وثيقة اتهام مساعد المؤيد: قال إنه بإمكانه ترتيب توصيل التبرعات إلى حماس

TT

بالاضافة الى نشر وثيقة الاتهام الاميركية ضد الشيخ محمد علي المؤيد، امام جامع الاحسان في صنعاء، واحد قادة حزب الاصلاح في اليمن، نشرت السلطات الاميركية مؤخرا وثيقة الاتهام ضد مساعده، محمد محسن زايد وكان الاثنان مثلا مؤخرا امام محكمة فيدرالية في مدينة نيويورك تمهيدا لمحاكمتهما، بعد ان سلمتهما الحكومة الالمانية الى السلطات الاميركية. وكانا اعتقلا في المانيا في بداية هذه السنة، بعد ان خدعهما يمني يعيش في اميركا، ويعمل عميلا لمكتب المباحث الفيدرالي (اف.بي.آى).

وثيقة الاتهام الاميركية صدرت مباشرة بعد الاجتماعات بين المؤيد ومساعده، وبين العميل اليمني وعميل آخر، في فندق في فرانكفورت، في المانيا، وسجلت الاجتماعات بالصوت والصورة. وظلت وثيقة الاتهام سرية لضمان اعتقالهما، ونقلهما الى اميركا، وكشفت مؤخرا وهذه مقتطفات، بتصرف، من الوثيقة.

* الضابط فولر

* انا روبرت فولر، اقسم بأني ضابط مع مكتب المباحث الفيدرالي (اف.بي.آي)، ومنذ عام 2000 اعمل في فرع المكتب في مدينة نيويورك، مع فرقة محاربة الارهاب الدولي.

جزء من عملي كان دراسة قضية محمد محسن يحيى زايد، وآخرين، بتهمة تقديم مساعدات لمنظمات ارهابية دولية. وفي قضية اخرى لها صلة بهذه القضية، كانت جون ازراك، القاضية في المحكمة الفيدرالية للمنطقة الشرقية لولاية نيويورك، اصدرت امرا باعتقال محمد علي المؤيد بتهمة تقديم مساعدات لمنظمات ارهابية دولية.

وكما جاء في قضية المؤيد، كان محمد علي المؤيد، خلال عام 2002، قال للمدعو «سي 11» (يمني يقيم في اميركا، ويعمل عميلا لمكتب المباحث الفدرالي) انه يقدم مساعدات اموال، واسلحة، واجهزة اتصالات، ومتطوعين الى منظمات قررت وزارة الخارجية الاميركية انها منظمات ارهابية دولية، منها «القاعدة»، و«حماس».

قال المؤيد، ايضا، انه قابل اسامة بن لادن مرات كثيرة، وقدم له ملايين الدولارات قبل هجوم 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وهذا القول ثبت عند فحص «سجل معلومات المجاهدين» التابع لـ«القاعدة»، والذي عثرت علية القوات الاميركية في افغانستان، وفيه ان المؤيد قدم مجاهدا يمنيا تطوع للقتال.

وحسب نصائح مكتب المباحث الفدرالي، قال العميل رقم 11 للمؤيد انه يعرف المدعو «رقم 12»، ويعرف انه يريد التبرع بمليوني دولار للنشاطات الارهابية. واقترح المؤيد ان يقابله في فرانكفورت، في المانيا، وان يرافق المؤيد مساعده محمد محسن يحى زايد يوم 7 ـ 1 ـ 2003، ووصل زايد والمؤيد الى فرانكفورت، بعد ان كادا يؤخران وصولهما بسبب ما حدث في مطار فرانكفورت قبل ذلك بيومين عندما خطف شخص طائرة صغيرة لضرب مبني عال. لكن زايد قال للعميل رقم 11 ان المؤيد كان حريصا على المقابلة، وقرر السفر الى فرانكفورت رغم ذلك.

* عشاء رباعي

* في اليوم الثاني لوصولهما، قابلا العميل رقم 12، وذهب الاربعة، مع العميل رقم 11، الى مطعم في فرانكفورت للعشاء.

