خبراء الاستخبارات الأميركية يحددون سيناريوهات للعالم عام 2020

TT

كيف سيكون العالم عام 2020؟ هذا ما يعكف خبراء الاستخبارات الاميركية على استشرافه، متسائلين عن الانماط التي يمكن ان تأخذها العمليات الارهابية في ذلك الوقت وحال العراق وبلدان الشرق الاوسط حينها اضافة الى ما يمكن ان تعانيه الولايات المتحدة واوروبا بسبب تزايد اعداد المسنين لديها مقابل تحول الصين الى قوة اقتصادية يصعب التكهن بايديولوجيتها السياسية وبروز الهند والبرازيل واندونيسيا كقوى صاعدة جديدة.

يهدف «مجلس الاستخبارات الوطني ـ مشروع 2020» للوصول الى مجال واسع من السيناريوهات التي يمكن للعالم ان يواجهها بعد 17 سنة. وسيتم الاعلان عن نتائج هذا البحث، على عكس ما هو الحال مع ابحاث الاستخبارات الاميركية المماثلة سابقاً. وقال مدير المجلس روبرت هاتشينغز، في مقابلة اجريت معه ونشرتها وكالة «اسوشييتد برس» امس، انه يتوقع ان يصدر التقرير النهائي للمشروع في ديسمبر (كانون الاول) 2004، اي في وقت يكون الاميركيون قد اختاروا رئيسهم فيه وينتظرون بدء عمل ادارته.

ويضم المجلس محللين بارزين يقدمون الاستشارات لمدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه) جورج تينيت. والمجلس ليس جزءاً من «سي. آي. ايه» الا انه يتخذ مقره من المقر الرئيسي لوكالة الاستخبارات المركزية. وخلال السنة المقبلة سيضم المجلس لطاقمه خبراء اميركيين في مجالات الاحصاء والتكنولوجيا والشؤون الاقليمية، كما سيعمل على الاستفادة من استشارة اكاديميين اجانب بخصوص رؤاهم تجاه بلدانهم وايضاً تجاه الولايات المتحدة.

وبدأ المجلس في البداية محاولة التوصل الى اجابات على اسئلة مثل: هل يمكن لاحالة اعداد كبيرة من الناس في اميركا الشمالية واوروبا واليابان للتقاعد ان تؤدي الى انكماش اقتصاديات هذه المناطق وتسفر لاحقاً عن انكماش في الاقتصاد العالمي؟ ويقول هاتشينغز: «هذا ليس حتمياً. من الممكن ان هذه المجتمعات المنتجة ان تكون قادرة على اتخاذ اجراءات للعناية بقوة العمل العجوز وتتقدم باتجاه مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي».

وناقش المجلس اسئلة آخرى حول الدول التي يرجح ان تصبح ملاذات للمنظمات الارهابية، وحول تأثير النزاعات المحتملة في دول الجنوب على الاقتصاد العالمي، وحول التغييرات السياسية والاقتصادية الممكنة في الصين، اكبر بلد في العالم من حيث تعداد السكان.

ويرى هاتشينغز انه مهما يحدث للصين فانه من غير المرجح ان تكون صين عام 2020 هي نفسها صين اليوم. ويضيف قائلاً: «انني شخصياً منجذب الى النظرية التي تقول ان الصين يمكنها ان تكون معادية او قوية، لكن ليس الاثنين». وتوقع هاتشينغز ان تبقى الآثار النفسية التي خلفها الغزو الاميركي للعراق مطلع العام الجاري في الخليج مستمرة حتى عام 2020. كذلك، توقع هاتشينغز، المتخصص في الشؤون الاوروبية، عدم تلاشي الانقسامات التي ظهرت بقوة في الآونة الاخيرة على ضفتي الاطلسي بخصوص حرب العراق.

يشار الى ان «مشروع 2020» يعتبر تكملة لـ«مشروع 2010» الذي بدئ فيه قبل ست سنوات ولـ«مشروع 2015» الذي تم الانتهاء منه قبل ثلاث سنوات. وتتوقع نتائج تلك المشاريع الاستشرافية ان «التكتيكات الارهابية من الآن وحتى 2015 سيجري التخطيط لها لتكون اكثر دموية وتسفر عن اعداد كبيرة من الضحايا». وبخصوص العراق، تتوقع «ان يتلاشى صدام حسين كلياً وتظهر في البلاد حكومة علمانية لا تهدد جيرانها».