مصدر فرنسي: مرتاحون «للمرونة» السورية ونأمل من واشنطن أن تقدم شيئا

TT

اعرب مصدر فرنسي رسمي عالي المستوى عن «ارتياح» باريس لما تعتبره «انفتاحا جديدا» لمسته عبر المقابلة التي اعطاها الرئيس السوري بشار الاسد الى صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية الاسبوع الماضي.

وقال هذا المصدر لـ«الشرق الأوسط»، على هامش زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى تونس ان «الرسالة» التي نقلها المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي موريس غوردو ـ مونتاني الى سورية قبل حوالي اسبوعين «يبدو انها وصلت» وبالتالي فان باريس «مرتاحة» لذلك.

وقد شددت الرسالة الفرنسية على «ضرورة ان يتحرك السوريون سياسيا ودبلوماسيا وألا يبقوا في موقف دفاعي جامد وعرضة للاتهامات الاميركية لدمشق».

وكان مصدر اميركي قال لـ«الشرق الأوسط» ان العاصمتين الفرنسية والاميركية «متقاربتان» في تحليلهما للسياسة السورية الحالية ولما هو مطلوب من دمشق إن على صعيد الوضع العراقي ومراقبة الحدود او على صعيد التعامل مع المنظمات الفلسطينية التي تصفها الولايات المتحدة بـ«الارهابية» او بشأن حزب الله اللبناني والوجود السوري في لبنان.

غير ان المصدر الفرنسي الذي تقبل وجود تماثل في «تشخيص» السياسة السورية، شدد على التعارض في استخلاص كيفية التعاطي مع العاصمة السورية.

وقال هذا المصدر ان «سياسة طرح سلسلة من المطالب على دمشق والتلويح بمجموعة من الاجراءات العقابية في حال عدم تلبيتها لا يمكن ان تنجح، خصوصا اذا لم تقدم واشنطن شيئا بالمقابل على صعيد هضبة الجولان والمفاوضات المجمدة بين سورية واسرائيل منذ ثلاث سنوات».

وشدد المصدر الفرنسي على ضرورة «الحوار مع دمشق» وعلى ضرورة تطمين السوريين الى انهم «لن يكونوا منسيين» وان مساعي السلام، اذا ما عادت الى الانطلاق «سوف تشملهم كذلك».

وذكّر المصدر الفرنسي بما كان طرحه الرئيس شيراك ابان قمة الدول الصناعية في ايفيان في يونيو (حزيران) الماضي من ضرورة «بلورة خريطة الطريق» للمسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل والتي كلف بها الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا. غير ان هذه المبادرة لم تعط شيئا محسوسا وتحديدا بسبب الجمود المخيم على المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية رغم وجود «خريطة الطريق» واللجنة الرباعية الدولية.

وكان المصدر الاميركي قد قال لـ«الشرق الأوسط» ان على دمشق ان تعي «ان العالم قد تغير وان ما كان صالحا في السابق من سياسة التوازنات والرهانات لم يعد صالحا اليوم».

وتطالب فرنسا دمشق بالتحرك «للخروج من دائرة الخطر» وطرح مبادرات وعدم الاكتفاء بما سماه المصدر الفرنسي «اجراءات دعائية لم تعد كافية».