وفي صباح اليوم الثالث، ذهب الاربعة الى مطعم في الفندق الذي ينزلون فيه للفطور، وبعد الفطور ذهبوا الى غرفة العميل رقم 12 في نفس الفندق لعقد اجتماع استمر ساعتين، وسجل سرا على شريط فيديو، وشريط صوتي. عند بداية الاجتماع قال العميل رقم 12 للمؤيد انه يريد التبرع بمبلغ كبير من المال لمساعدة المجاهدين ضد اميركا وضد الصهيونية. ورد المؤيد بالترحيب، وقال انه قابل اسامة بن لادن مرات كثيرة، وان بن لادن يعتبر المؤيد «شيخه»، أي زعيمه الروحي.

وقال المؤيد، ايضا، انه متخصص في «الجهاد»، وله علاقة وثيقة مع منظمة «حماس» الفلسطينية، ويتابع نشاطاتها، ويعرف بعض عملياتها قبل وقوعها.

وسأل العميل 12: «عندي بعض المتطوعين، واريد ان اعرف امكانية تدريبهم مع مقاتلي منظمة حماس؟». واجاب المؤيد انه سيبحث في امكانية ذلك.

وسأل العميل 12 عن امكانية الحصول على اسماء اشخاص معينين في اميركا يعرفهم المؤيد ليعطيهم تبرعاته ليرسلونها الى المؤيد، واجاب المؤيد بأنه سيفعل ذلك، وخلال هذا الاجتماع كان اكثر المتحدثين هما المؤيد والعميل 12، وكان العميل 11 يقوم بدور المترجم، وحضر زايد كل الاجتماع، وكان، من وقت لآخر، يشارك في الحديث بتأييد او شرح آراء المؤيد مثلا، عندما نسي المؤيد اسم واحد من قادة منظمة «حماس»، تطوع زايد وذكره. وعندما قال المؤيد اشياء معينة، هز زايد رأسه بالايجاب، تأييدا له.

* جهاز تسجيل؟

* عندما بدأ الاجتماع، لاحظ زايد ان العميل 12 وضع هاتفه الجوال على المائدة امام المجتمعين، وسأل زايد العميل 12 عن ذلك، وكان زايد خائفا من وجود جهاز تسجيل او تجسس خلال الاجتماع.

بعد بداية الاجتماع، اقترح المؤيد ان يقسم المجتمعون على القرآن الكريم بأنهم صادقون، وبأنهم يثقون ببعضهم بعضا، خاصة في موضوع المال، وبأنهم سيحافظون على سرية الموضوع، وبأنهم يعرفون ان الله تعالى يراقبهم.

وفعلا، وقف الرجال الاربعة، ووضعوا ايديهم على القرآن الكريم، واقسموا.

في مساء نفس اليوم، اجتمع العميل 11 مع المؤيد وزايد في غرفة في الفندق كانت معدة بأجهزة تسجيل بالصوت والصورة، وتحدثوا عن استعمال كلمات معينة خلال الاتصالات بينهم في المستقبل.

* اليوم الرابع

* في اليوم الرابع تقابل الاربعة مرة اخرى، وسجل الاجتماع سرا بالصورة والصوت ايضا.

وسأل العميل 12، مرة اخرى، عن اسماء اشخاص في اميركا يعطيهم تبرعاته، وعن المنظمات التي ستذهب اليها التبرعات. وقال المؤيد انها ستذهب الى «القاعدة»، و«حماس» وغيرهما. وسأل العميل 12 عن زايد، وامكانية الاعتماد عليه في غياب المؤيد، وقال المؤيد انه يثق بزايد ثقة كبيرة.

وسأل العميل 12 زايد اذا كان سينفذ طلباته عن الجهات التي ستذهب اليها تبرعاته، واقسم زايد بالله تعالى بأنه سيفعل ذلك. وقال زايد ان العميل 12 يقدر على ارسال تبرعاته مباشرة الى «حماس»، وان زايد يقدر على ترتيب ذلك.

اعتمادا على هذه المعلومات، نطلب من المحكمة الفيدرالية لمنطقة شرق ولاية نيويورك اصدار امر بالقبض على زايد ليعاقب حسب القانون، وان تبقى محتويات هذه الشهادة القانونية سرا حتى لا يهرب المتهم او غيره، وحتى لا تدمر أي ادلة قانونية.

هذا ماعدا المعلومات التي سينقلها المحققون الاميركيون الى السلطات الالمانية بهدف القبض على المتهم، وغيره، والمطالبة بنقلهم الى الولايات المتحدة.

* روبرت فولرـ مكتب المباحث الفيدرالي