"القاعدة" تستشهد بمناظرة أدبية بين السيف والقلم وتبث وصية انتحاري الرياض عبد الإله العتيبي

TT

استشهدت "القاعدة" أمس بمناظرة ادبية بين السيف والقلم لزين الدين عمر الوردي المتوفى عام 749 هجرية لتؤكد على عمق الدلالة بين السيف والمصحف، أي الدعوة والقوة، وحاجة كل منهما للآخر في ادبيات الجهاديين.

وقال أبو جندل الأزدي المنظر الشرعي لـ"القاعدة" في بيان بثه مركز الاعلام الاسلامي العالمي ـ الذي يعد صوت بن لادن على الانترنت: "بعد هذه المناظرة المثيرة بين السيف والقلم تأملت التاريخ الإسلامي فوجدتُ أن الذي يرفعُ القلمَ دونَ سيفٍ يذِل، والذي يرفع السيفَ دونَ قلمٍ يضل ويزل، ومن يرفعهما معاً فإلى مبتغاه يهتدي ويصل". واستشهد الازدي بمقولة شيخ الإسلام ابن تيمية: "لا يقوم الدين إلا بكتابٍ يهدي وسيفٍ ينصر وكفى بربك هادياً ونصيرا".

وعلق اسلاميون في لندن على بيان "القاعدة" الجديد بانه يرد على تراجعات علماء في السعودية اشاروا الى الدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة فقط".

ومن جهته قال هاني السباعي مدير مركز "المقريزي" للدراسات التاريخية بلندن لـ"الشرق الأوسط" المسألة ليست دعوة فقط، لان هناك نحو 220 آية في القرآن الكريم تحض على القتال والجهاد، وإذا كانت المسألة دعوة فقط، فإن هذا يعني "دع لقيصر ما لقيصر وما لله لله". وأضاف ان الاسلام جاء بسيف ومصحف وهو من عقيدة الاسلام ومن الادبيات الاولى للجماعات الجهادية".

والى ذلك سلط شريط جديد مكون من ثلاثة اجزاء، كانت "الشرق الأوسط" قد كشفت النقاب عنه الاسبوع الماضي الاضواء على منفذي تفجيرات الرياض في مايو (ايار) الماضي، مع وصية لأحدهم، وهو عبد الإله العتيبي، بالإضافة الى بعض المقاطع المصورة لزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن.

وركز الشريط، الذي أعدته ما تطلق على نفسها مؤسسة السحاب التي بثت من قبل وصايا الانتحاريين في هجمات نيويورك 2001، على الارهابيين الذين قتلوا في مواجهات مع رجال الأمن في المملكة العربية السعودية اخيرا، وبعضهم تم اعتقاله وسجنه.

وقد تميز الشريط، بمقاطع مصورة لأسامة بن لادن، تم انتقاؤها بعناية من جلسات وخطب ومقابلات قديمة، بعضها لم ينشر بشكلٍ واسعٍ من قبل.

وتفيد المعلومات أن الشريط يتضمن قصص بعض هؤلاء المتطرفين، وشيئًا من سيرِهم، بالإضافة إلى بعض اللقطات القديمة والجديدة لهم أثناء التدريبات.

ويسهب الشريط، في الحديث عن عبد الإله العتيبي، وكيف أنه كان من عموم الشباب الذين تأثروا بأحداث سبتمبر، ثم ذهب إلى أفغانستان حتى أصيب في كتفه ليعود بعد ذلك إلى السعودية، حيث تم اعتقاله، ومات في الثالث عشر من رمضان أثناء اقتحام القوات السعودية للمكان الذي كان يختبأ فيه.

وتخللت ذلك لقطات للعتيبي أثناء التدريبات مع مجموعة اقتحام، وهي إحدى كتائب العمليات الخاصة كما تخلل ذلك عرض للقطات تسلط الضوء على تدريباتهم.

