بعد حملة يهودية.. مكتبة الإسكندرية تسحب كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون» من خزانة العرض

TT

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ اعادة افتتاحها العام الماضي، أعلنت أمس مكتبة الاسكندرية سحب الكتاب الخاص ببروتوكولات حكماء صهيون وعدم عرضه مجددا في خزانة (فاترينة) العرض المخصصة للكتب الغريبة والنادرة. وقالت ادارة الاعلام في المكتبة انه تم سحب الكتاب «باعتبار ان عرضه يمثل اختيارا غير صائب ويفتقر للذوق العام». وعلمت «الشرق الأوسط» ان القرار المفاجئ يتعلق بمنع عرض خمسة كتب ألفها باحثون ومؤلفون مصريون تتناول في مجملها ترجمة عربية لنص الكتاب الذي قدم له في احدى النسخ المفكر والكاتب المصري الراحل عباس محمود العقاد. وعلى الرغم من قرار المنع الا ان الكتب ظلت معروضة عبر مقر المكتبة على شبكة الانترنت. وابلغ أيمن الأمير المسؤول الاعلامي بالمكتبة «الشرق الأوسط»، انه سيتم ازاحة هذه الكتب أيضا من الموقع الالكتروني.

وطبقا لبيان صحافي أصدرته المكتبة أمس فان التحقيق المبدئي الذي أجرته المكتبة كشف ان الكتاب عرض لفترة قصيرة في احدى الخزانات (الفترينات) الخاصة للعرض الدوري لبعض نوادر الكتب وغرائب المقتنيات لدى المكتبة. وجاء في البيان ما نصه: «نؤكد أن الكتاب لم يعرض بجوار التوراة كما لم يذكر مطلقا بأنه أحد الكتب المقدسة أو أساس الدستور اليهودي»، واشار البيان الى ان الكتاب معروف عنه انه ظهر في القرن التاسع عشر لكي يذكي روح العداء ضد اليهود وبدا ان القرار المفاجئ الذي اتخذته ادارة المكتبة يأتي استجابة لطلب رسمي تقدمت به منظمة اليونسكو المعنية بالثقافة الدولية والتابعة للأمم المتحدة، اثر حملة تحريضية واسعة النطاق قامت بها جمعيات اللوبي الصهيوني المنتشرة في الولايات المتحدة.

وفي محاولة لاحتواء الموقف قال بيان مكتبة الاسكندرية «انه يجري حاليا تحقيق اداري داخلي للنظر فيما اذا كان ثمة اجراءات أخرى يجب اتخاذها، معتبرا ان مكتبة الاسكندرية تلتزم بحزم بدورها كمركز للمعرفة وساحة لتنمية روح التسامح والحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات والحضارات». وأضاف «يشرف المكتبة ان تتعاون مع الشركاء الدوليين الموثقين في اعلاء ونشر هذه القيم العالمية السامية». ويقول اليهود «ان الكتاب تم تأليفه من قبل جهاز البوليس السري الروسي في عهد القيصر نيقولاس الثاني لالقاء اللوم والتبعية على اليهود فيما يتعلق بالأحداث الدامية التي عاشتها روسيا في نهاية القرن التاسع عشر.