الرئيس بوش يريد إرسال رواد فضاء إلى القمر.. مرة أخرى

TT

نقل تقريران صحافيان عن مصادر في ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش، بأنه يرغب في رؤية الاميركيين عائدين الى القمر، ربما لإنشاء قاعدة على سطحه، وذلك بعد غياب ثلاثة عقود من الزمن. وبهذا يوضع القمر على جدول الاعمال القومي. وقالت دانا رورباكر النائبة الجمهورية عن كاليفورنيا، رئيسة اللجنة الفرعية للفضاء والطيران في مجلس النواب «يمكن تحويل القمر الى ذخر كبير، اكثر من كونه جرما مضيئا في الليل». أما سام براونباك السناتور الجمهوري عن كنساس، فتحدث عن السباق بين اميركا والصين التي أرسلت حديثا أول رائد لها نحو القمر.

ونشر التقرير الاول الاربعاء الماضي في مجلة «ناشيونال ريفيو»، والثاني الخميس في صحيفة «نيويورك تايمز»، وكانت ملامح الخطة فيهما ملتبسة، مما حدا بروبرت بارك المسؤول في جمعية الفيزياء الاميركية الى القول بأنها «محرجة للغاية»، فيما حبذها روجر لاونيوس المؤرخ في الفضاء في متحف سميثسونيان للفضاء، لاتاحتها فرصة الانطلاق من اعماق الفضاء (أي من القمر) نحو استكشاف كوكب المريخ.

ويأتي نشر هذه التسريبات في وقت تجاهد وكالة (ناسا) الفضائية لتقييم بعثاتها الفضائية، خصوصا بعد الاتهامات التي وجهت اليها بالتقصير بعد كارثة المكوك الفضائي «كولومبيا». وقال شون اوكيفي مدير الوكالة الاربعاء الماضي، ان عام 2004 سيكون «عام البذر»، (بمعنى عام زرع البذور للمستقبل).

ونفى سكوت ماكلبن المتحدث باسم البيت الابيض اتخاذ اي قرار، وقال «هذه التقارير (عن القمر) لم تصدر من البيت الابيض.. من السابق لأوانه الدخول في امور متضاربة حول السياسات الفضائية». وكانت «ناشيونال ريفيو» قد ذكرت ان الرئيس بوش سيعلن عن مقترحه في 17 من الشهر الجاري في احتفال بمناسبة الذكرى المئوية لتحليق الأخوين رايت، في كيتي هوك في كارولينا الشمالية. وامتد العصر الذهبي الاميركي على القمر أربعة اعوام بعد ان بدأ بـ«الخطوة الصغيرة» التي اعلنها نيل ارمسترونغ وهو يسير على سطحه عام 1969، وانتهى برحلة «ابولو17» في ديسمبر (كانون الاول) 1972. ويقول الخبراء ان هدف العودة المجددة الى القمر استعادة الهيبة القومية اولا، بعد ان اعلن الصينيون عزمهم على الهبوط على سطحه وتأسيس قاعدة لهم عليه. وقال أحد مسؤولي «ناسا» الذي رفض نشر اسمه، ان نيات الصين لارسال بعثة مأهولة الى القمر «غيّر المعادلة» داخل «ناسا».

ويمثل القمر في رأي العديد من الخبراء حجر الزاوية للانطلاق نحو كوكب المريخ، وفي حالات الضرورة يمكن توظيفه كقاعدة لا تبعد سوى ثلاثة أيام عن الأرض. كما يمكن نصب تلسكوب على سطح القمر لسبر اغوار الكون البعيد، يضاف الى ذلك امكانات استخراج المعادن منه، والحصول على الماء من أعماقه، ودراسة تركيبته الجيولوجية بهدف فهم تركيبة الارض.

* خدمة «يو إس إيه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»