إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية احتجاجا على «مبادرة جنيف» ودعوات قضائية ضد موقعيها

TT

تشهد الاراضي الفلسطينية اليوم اضراباً شاملا تلبية لدعوة من كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة «فتح»، للتعبيرعن رفض «مبادرة جنيف» حيث شبهت كتائب الاقصى القائمين عليها بـ«الوزير العلقمي الذي سلم بغداد للمغول». ودعت الكتائب في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه الى مقاطعة وملاحقة ومحاسبة كل الأطراف الفلسطينية التي شاركت في «مبادرة جنيف» سواء في الحوار أو الصياغة أو التوقيع أو الترويج لها. في غضون ذلك قلل وزير شؤون الاسرى في السلطة الفلسطينية هشام عبد الرازق، من اهمية ردود الفعل الجماهيرية الغاضبة على «مبادرة جنيف» التي اطلقت في جنيف في الاسبوع الماضي. وقال عبد الرازق، وهو احد الذين شاركوا في التوصل الى المبادرة لـ«الشرق الأوسط» انه في حال تم التوصل لاتفاق رسمي بين الجانبين الاسرائيلي يشمل الافكار التي تضمنتها الوثيقة فسيحظى هذا الاتفاق بتأييد شعبي واسع في أي استفتاء يجري في اوساط الفلسطينيين.

وحذر عبد الرازق من مغبة استنتاج ان اغلبية الفلسطينيين تعارض افكار الوثيقة مشددا على ان الزعم بأن الاغلبية تعارضها يفتقد الى اي اساس موضوعي. وقال ان معظم الفصائل الفلسطينية تؤيد من حيث المبدأ الحل السياسي للصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني.

وحول اعتداءات متظاهرين غاضبين في قطاع غزة على بعض من شاركوا في التوصل للمبادرة او الذين حضروا حفل اطلاقها لدى عودتهم، قال عبد الرازق ان هذا طبيعي تماما بسبب حالة الفوضى السائدة في مناطق السلطة الفلسطينية.

واكد ان الحوار الوطني المتواصل في القاهرة سيؤدي الى رؤية فلسطينية تعتمد على التوصل لتسوية سياسية للصراع. ونفى عبد الرازق ان تكون مهمة الفلسطينيين الذين شاركوا في التوقيع على الاتفاق تسويق الوثيقة جماهيريا، مشددا على ان تسويقها يأتي فقط بعد ان تتحول الى اتفاق رسمي.

الى ذلك وصفت كتائب شهداء الاقصى في بيانها الموقعين بانهم عملاء يشبهون جماعة «روابط القرى»، وهي جماعة فلسطينية ابدت استعدادها علنا للتعاطي مع الاحتلال في اواسط الثمانينات من القرن الماضي.

وهاجم البيان بشدة الموقعين على الاتفاق لتنازلهم عن حق العودة وتفريطهم في وحدة الشعب الفلسطيني. وقال البيان: «أية عقلية جهنمية تلك التي صاغت «وثيقة جنيف» الخيانية؟ وأي شياطين أولئك الذين أعلنوها باسمنا؟ ومن خولهم بذلك». واعلنت الكتائب عن اضراب شامل «اليوم الاحد تأكيداً على الرفض الشعبي للوثيقة الخيانية»، على حد تعبير البيان.

من ناحية تعتزم منظمات شعبية فلسطينية تقديم دعاوى قضائية ضد الموقعين على «وثيقة جنيف» امام المحاكم الفلسطينية.

واعلنت اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة انها بصدد اعداد الدعاوى القانونية تنازل الموقعين على الوثيقة من الجانب الفلسطيني عن حق العودة للاجئين من دون تفويض من احد. وقال حسن جبريل رئيس اللجان الشعبية في المخيمات الوسطى في قطاع غزة انه وزملاءه يعكفون على اعداد الدعاوى القضائية ضد كل المسؤولين الفلسطينيين الذين شاركوا في التوقيع على الوثيقة. واعتبر جبريل الوثيقة اكثر خطرا من وعد بلفور الذي تم التوصل اليه بجهود فلسطينية، على حد قوله.