«تجمع الديمقراطيين العراقيين» ينظم ندوة حول واقع التربية والتعليم في العراق

TT

نظم تجمع الديمقراطيين العراقيين بزعامة عدنان الباجه جي عضو مجلس الحكم العراقي اول من امس ندوة بعنوان «مستقبل العملية التربوية في العراق» تناولت المشاكل والمعوقات التي يعانيها الواقع التربوي في البلاد والخطط والبرامج المستقبلية لتجاوز سلبيات الحاضر تماشيا مع الواقع العراقي الجديد.

وقدم الباجه جي للندوة التي استهل اعمالها وزير التربية علاء الدين عبد الصاحب العلوان بورقة اكدت ان النظام التعليمي في العراق كان جيد المستوى، اذ حقق معدلات عالية للتعليم على جميع المستويات قياسا بالنظم التعليمية الاخرى في المنطقة. واشار الى ان هذا النظام تدهور بشكل خطير خلال العقود الثلاثة الماضية نتيجة لما اصابه من اهمال نتيجة قلة الموارد واعادة توجيهها للانفاق العسكري واولويات النظام السابق، حيث تدنت نوعية التعليم الى حد كبير وارتفعت معدلات الرسوب والانقطاع عن الدراسة وتدهورت ظروف التربية والتعليم وتوقف نمو النظم التربوية. اما المناهج الدراسية فانها لم تتقدم بل تقادمت وتعرضت للتشويه واصبحت اداة لاغراض سياسية.

واشار الوزير الى ان التربية والتعليم قضية وجود وطني ومدخل حقيقي للتعامل مع متغيرات وتحولات المستقبل والمحافظة على عناصر الاصالة في الحضارة لذا فان هناك حاجة ماسة لنظام تربوي جديد وفلسفة تؤدي الى نقلة نوعية شاملة للمجتمع العراقي لكي يصبح التعليم قوة فاعلة في التنمية واستثمارا لاعلى موارد المجتمع الا وهي الموارد البشرية.

وتطرق الوزير الى مشكلة تدعو الى القلق الشديد وتتمثل في نسب التسرب من المدارس الابتدائية، اذ ارتفعت الى 24% بشكل عام، اضافة الى ان نسبة العاملين من الاطفال بين 4 ـ 5 سنوات تجاوزت 10%، وارتفعت نسبة الامية بين النساء من 23% عام 1985 الى 51% عام 1995، وكذلك احتوت الاحصائيات على حجم التمويل الذي كان ممنوحا للوزارة والذي تدنى بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة لحكم نظام صدام حسين مما ادى الى انخفاض معدلات التعليم غير الرسمي «محو الامية».

وناقشت الندوة اليات اصلاح واعادة اعمار البنية التحتية من حيث ترميم واعادة المدارس واستحداث المدارس الجديدة لاستيعاب اكبر عدد من الطلبة، اضافة الى الانفاق في مجال توفير مرافق صحية وساحات رياضية واضافة صفوف لعدد من المدارس كذلك هدم واعادة بناء ما لا يقل عن 1000 مدرسة جديدة وسبل انشاء مكتبات متحركة في المحافظات.

وأكد المشاركون في الندوة من خلال المناقشات والمداخلات على ضرورة اعادة توجيه النظام التربوي واصلاح المناهج اضافة الى تدريب وتأهيل المدرسين والمعلمين بما يخدم العملية التعليمية والتربوية في العراق ويرقى بمستوياتها تلبية لطموح العراقيين في بناء بلدهم بناء سليما من خلال توفير مستلزمات اعداد الاجيال التي تليق بمكانة العراق العلمية والحضارية.

وقال الوزير العلوان ان المجتمع العراقي يتطلع اليوم اكثر من أي وقت مضى الى نظام تربوي يرتقي بنوعية التعليم الى المستويات العالمية المتميزة ويعزز القدرة على البحث والتعليم والابتكار ويسهم في بناء اقتصاد متجدد وتنمية شاملة، ويتيح فرص التعليم للجميع بغض النظر عن الاصول والانتماءات، ويقوم على دعم حقوق المواطنة والقيم الانسانية والسلام والتسامح والمساواة.

وأكد ان على الدولة وضع التربية والتعليم في قمة اولوياتها وتبني استراتيجيات تمكن النظام التربوي من ان يكون اكثر استجابة حيال المتطلبات التي يفرضها عالم اليوم وان توفر الموارد اللازمة لهذا القطاع لوضع استراتيجياته موضع التنفيذ. واضاف الوزير ان وثيقة اعدت من قبل وزارة التربية تناولت الموضوع بشيء كثير من الدقة والتفصيل وتبين مبادئ عامة من اجل انتشال نظام التعليم في العراق من هوة التخلف التي يقبع فيها، كما تناولت الاطر والمعالجات لكثير من المشاكل وهي في طور التطوير والاستكمال من اجل دراستها في ندوة متخصصة ستعقد لهذا الغرض ومن ثم سترسل الوثيقة الى مجلس الحكم الانتقالي للاطلاع عليها.

ووزعت على الحاضرين في الندوة احصائية معدة من قبل وزارة التربية شملت وصفا دقيقا للنسب التي توضح ملامح الوضع الحالي وتدهور النظام التربوي والتعليمي في العراق، اذ ان نسبة دخول المرحلة الثانوية عام 1991 كانت 47% بينما تراجعت الى 38.5% عام 2000. وتتماثل هذه النسبة في المرحلة الابتدائية، بالاضافة الى ان معدل الرسوب في المدارس الثانوية عام 1979 كان 26.5% بينما ارتفع الى 36% عام 1992.