عمرو موسى يناشد البرلمان الليبي التصويت لصالح البقاء في الجامعة العربية

TT

علمت (الشرق الأوسط) أن عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية قد بعث برسالة خطية إلى أعضاء المؤتمرات الشعبية الأساسية (البلديات والمحليات) الليبية يحثهم فيها على التصويت لصالح بقاء ليبيا في الجامعة العربية وعدم التصويت لصالح طلبها الخاص بتجميد عضويتها احتجاجا على تردي الأوضاع العربية الراهنة وخاصة في العراق وفلسطين المحتلة.

وقال مصدر رفيع المستوى بالجامعة العربية إن الرسالة التي أرسلت نهاية الشهر الماضي إلى مؤتمر الشعب العام (البرلمان)، الذي يعد أعلى سلطة تشريعية وفقا للنظام الجماهيري الذي دشنه الزعيم الليبي معمر القذافي عام 1977، قد تم ارسالها الى كل المؤتمرات الشعبية تمهيدا لاتخاذ قرار نهائي يحسم علاقة ليبيا بالجامعة العربية خلال الدورة الحالية للمؤتمرات الشعبية.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الجامعة العربية تلقت تأكيدات رسمية ليبية بأن الرسالة أصبحت متاحة بالفعل على نطاق واسع لمعظم أعضاء هذه المؤتمرات، معربا عن أمله في أن يستجيب هؤلاء لمناشدات موسى بشأن استمرار ليبيا في عضويتها بالجامعة العربية، وتجاوز التهديدات التي أطلقها كبار المسؤولين الليبيين وعلى رأسهم الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن الانسحاب من الجامعة العربية.

وتضمنت رسالة موسى التأكيد على أهمية الدور القومي والعربي الذي تقوم به الجامعة العربية دفاعا عن المصالح العليا للشعوب العربية وتفعيل التعاون بين كافة الدول العربية في مختلف المجالات.

كما نوهت الرسالة بأن انسحاب ليبيا من شأنه تعطيل العمل العربي المشترك وتجميد علاقات ليبيا العربية على نحو يضر بشكل مباشر بالنظام الإقليمي العربي، معتبرة انه لا يمكن سواء لمسؤول أو مواطن ليبي أن يتبنى نهج الانسحاب في وقت تسعى فيه الجامعة العربية مع دولها الأعضاء إلى النهوض بمنظومة العمل العربي المشترك وتعزيز العلاقات العربية العربية.

وتقول مصادر دبلوماسية عربية إن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أمين عام للجامعة العربية منذ إنشائها عام 1945، بمخاطبة البرلمان المحلي لإحدى الدول الأعضاء بالجامعة العربية لحث أعضائه على التصويت لصالح بقاء بلدهم واحتفاظه بعضويته في الجامعة العربية.

وتعد رسالة موسى هي أحدث محاولة من نوعها يقوم بها لإثناء السلطات الليبية عن تنفيذ طلب سبق أن تقدمت به في الرابع والعشرين من شهر أكتوبر (تشرين الاول) من العام الماضي للانسحاب من الجامعة العربية، علما بأنه سبق لموسى أن قام بنحو عشر زيارات متتالية إلى العاصمة الليبية طرابلس للقاء الزعيم الليبي معمر القذافي وكبار مساعديه لاحتواء الانتقادات الليبية الرسمية إلى أداء الجامعة العربية.

ويعتزم موسى القيام بجولة عربية قد تشمل ليبيا قبل نهاية الشهر الجاري لإجراء مشاورات مع عدد من القادة ووزراء الخارجية العرب حول جدول أعمال القمة العربية المقرر عقدها في تونس خلال شهر مارس (آذار) المقبل. وعلى الرغم من أن موسى سبق أن أعلن قبل عدة أسابيع أن طلب الانسحاب الليبي بات كأن لم يكن، إلا أن إشارات صريحة صدرت من ليبيا توحي باعتزام طرابلس تفعيل طلب الانسحاب وعدم حفظه كما كان متفقا عليه بحوزة الأمين العام للجامعة العربية انتظارا لنتائج مشاوراته مع الدول العربية حول الطلب الليبي.

وتغيبت ليبيا عن حضور عدد من أبرز الاجتماعات الرسمية الوزارية التي تعقد في اطار انشطة الجامعة العربية، كما لم تبادر إلى الآن بسداد مساهمتها في ميزانية الجامعة العربية والمنظمات التابعة لها، فضلا عن وجود مديونية سابقة عليها تراكمت خلال السنوات الست الماضية.