عبد ربه وبيلين يلتقيان باول ويخططان للقاء أنان للترويج لمبادرتهما

مشاركة بعض مسؤولي حزب العمل الإسرائيلي في «اتفاق جنيف» تثير خلافات داخله

TT

التقى كولن باول وزير الخارجية الاميركي امس مع كبيري مبادري «مبادرة جنيف» غير الرسمية للسلام في الشرق الاوسط، الفلسطيني ياسر عبد ربه والاسرائيلي يوسي بيلين والوفد المشترك المرافق لهما، رغم المعارضة الشديدة لهذا اللقاء والرفض القاطع للمبادرة والضغوط التي مورست على البيت الأبيض وعلى باول شخصيا من جانب اللوبي اليهودي وأعضاء في الكونغرس برفض اللقاء.

ومن المقرر ان يلتقي الوفد المشترك الذي وصل الى واشنطن يوم الاربعاء الماضي قادما من جنينف بعد يوم من توقيع المبادرة، زعماء الجالية اليهودية ومسؤولين في الكونغرس في محاولة لاقناعهم بدعم هذه المبادرة التي لن يكتب لها النجاح بدون دعم اميركي رسمي لها كما قال احد اعضاء الوفد المشترك لـ«الشرق الأوسط».

وسيلتقي الوفد المشترك ايضا مع الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان ويضم الوفد الى جانب بيلين وعبد ربه أمنون ليفكين شاحاك (رئيس الاركان الاسرائيلي الاسبق) ونيحاما رونين وشاؤول أريئيلي ونبيل قسيس (وزير التخطيط الفلسطيني) وزهير مناصرة (محافظ بيت لحم) وسميح العبد (وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية).

وخلق الموقف الاميركي غير الرافض بالقطع، او المؤيد بالكامل، لهذه المبادرة الذي تطرق اليها الرئيس الاميركي جورج بوش خلال لقائه بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الليلة قبل الماضية ووصفها بالمفيدة، جوا من التوتر في العلاقات الاميركية.

لكن الرئيس بوش استطرد قائلا في اشارة الى المبادرة، إن كل اتفاق يجب أن يتضمن المبادئ التي وردت في رؤياه محاربة الإرهاب، الأمن، إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية.

ودافع باول عن لقاء عبد ربه وبيلين والوفد المشترك وقال خلال اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل: «هذه قضية بالغة الصعوبة وحين تأتي الأفكار من مصادر مختلفة يبدو لي أنه من غير المناسب عدم الاستماع إلى أصحاب هذه الأفكاروالمؤيدين لها كي أعرف ما يقولونه لأخذه في عين الاعتبار». وأضاف «اعتقد أنه أمر معقول تماما ومناسب تماما لي كوزير للخارجية». وأوضح ايضا أن الوفد سيلتقي مسؤولين آخرين في إدارة الرئيس بوش، وكان من المفروض أن يلتقي مخططو تفاهمات جنيف بنائب وزير الدفاع الأميركي، بول وولفويتز، إلا أنه يبدو أن اللقاء لن يعقد بسبب مشاكل في جدول المواعيد.

وبعد واشنطن سيبدأ المبادرون حملة على الصعيد المحلي كما قال يوسي بيلين والوزير الفلسطيني قدورة فارس لـ«الشرق الأوسط»، وذلك في محاولة لتوسيع رقعة المؤيدين لهذه المبادرة في الداخل. وستشهد القاهرة كما قال بيلين وفارس في غضون اشهر قليلة مؤتمرا دوليا لدعم المبادرة، كما سيجري العمل لعقد مؤتمر نسائي لهذا الغرض كما قالت عضوة الكنيست كوليت افائي.

الى ذلك وكما احدثت المبادرة شرخا في العلاقة بين حكومة ارييل شارون ووزارة الخارجية الاميركية، فانها اثارت خلافات داخل حزب العمل الاسرائيلي المعارض الذي شارك عدد من نوابه ومسؤوليه في وضع المبادرة. وحسب صحيفة «يديعوت احرونوت» فقد عقد حزب العمل، ظهر اول من أمس، ندوة عاصفة في رمات إفعال لبحث المبادرة، شارك فيها عمرام متسناع ويولي تمير وكان من بين المشاركين في المبادرة متان فلنائي. وهاجم فلنائي التفاهمات بشدة وادعى أنها تقلل من احتمالات عودة حزب العمل للسلطة. وقال فلنائي ان المشاركين في المبادرة عملوا من دون تخويل ومن دون مسؤولية. واضاف «هدفنا هو الوصول للسطة، من أجل إدارة الأمور يجب أن نرى ما إذا أبعدتنا تفاهمات جنيف عن السلطة أم قربتنا، لقد أبعدتنا فيكفي أن تكون أكثر يسارا من حزب ميرتس».