البنتاغون ردا على استفسار من الكونغرس: بيرل أجرى اتصالات مع رجلي أعمال سعوديين لكنه لم يخرق قانون حسن السلوك

TT

برأ المفتش العام في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في الآونة الاخيرة ريتشارد بيرل، المستشار السابق في البنتاغون، من استخدام نفوذه بهدف الحصول على استثمارات في السعودية لشركات يرتبط بها.

وكانت مجلة «نيويوركر» الاميركية قد افادت قبل ثمانية اشهر ان بيرل اجتمع مع رجلي الاعمال السعوديين عدنان خاشقجي وحرب الزهير في الثالث من يناير (كانون الثاني) 2003 في مارسيليا بفرنسا بهدف الحصول على مشاريع استثماراتية لشركة «تريريم» الاميركية المتخصصة في المعدات العسكرية والامنية والتي يعمل بيرل لصالحها. وكان يعتقد ان نشاطات الشركة ستزادد بسبب الحرب الاميركية ضد الارهاب.

وقالت المجلة حينها ان موقف بيرل كان غامضاً لأن الرجل معروف «بعدائه للسعودية وبانتقاده للخبراء والمستشارين الاميركيين الذين يعملون مع السعوديين»، لكنه رغم ذلك عقد اللقاء مع رجلي الاعمال «طمعا في كسب عقود عسكرية وامنية بين السعوديين وشركة تريريم».

وقد اثار ذلك التقرير ضجة كبيرة في الولايات المتحدة وخصوصاً في الكونغرس، بسبب ما تردد عن استغلال بيرل لمنصبه كرئيس لمجلس سياسات الدفاع الاستشاري التابع للبنتاغون في الترويج للصفقات المزعومة. وقد طلب جون كونيارز، عضو اللجنة العسكرية التابعة لمجلس النواب، من المفتش العام في البنتاغون جوزيف شمتز التحقيق حول احتمال استغلال بيرل لنفوذه. والاسبوع الماضي، اصدر المفتش العام تقريرا قال ان التحقيقات اثبتت بان بيرل لم يستغل نفوذه. لكن المفتش العام قال ان قانون استغلال النفوذ اكثر تشددا على موظفي الحكومة المتفرغين منه على الموظفين المتعاونين مثل بيرل.

وقال المفتش العام للنائب كونيارز «اننا اكملنا تحقيقاتنا ولم نعثر على ما يثبت سوء تصرف» من بيرل. اضاف ان «قانون حسن السلوك يفرق بين الموظف المتفرغ (في الحكومة) والموظف المتعاون» مثل بيرل. واضاف: «اننا في التحقيق عثرنا على ما يؤكد بان بيرل قدم خدمات لجهات خارج البنتاغون وانه طلب مكافآت مالية مقابل ذلك». واضاف ان «التحقيق اثبت، ان بيرل قابل رجلي اعمال سعوديين خلال غداء في مارسيليا، لكننا قررنا أن نقاشه خلال المقابلة لم يشر الى شركة تريريم».

وقال المفتش العام: «جزء من تحقيقنا تمثل في اجراء مقابلات مع بعض اعضاء مجلس (سياسات الدفاع) وموظفين في البنتاغون ووزارة الخارجية وبعض الشركات. وعن طريق محامي بيرل، تسلمنا اقرارا قضائيا من واحد من رجلي الاعمال السعوديين الذين قابلهما بيرل، وتسملنا ايضا تسجيلا لاتصال هاتفي بين محامي بيرل ورجل الاعمال السعودي الثاني، وتسملنا كذلك معلومات عن شركة «غلوبال كروسنغ» واتصالاتها مع بيرل».

وخلص المفتش العام الى القول: «خلال التحقيق، وصلتنا رسالة الكترونية تقول ان: «بيرل ثري حرب وغير نزيه وقبل رشاوى واستخدم نفوذه في البنتاغون وهو شريك في عمليات فساد، وقد حققنا في هذه الاتهامات، ولم نعثر على ما يثبت صحتها».