رامسفيلد في بغداد بعد كركوك: نقل المسؤولية الأمنية إلى العراقيين هو الاتجاه الصحيح

الجنرال ريكاردو سانشيز: العمليات العسكرية النشطة ضد المقاتلين أدت إلى انخفاض الهجمات إلى أقل من النصف

TT

بدأ وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد زيارة الى العراق امس استهلها بتفقد مفاجئ لقواته في مدينة كركوك قبل ان يصل الى بغداد على متن طائرة شحن من طراز سي 17 تابعة لسلاح الجو وسط كوكبة من طائرات الهليكوبتر، حيث حطت في قاعدة للفرقة 82 المجوقلة جنوب بغداد.

قال رامسفيلد في بغداد انه يجب الاسراع ببرنامج تدريب ونشر قوات امن عراقية فيما تعمل واشنطن من اجل اعادة السيادة الى الشعب العراقي. واضاف انه يود الاسراع بتجنيد وتدريب ونشر عراقيين في مختلف افرع قوات الامن.

وقال للصحافيين «انني مقتنع بأن الاتجاه الذي حددناه من البداية هو الاتجاه الصحيح وهو الذي يتم تنفيذه بسرعة وسيتم انتقال (المسؤولية عن) الاحوال الامنية في البلاد بمرور الوقت الى قوات الامن العراقية بمختلف فروعها».

وقال اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الاميركية في العراق ان العمليات العسكرية الاميركية النشطة ضد المقاتلين ادت الى انخفاض عدد الهجمات الى 20 هجوما يوميا من 50 هجوما. غير ان رامسفيلد قال انه «من السابق لاوانه القول انه اتجاه».

وفيما كانت مدينة كركوك شمال العراق تشهد مواجهات متفرقة بين قوات التحالف وفلول النظام السابق واعتقالات واسعة شملت العديد من منفذي الهجمات اليومية التي تشن على القوات الاميركية والمنشآت الحيوية وكبار المسؤولين المتعاونين مع تلك القوات، وصل رامسفيلد صباح امس الى المدينة وسط اجراءات امنية مشددة لم تسبق لها مثيل من قبل واجواء ممطرة. واستقبله في المطار الميجر جنرال راي اوديرنو قائد الفرقة الرابعة مشاة وكان في جملة المستقبلين عدد من القادة العسكريين من الفرقة الرابعة والفرقة 127 المحمولة جوا والمسؤولين الاداريين في مجلس المحافظة التي تشمل العرب والاكراد والتركمان والاقليات الاخرى.

واجتمع رامسفيلد خلال زيارته الى كركوك التي استغرقت 3 ساعات، مع كبار القادة العسكريين الاميركيين وشرح لهم الاجندة الاميركية الجديدة للتعامل مع العراق من خلال الاسراع في نقل السلطة واعطاء صلاحيات واسعة لمجلس الحكم والتي تركز على اجراء الانتخابات واعلان الدستور ومشاركة جميع الاطراف والقوى السياسية في الحكومة القادمة.

وصرح عبد الرحمن مصطفى محافظ كركوك لـ«الشرق الاوسط» بأن زيارة رامسفيلد الى المدينة وسط الاصطدامات التي جرت في الاونة الاخيرة تأتي ضمن الاهتمام المتزايد من قبل الادارة الاميركية وضرورة ايجاد حلول سريعة للمعاناة التي تواجه العراقيين والسبل الكفيلة التي تؤدي الى اعادة الاستقرار. وقال ان رامسفيلد حمل توصيات الرئيس الاميركي جورج بوش وخطته العاجلة لانعاش الوضع الاقتصادي من خلال نقل السلطة وتوسيع مجلس الحكم. وذكر ان وزير الدفاع الاميركي استمع الى شرح مفصل من قبل الاجهزة الادارية حول متطلبات المدينة وكيفية العمل للاعمار وتوفير فرص العمل للعاطلين واقامة مشاريع ضخمة تؤدي الى جعل كركوك مدينة عراقية نموذجية للاخاء واعدا بمعالجة السلبيات والثغرات التي تواجه عملية البناء.

واوضح اوديرنو لرامسفيلد ان العمليات ضد القوات الاميركية تراجعت مشيرا الى انه «لم يعد هناك الا 22 حادثا يوميا». واشار الى ورود كم من المعلومات من عراقيين بشأن المسؤولين السابقين في النظام العراقي الذين يديرون العمليات ضد قوات الاحتلال. واضاف ان القوات الاميركية تعثر على 70 في المائة من العبوات المزروعة على الطرقات وان خمسة في المائة من الهجمات فقط تنجز.

وقال اوديرنو «اعتقد اننا احرزنا بعض التقدم الجيد الحقيقي هنا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية او نحو ذلك من حيث اعتقال بعض الشخصيات الرئيسية التي اعتقد انه سيكون لها تاثير على منطقة العمليات التابعة لي بأسرها».

وردا على احد الاسئلة من رامسفيلد قال اوديرنو انه لا يحتاج الى قوات اميركية اضافية مضيفا «بمرور الوقت سنستطيع بلا شك الاعتماد على عدد اقل من القوات» نظرا لزيادة عدد العراقيين الذين يجري تدريبهم للعمل في الوحدات الامنية. واضاف ان العمليات الاميركية النشطة الاخيرة التي استهدفت سحق المقاومة جعلت العراقيين يتقدمون بمعلومات استخبارية افضل. ويسعى البعض الى الحصول على وسائل اكثر سرية لنقل المعلومات نتيجة لعمليات الترويع المتزايدة من جانب المقاومين لسكان العراق المحليين.

وقال رامسفيلد وهو يتحدث عن محاولات تعقب اكثر الهاربين اهمية بمن فيهم صدام حسين «ان فرصنا في العثور بالمصادفة على احد اكثر الرجال اهمية هي صفر». وقال اوديرنو ان حدة هجمات رجال المقاومة في منطقته انخفضت الى الحد الذي اصبحت عنده الحدود الايرانية محكمة الى حد ما وان القوات التي تقودها الولايات المتحدة اصبحت قادرة على الحد من وقوع انفجار قنابل على جوانب الطرق بمعدل نجاح يصل الى خمسة في المائة من اعمال المقاومة.

وكان رامسفيلد قد تناول الافطار في وقت سابق مع الجنود في مطعم احدى القواعد الجوية على مائدة احاط بها الجنود وشجرة عيد الميلاد.

وكان من المنتظر ان يعقد رامسفيلد اجتماعات في وقت لاحق امس مع القادة العسكريين في بغداد ومع بول بريمر رئيس الادارة المدنية الاميركية بالعراق ومع رئيس مجلس الحكم العراقي.