أميركي من أصل سوري طرد من حفل لجمع التبرعات لبوش بعدما سألوه: هل اسمك محمد؟

TT

قال نادل اميركي من اصل سوري، عمل لمدة سبع سنوات في فندق «حياة ريجنسي» بمدينة بالتيمور، ان احد المديرين طلب منه مغادرة الفندق اول من امس قبل لقاء لجمع التبرعات للحملة الانتخابية للرئيس جورج بوش وبعد ان سأله سؤالا واحدا: «هل اسمك محمد؟».

وقال محمد فروان، وهو اميركي متجنس يبلغ من العمر 58 سنة، انه لم يبلغ باسباب استبعاده، لكنه يعتقد ان الامن الرئاسي او امن الفندق طلبوا منه المغادرة بسبب انتمائه العرقي او الديني. وقال فروان: «بغض النظر عمن فعل ذلك فانهم مدينون لي بالاعتذار. اعتقد انها تفرقة بسبب اسمي».

وقد جمع الرئيس بوش اكثر من مليون دولار لحملة اعادة انتخابه في الحفل الذي اقيم لاكثر من 550 شخصا في فندق «حياة ريجنسي». وقال فروان انه وصل الى الى العمل مرتديا بذلة على الساعة الثامنة و24 دقيقة صباحا قبل اربع ساعات من بدء الحفل. واضاف ان عاملاً في مكتب شؤون الموظفين فحص اسمه في قائمة رسمية، وبعد 15 دقيقة اخذه مدير الحفل في الفندق جانبا وسأله عن اسمه الاول. وقال محمد ان السؤال كان غريبا، لانه كان متأكداً من ان المدير يعرف اسمه. وتابع قائلاً: «قلت له ان اسمي محمد، فقال لي: آسف، لا يمكننا الاستفادة من خدماتك اليوم. يجب ان تغادر الى منزلك».

ونسبة لان معطفه كان في خزانته في المكان الذي به الامن الرئاسي، قال محمد ان مدير الفندق روبرت ستيل طلب من المسؤول عن الطعام اصطحابه ومراقبته وهو يغير ملابسه. وبالفعل كان في الشارع بعد دقائق.

ولم يرد ستيل على مكالمة هاتفية بهدف التعليق على الحادثة. كما قال اثنان يعملان في الفندق انه لا يوجد من يمكنه الرد على اسئلة تتعلق بالحادثة.

وقال جون غيل، المتحدث باسم الامن الرئاسي، انه غير مسؤول عن اعادة محمد الى منزله. واضاف انه «لست متأكدا من الجهة التي تتحمل المسؤولية. كل ما يمكنني قوله ان جهاز الامن الرئاسي لا علاقة له بالحادثة».

يشار الى ان محمد مولود في سورية وكان قد حصل على شهادة جامعية في الهندسة المدنية من جامعة دمشق، وهاجر الى اسبانيا عام 1989 ثم الى الولايات المتحدة بعدها بثلاث سنوات.

وبعد زواجه من مواطنة اميركية عام 1993، حصل على الجنسية الاميركية عام 1996، وهو نفس العام الذي بدأ فيه العمل بفندق «حياة ريجنسي». ويعيش محمد مع زوجته سوزان واربعة اطفال في دنداك بولاية ميريلاند.

وقال محمد انه يشك في ان ادارة الفندق قررت من تلقاء نفسها الاستغناء عن خدماته في ذلك اليوم. واضاف قائلاً: «اعتقد ان الامر لا يرجع الى الفندق لعدم وجود مثل هذه التفرقة فيه. ليس هناك شيء ضدي في الفندق. انا لا ادخن ولا أشرب الكحول، ولم ارتكب حتى مخالفة مرورية».

ومن جانبه، وصف المتحدث باسم اللجنة العربية ـ الاميركية لمناهضة التمييز حسين عبيش الحادثة بانها «سلوك معيب وتمييز واضح ضد شخص سجله الوظيفي نظيف». ورأى ان الحادثة وقعت فقط لان اسمه محمد. وقال ان الجنة طلبت من البيت الابيض والامن الرئاسي تفسيرا او اعتذارا. واضاف عبيش: «مثل هذه الاشياء غير متناسقة مع تصرفات الامن الرئاسي، هما يعني ان الفندق ربما تصرف من تلقاء نفسه. فروان لا يريد مقاضاة اي شخص. كل ما يريده هو الاعتذار، وهو يستحقه، سواء جاء من الفندق او من الامن الرئاسي او كليهما».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»