طالبان تهدد بتصعيد الهجمات ضد أعضاء لويا جيركا

TT

تحدث وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس في بروكسل عن امكانية تولي حلف شمال الاطلسي قيادة كامل العمليات العسكرية في افغانستان، وفي الوقت نفسه هدد مقاتلو «طالبان» بتصعيد هجماتهم لتشمل اعضاء المجلس الاعلى للقبائل الأفغانية «لويا جيركا» (مجلس الشورى) المقرر ان يجتمع في وقت لاحق الشهر الحالي للموافقة على دستور جديد. وقالوا ان من يحضر ذلك الاجتماع «يستحق القتل».

وقال حافظ عبد المجيد، وهو قائد عسكري في طالبان، ان مؤتمر لويا جيركا الدستوري «مسرحية اعدها الاميركيون المحتلون». وعبد المجيد عضو في المجلس القيادي لحركة طالبان المؤلف من عشرة اعضاء والذي تشكل العام الحالي. ومضى يقول الاميركيون «يتخذون بالفعل كل القرارات المتعلقة بافغانستان ولويا جيركا مجرد مجلس للتضليل. الاميركيون وحلفاؤهم يعدون كل هذه المسرحيات لتكريس احتلالهم لافغانستان». وتعهد عبد المجيد الذي كان يتحدث من هاتف يعمل بالأقمار الصناعية من مكان غير معروف بتصعيد الهجمات التي يشنها مقاتلو طالبان وحذر من حضور اجتماع لويا جيركا. وكان الرئيس الافغاني حامد كرزاي، الذي تدعمه الولايات المتحدة، قد حذر الشهر الماضي انه من المتوقع ان تصعد طالبان من هجماتها قبيل اجتماع لويا جيركا المقرر ان يبدأ في العاصمة كابل في العاشر من الشهر الجاري، الا انه قد يؤجل يومين او ثلاثة لاعتبارات متعلقة بالاعداد والانتقال. ومن المقرر ان يناقش المجلس ـ الذي يضم نحو 500 مندوب من كل اقاليم افغانستان يمثلون كل الجماعات العرقية ـ مشروع دستور اعلن الشهر الماضي يقترح تنصيب رئيس يتمتع بسلطات قوية ينتخبه الشعب انتخابا مباشرا ويسعى الى توحيد الدولة التي مزقتها الحرب تحت راية الاسلام. ويدعو الدستور الى التسامح الديني وحقوق متساوية في التعليم للأولاد والبنات. ومن المفترض ان يمهد الدستور افغانستان لاجراء اول انتخابات حرة في يونيو (حزيران) من العام القادم. ويذكر ان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد زار كابل اول من امس وتناول مع كرزاي والمسؤولين الافغان قضايا تتراوح بين الحرب على طالبان وجهود كبح جماح زعماء الفصائل الافغانية في الاقاليم وتهريب المخدرات. ورفض تلميحات الى ان طالبان قد تعطل الانتخابات مع تصاعد الهجمات الدامية التي القيت مسؤوليتها على مقاتلي الحركة في الشهور الاخيرة. وبعد ان غادر رامسفيلد كابل وقع انفجار في ساحة تبعد كيلومترا عن مجمع مباني السفارة الاميركية المحصنة، لكنه لم يؤد الى اضرار او اصابات. وقالت الشرطة انها تعتقد ان الانفجار ناجم عن صاروخ وانه قد يكون في اطار جهود طالبان والنشطاء المتحالفين معها لتعطيل اجتماع لويا جيركا. وفي بروكسل قال كولن باول امس عقب محادثات مع نظرائه في الحلف في مقر المنظمة في بروكسل: «لا بد من ان نفكر في امكان تكليف الحلف الاطلسي في وقت ما تولي مسؤولية كامل العمليات العسكرية في افغانستان». وذكر الوزير الاميركي بأن الحلف الاطلسي يتولى فعلا قيادة القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان «ايساف» التي قررت توسيع نطاق مهماتها الى خارج كابل. وكان باول قد اكد قبل ذلك ضرورة رفع عدد جنود القوة الدولية لتستطيع القيام بمهمات خارج كابل. ودافع ايضا عن «تعزيز العلاقات» بين القوة والقوات الاميركية المنتشرة في افغانستان في اطار عملية «الحرية الدائمة». يذكر ان الحلف الاطلسي تولى في اغسطس (اب) الماضي قيادة القوة الدولية التي تضم 5500 جندي وضعت تحت اشراف الامم المتحدة ومكلفة منذ ديسمبر (كانون الاول) 2001 العمل على ارساء الامن في كابل وضواحيها بالتعاون مع السلطات الافغانية.