شاحاك: واشنطن قررت فتح خط اتصال مع مبادري جنيف و7 مسؤولين في إدارات أميركية سابقة يؤيدون المبادرة

TT

اختتم الوفد المشترك من واضعي «مبادرة جنيف» غير الرسمية لانهاء الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي, امس زيارتهم الى الولايات المتحدة للترويج لمبادرتهم، بعد سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين الاميركيين في مقدمتهم وزير الخارجية كولن باول وعدد من زعماء الجاليتين اليهودية والعربية اضافة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان. ويعود اعضاء الوفد اليوم الى الاراضي الفلسطينية واسرائيل لمواجهة التحدي الحقيقي المتمثل برفض قطاعات كبيرة من الطرفين لهذه المبادرة, وسط احتجاجات واضرابات.

ويضم الوفد المشترك الذي وصل الى واشنطن يوم الاربعاء الماضي قادما من جنيف، من الفلسطينيين ياسر عبد ربه وزير الاعلام الاسبق ونبيل قسيس وزير التخطيط الحالي وزهير مناصرة محافظ بيت لحم رئيس الأمن الوقائي الاسبق في الضفة الغربية وسميح العبد وكيل وزارة الخارجية. ومن الاسرائيليين شارك في الوفد الى جانب يوسي بيلين وزير القضاء الاسبق الجنرال امنون شاحاك رئيس الاركان الاسبق ونيحاما رونين وشاؤول اريئيلي.

وحظي مبادرو جنيف بدعم من حيث لا يدرون. وتمثل هذا الدعم برسالة مفتوحة نشرها سبعة وزراء مهمين في ادارات اميركية سابقة جمهورية وديمقراطية تعود الى 40 عاما خلت، يدعمون فيها المبادرة. وجاء في الرسالة «نحن نعتقد ان افضل طريقة للتقدم هي معالجة كافة المبادئ الرئيسية لحل منصف ودائم في بداية العملية وليس في نهايتها. ان تأجيل النتائج النهائية يجعل من أي تقدم رهينة في يد المتطرفين من الجانبين».

ومن بين الموقعين على الرسالة وارن كريستوفر وزير الخارجية في ادارة بيل كلينتون من عام 1993 وحتى 1997 وروبرت ماكنمارا وزير الدفاع من عام 1961 الى 1968 في ادارة الرئيسين جون كنيدي وليندون جونسون، اضافة الى اربعة من مستشاري الامن القومي ووزير دفاع آخر.

وجاء في الرسالة انه «يجب وضع عملية تكون تعبيرا عمليا وسياسيا للرغبة الخالصة للغالبية من الطرفين لانهاء هذا النزاع بشكل نهائي». وقالت الرسالة ان «مبادرة جنيف» ومبادرة «صوت الشعب» التي صاغها الاسرائيلي عامي ايالون والفلسطيني سري نسيبة «تعكسان الرأي العام وتساعدان على اعطاء زخم جديد». واضافت الرسالة ان المبادرتين «ترسلان مؤشرا قويا على ان هناك بديلا للوضع الحالي. ويمكن لهما ان تحولا الديناميكيات السياسية الداخلية لدى الطرفين».

والتقى الوفد المشترك برئاسة عبد ربه وبيليِن بباول وعدد من مسؤولي الخارجية منهم اليوت أفرامز مستشار الرئيس بوش لشؤون الشرق الأوسط، ووليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية وديفيد ساترفيلد، نائب مساعد وزير الخارجية. واستغرق الاجتماع 40 دقيقة.

وقال شاحاك «ان وزارة الخارجية ستبقى على اتصال بواضعي المبادرة لانه يريدون معرفة المزيد عنها، ليس فقط بالنسبة للوثيقة بل ايضا بالنسبة لما فعلناه» لكن الوزارة لم تحدد شخصا بحد ذاته للمتابعة. واضاف «قررنا مواصلة الاتصال». واعتبر شاحاك الاجتماع الذي كان طويلا انه كان اجتماعا جيدا للغاية وتعليميا للجميع.

وذكر ان باول أوضح لهم أنه لا يوجد تناقض من وجهة نظر الإدارة الأميركية بين «تفاهمات جنيف» وخطة «خريطة الطريق»، وأن «الجدول الزمني المتعلق بإقامة دولة فلسطينية عام 2005 لم يتغير، وفقا لـ«خريطة الطريق».

وقال شاحاك «إن الأميركيين يفهمون أننا بصدد تحوّل جدّيّ في الأجواء، وأن هذه الأجواء تؤثر حتى على محادثات القاهرة». وتابع القول «أوضحنا لباول أنه لا يوجد تناقض بين «تفاهمات جنيف» و«خريطة الطريق»، وأن «وثيقة جنيف» أدّت إلى خلق أجواء إيجابية».

من جانبه قال بيلين بعد الاجتماع «أوضحنا لوزير الخارجية الأميركي أن مبادرة جنيف تتماشى مع «خريطة الطريق» في مرحلتها الثالثة. واضاف «لقد قررنا الاستمرار في اتصالاتنا مع الإدارة الأميركية لبحث أفكار مستقبلية بشكل أكثر تفصيلا».

اما عبد ربه فقال «خرجنا من الاجتماع متفائلين من كلام وزير الخارجية الأميركي، كما كنا متفائلين بعد اجتماعنا بالرئيس الأميركي، جورج بوش، الذي وصف الاتفاق بأنه ناجع». وأضاف عبد ربه أن 40 في المائة على الأقل من الفلسطينيين والإسرائيليين، يؤيدون الاتفاق، وأنه مصمم، هو وبيليِن، على الاستمرار في محاولاتهما لإقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بتأييد الاتفاق. والتقى اعضاء الوفد في وقت لاحق في نيويورك أنان وزعماء في الجالية واليهودية، وبحثوا معه« مبادرة جنيف». وأثنى أنان في نهاية اللقاء على المبادرة، واصفـًا إياها بأنها «إيجابية وتستحق المديح». وقال أنان إن الاتفاق يتماشى و«خريطة الطريق» وينسجم معها. لكنه أضاف أن «اتفاق جنيف» لا يشكل بديلاً للمفاوضات بين الحكومتين «الإسرائيلية والفلسطينية».

وعن لقاء الوفد بزعماء الجالية اليهودية قال شاحاك «ان الاجتماع لم يقتصر على زعماء اليهود في نيويورك بل شمل ايضا زعماء في الجالية العربية هناك. واعتقد «اننا اجرينا نقاشات مفيدة. وخرجت في انطباع انهم يؤيدون المبادرة».