وزير الخارجية العراقي يعيد تعيين محمد المحميدي قائما بأعمال البعثة العراقية لدى الأمم المتحدة

الدبلوماسي العراقي المخضرم: الخارجية كانت بالنسبة لي كل شيء وأنا لا أجيد أي وظيفة خارجها

TT

اصدر هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي قرارا أُرخ في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي يقضي باعادة تعيين الدبلوماسي العراقي محمد المحميدي في البعثة العراقية لدى الأمم المتحدة.

والمحميدي دبلوماسي مخضرم التحق بوزارة الخارجية منذ اواسط السبعينات من القرن الماضي وكان حتى صيف عام 2001 الشخص الثاني في البعثة العراقية عندما كان السفير محمد الدوري المندوب الدائم لوفد حكومة الرئيس السابق صدام حسين. وفي يونيو (حزيران) من ذلك العام قرر محمد المحميدي القائم بالأعمال الانشقاق مع زميله فلاح مطرود الربيعي عن النظام العراقي السابق وطلب المحميدي اللجوء السياسي لدى الولايات المتحدة.

وكان المحميدي قد شوهد في اجتماع رسمي لمجلس الأمن عن برنامج النفط مقابل الغذاء القى فيه وكيل وزير الخارجية السابق رياض القيسي بيانا استغرق اكثر من ساعتين. وعقب ذلك الاجتماع التاريخي انشق المحميدي مع زميله الربيعي طالبا اللجوء السياسي لدى الولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي اختفت فيه اخبار زميله فلاح مطرود الربيعي، اختار محمد المحميدي الاقامة في ولاية نيوجرسي قريبا من ولاية نيويورك ومارس بعض النشاط الصحافي حيث كتب سلسلة من المقالات لدى صحيفة «الزمان» اللندنية.

ومع سقوط نظام صدام حسين تردد اكثر من مرة على البعثة العراقية لزيارة بعض زملائه القدامى وشوهد لدى الامم المتحدة مع وصول أول وفد عراقي عن مجلس الحكم. ويؤكد الدبلوماسي محمد المحميدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» انه قرر العودة الى وزارة الخارجية بعد اطاحة نظام صدام حسين وقدم اول طلب له يوم 11 مارس (آذار) الماضي.

وقد اجتمع مع وزير الخارجية هوشيار زيباري في نيويورك اثناء مشاركة وفد مجلس الحكم في اعمال الدورة الثامنة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ومحمد المحميدي هو من الدبلوماسيين المخضرمين في وزارة الخارجية ويؤكد أنه قد انفصل عن حزب البعث منذ عام 1975. وقد ولد المحميدي الذي سيكون القائم بأعمال البعثة العراقية ابتداء من غد في العراق عام 1945 .

وقد كان في الوفد العراقي لدى المنظمة الدولية مرتين; الأولى كانت ما بين عامي 97 وحتى عام 99 والمرة الثانية كانت في عام 2000 وحتى انشقاقه عن النظام في صيف عام 2001. وقد عمل في السنغال وفي نيجيريا وفي اوغندا وماليزيا وفي تشيكوسلوفاكيا. وهو خريج جامعة دمشق ـ قسم الأدب العربي وحاصل على شهادة الماجستير في الأدب العربي من جامعة السربون في باريس.

وعندما قرر طلب اللجوء السياسي لدى الولايات المتحدة أثيرت حوله الكثير من الروايات حول دوافع انشقاقه عن نظام صدام حسين المخلوع. وقد نفى المحميدي ان سبب طلب اللجوء السياسي هو مرض زوجته المصابة بمرض القلب، وقال «إني وجدت الفرصة ملائمة للتخلص من النظام السابق». ويمضي في القول «اقتنعت كليا بأنه قد صار من الصعب المواصلة في خدمة ذلك النظام».

وعن عودته الى وزارة الخارجية العراقية يقول «إن الوزارة كانت بالنسبة لي كل شيء وأنا لا اجيد اي وظيفة خارجها وقد وجدت الظروف الآن ملائمة لذا قررت العودة اليها مرة ثانية».