مقتل 4 عراقيين على الأقل وجندي أميركي بانفجار في سوق مزدحمة في بغداد

جريح في هجوم على مقر للاتحاد الوطني الكردستاني بالموصل ومسؤول حمل عناصر أصولية المسؤولية

TT

قتل اربعة عراقيين على الاقل وجندي اميركي في انفجار وقع في سوق مزدحمة في بغداد امس. واعلن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني عن اصابة احد عناصر «البيشمركة» في هجوم على أحد مقاره في الموصل (شمال) اول من امس، متهما اصوليين بالمسؤولية عن الهجوم. ووقع انفجار امس في بغداد على بعد حوالي 200 متر من مسجد السامرائي في منطقة «بغداد الجديدة» عند مرور قافلة اميركية وحافلة صغيرة مكدسة بالركاب في اتجاهين متقابلين.

وقالت مصادر الشرطة وشهود عيان ان الانفجار ادى الى مقتل اربعة عراقيين وجرح 16 آخرين. وكان الشارع مكتظا بسبب سوق الجمعة في هذا الحي. واعلن رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الكندي ان ثلاثة قتلى عراقيين على الاقل نقلوا الى مستشفاه.

وقال كريم عبد الله مسلم «حوالي الساعة العاشرة وصل الينا ثلاثة قتلى رجلان وامرأة لم يتم التعرف على هوياتهم و13 جريحا». واضاف ان «اثنين او ثلاثة من الجرحى اصابتهم خطرة والبقية بينهم ثلاث نساء وطفلان اصيبوا بجروح طفيفة». واوضح الممرض في المستشفى محمد ابراهيم ان الحصيلة صادرة عن المستشفى الذي يعمل فيه فقط وقد يكون هناك ضحايا في مستشفيات اخرى.

واعلنت قوات التحالف في العراق في بيان ان جنديا اميركيا قتل في الهجوم نفسه الذي يأتي عشية زيارة من المقرر ان يقوم بها وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الى العراق اليوم. واوضح البيان ان «جنديا من اللواء الثاني والعشرين من سلاح الاشارة قتل اليوم (امس) في شرق بغداد حوالي الساعة 20.09». واضافت ان القنبلة انفجرت بين اول وثاني عربتين في القافلة العسكرية الاميركية.

وقال الشاهد احمد علي الذي كان في المكان عند وقوع الانفجار ان قافلة تضم آليتين اميركيتين مرت امام محله التجاري في الساعة 9.30 قبل الانفجار. واضاف انه رأى «جنديا اميركيا مصابا بجروح بالغة ومغطى بالدم»، موضحا ان عددا من العراقيين قتلوا او جرحوا.

وقال شهود عيان ان الحافلة تضررت بشدة من الانفجار وتحطمت كل نوافذها ولطخت بقع دم ارضية الحطام. واطاح الانفجار بنوافذ متاجر في المنطقة وخلف حفرة كبيرة. وقال النقيب سامي هادي في موقع الانفجار ان الانفجار نجم عن لغم. واضاف «اللغم فجر من خلال التحكم عن بعد. انهم ارهابيون لا يأبهون ان كان يوجد عراقيون في المكان».

واثار الهجوم غضب عراقيين كثيرين. وفي مستشفى الكندي اخذت ست عجائز متشحات بالسواد وجميعهن اقارب احد الضحايا يبكين على الارض. وقال سعد ياسين وهو صاحب متجر قتل صديقه في الانفجار «اين الشرطة؟ كيف يمكن لاشخاص ان يزرعوا الغاما بهذا الشكل. لا الشرطة ولا مجلس الحكم ولا الاميركيون يحكمون هذا البلد. لقد ضاع هذا البلد».

من جانبه، اكد عبد الواحد علوان صاحب محل «الشكرجي» لبيع الحلويات وقد غطت قطع من زجاج واجهة المحل ان «الانفجار حصل بعد ان مرت سيارة الجيب الاميركية الثانية قرب الجزيرة المزروعة بالاشجار في وسط الشارع». واضاف ان «حالة من الهلع والخوف عمت المكان الذي تقع فيه عشرات المحال التجارية المكتظة بالناس بعد حصول الانفجار». وتابع انه «كانت هناك نساء ممدات على الارض وسائقو السيارات وضعوا الجرحى في سياراتهم بسرعة لنقلهم الى المستشفى». واوضح «لا اعرف من يقوم بمثل هذه الافعال في منطقة كهذه وفي ساعة كهذه وفي يوم كهذا، ولماذا يقتل ويجرح العديد من الناس الابرياء بدون ذنب». وتابع «قبل شهر من الآن اكتشفنا عبوة ناسفة مزروعة في المنطقة نفسها، حينها قمنا بابلاغ الشرطة العراقية التي قامت بدورها باحضار القوات الاميركية التي قامت بابطال العبوة الناسفة». وقال الجيش الاميركي ان قنبلة وضعت على جانب احد الطرق اصابت قافلة اميركية اخرى في بغداد في ساعة مبكرة من صباح امس فألحقت اضرارا بعربة من طراز همفي من دون ان تتسبب في خسائر بشرية.

وفي حي «المشاهدة» الى الشمال من بغداد، قال شهود عيان ان النار اشتعلت في عربة مدرعة بعد اصابتها بقنبلة. لكن مسؤولا عسكريا اميركيا قال ان الانفجار كان عرضيا، موضحا ان سخانا معطوبا ادى الى تسخين الذخيرة داخل العربة وبالتالي انفجارها. وبهجوم امس في بغداد الجديدة، ارتفع الى 190 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا خلال عمليات في العراق منذ ان اعلنت واشنطن انتهاء المعارك الرئيسية في الاول من مايو (ايار).

وفي الموصل (شمال) اعلن مصدر مسؤول في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني امس، ان احد مكاتب الحزب في المدينة تعرض لاطلاق نار مساء اول من امس مما ادى الى اصابة احد المقاتلين الاكراد (البيشمركة) بجروح خطيرة. واتهم هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته اصوليين متطرفين بالوقوف وراء الهجمات. وقال المصدر ان مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في منطقة الزهور وسط الموصل «تعرض مساء اول من امس لهجوم بالعيارات النارية نفذه مجهولون لاذوا بالفرار». واضاف ان الهجوم ادى الى «اصابة احد عناصر البيشمركة بجروح خطيرة والحاق اضرار باحدى السيارات التابعة للمقر».

وتابع المسؤول الكردي ان هذا الهجوم «ليس الاول الذي تتعرض له المقار الخمسة للحزب الموجودة في مدينة الموصل»، موضحا ان هذه المقار «تعرضت لخمس عمليات ارهابية خلال الشهر المنصرم ادت الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح مختلفة من اعضاء الحزب واعطاب سيارتين». واعتبر ان «سبب الهجمات التي تنفذ من قبل الارهابيين على مقار حزب الاتحاد الوطني الكردستاني تعود الى مواقف الحزب الثابتة وغير المهادنة تجاه المنظمات الارهابية والفكر الارهابي».