وفي بداية الشريط، تم عرض بعض الصور لهؤلاء وأسماء أولئك الذين قتلوا في عمليات نفذت في السعودية. ثم عرضت مقطعًا لزعيم تنظيم القاعدة بن لادن وهو يتحدث عنهم داعيا الى المزيد من العمليات.

كما يتناول الشريط الحديث عن يوسف العييري الذي قتل في مواجهات الرياض مايو الماضي ، مع ذكر مؤلفاته، وبعض صفاته العسكرية والتنظيرية، وبالتحديد كتاب الحروب الصليبية الجديدة والذي يظهر فيه بن لادن اثناء مقابلة تلفزيونية قديمة مادحا ومشيدا بالكتاب ومؤلفه. وكان العييري حتى وفاته المشرف العام على موقع مركز الدرسات والبحوث الاسلامية، صوت ابن لادن على الانترنت. وبث الموقع قبل اغلاقه من قبل المباحث الاميركية، العديد من الكتب والدراسات الاستراتيجية من وجهة نظر "القاعدة".

وتقول بعض المواقع الاصولية المتطرفة، إن العييري، يعتبر أحد المنظرين الاستراتيجيين لتنظيم "القاعدة"، إذ يتضمن الشريط مقطعا صوتيا له أخذ من دورة عسكرية تدريبية.

ومن ثم يتناول الشريط الحديث عن الارهابيين، الذين قتلوا في عمليات مختلفة على الأراضي السعودية، كان آخرها بحسب ما عرض في الشريط تفجيرات الرياض في مايو الماضي. ولوحظ ان الشريط قد اعد قبل عملية مجمع المحيا في الرياض التي وقعت في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وراح ضحيتها عدد من المواطنين العرب.

الى ذلك بث تنظيم "القاعدة" (الجناح العسكري كتائب أبوعلي الحارثي) في اليمن رسالة امس على موقع "المجاهدون"، أكد فيه على "استراتيجية التنظيم". والرسالة موجهة الى اهل الحل والعقد ورجال الحكومة والعلماء. وفي الرسالة تحذير شديد اللهجة الى الحكومة اليمنية. وجاءت الرسالة بعد ايام من اعتقال محمد حمدي الاهدل المعروف أيضا باسم أبو عاصم المكي الرجل الثاني في "القاعدة" باليمن.

ويعرف أبوعلي الحارثي بأنه قائد سالم سنيان، ويوصف بانه قائد عمليات تنظيم "القاعدة" في اليمن، وقتل الحارثي مع خمسة اخرين من زملائه في سيارة قصفتها طائرة استطلاع اميركية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية "سي. آي. ايه" بصاروخ العام الماضي. وتقول السلطات اليمنية ان الحارثي خطط للهجوم على المدمرة الاميركية "كول".

ووعد بيان "القاعدة" الحكومة اليمنية، كإثبات حسن نيةٍ وصدقٍ في التوجه، الحصول على مباركة بن لادن، لأي عملية مقبلة. وقالت: "انه أميرنا العام وقائدنا الأعلى واليه يرجع الأمر بشن العمليات النوعية أو وقفها؛ وبيده وحده دون سواه إمضاء الاتفاق أو الغاؤه". ويقول البيان الاصولي: "نحن جزء من التنظيم العالمي لـ"القاعدة"، نعمل في مرحلتنا هذه ضمن استراتيجيةٍ حقيقيةٍ وفعليةٍ ومتكاملة.. عمودها الفقري الذي ندور معه حيث دار؛ ان قدر هذه الأمة والذي لا مفر منه هو مواجهة عدوها "الحلف اليهودي الصليبي"، ومنازلته منازلةً حقيقيةً شاملةً وفاصلةً؛ وذلك بالجهاد".

واضاف البيان: "اننا نسير في طريق المواجهة الشاملة والصريحة ولابد؛ فبالأمس احتلوا أفغانستان، واليوم العراق، والآن يهددون سورية وإيران.. وها هي جحافلهم تتمركز حاليا في القرن الافريقي وسواحل اليمن".