة تتعلق بانقطاع التيار الكهربائي الا لساعات محددة لم تصل الى خمس او ست ساعات يوميا مما برز في الايام الاخيرة ظواهر الاستياء الشعبي وانتقادات موجهة الى السلطات الكردية وقوات التحالف لعدم تمكنها من معالجة تلك الامور والتي تفاقمت بسبب عدم اتخاذ اجراءات عملية وبقاء المشكلة على حالها وازداد من الشعور بالغبن.

وقالت امنة سعيد، 38 عاما، وهي تعمل عاملة في وزارة الصناعة انها حصلت على برميل من النفط بـ 200 دينارا من الطبعة السويسرية مقابل 30 الف دينار من الطبعة الجديدة وانتقدت الخطة التي تتبعها السلطات الكردية في توزيع حصص السكان حيث يصل موعد حصول عدد منهم الى شهر اذار للعام المقبل بعد انتهاء فصل الشتاء وعدم الاستفادة من المشتقات النفطية آنذاك.

وفي مستودعات الوقود نشاهد طوابير من السيارات المدنية تنتظر حصولها على كمية قليلة من الوقود بعد انتظار يدوم اكثر من 4 ساعات متتالية دون جدوى فقد ابدى ازاد محمد، 38 عاما، استياءه البالغ جراء هذه الازمة قائلا «انني اخجل بان اعيش في عراق هو ثاني دولة في العالم في الموارد النفطية ولم اتمكن من الحصول على لترات قليلة من النفط والوقود لأتمكن رعاية اطفالي لكوني سائقا بين اربيل ودهوك».

وقال نوزاد مجيد، 26 عاما، انه حصل على كمية قليلة من الوقود باسعار خيالية في الاسواق غير المرخصة في شوارع اربيل وصلت الى 250 دينارا عراقيا جديدا للتر الواحد مما جعله يترك عمله كسائق بين اربيل وكركوك. وعن ايجاد حلول مناسبة لهذه الازمة اكد مصدر مسؤول في وزارة الطاقة التي يديرها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بان محاولات حثيثة جرت مع قوات التحالف حول اجراء محادثات بينهم وانقرة حول تسهيل عملية ايصال المشتقات النفطية والتي واجهت تلكؤا ملحوظا بسبب ضرب المنشأة النفطية وتفجير عدد من الشاحنات التركية التي كانت تقوم بنقل تلك المشتقات وان تلك المباحثات لم تصل الى نتيجة ايجابية لحد الان.

تعليق الصورة: طوابير من السيارات تنتظر حصولها على الوقود في اربيل امس (خاص بـ«الشرق الاوسط»)