تفجير القطار قرب الشيشان يخيم على أجواء الانتخابات البرلمانية الروسية

TT

شددت روسيا امس اجراءات الأمن في مراكز الاقتراع ومحطات القطارات والاسواق عشية انتخابات تخيم عليها آثار انفجار في قطار قرب الشيشان اودى بحياة 42 شخصا.

يأتي ذلك في الوقت الذي نقلت فيه وكالة «ايتار تاس» الروسية للانباء عن مصادر الشرطة قولها، انه عثر على جهاز تفجير وتم تدميره في وقت مبكر من صباح امس بمحطة قوقازسكايا الحديدية في جنوب روسيا. ويتوجه حوالي 110 ملايين روسي اليوم الى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس الدوما، وسط اجواء تنبئ بفوز اكيد لحزب «ادينايا روسيا» الموالي للكرملين تعكرت.

وتتمثل المنافسة الوحيدة الحقيقية في انتخابات مجلس النواب الروسي في حزبين يدافعان عن قيم ليبرالية هما «اتحاد قوى اليمين» و«ايابلوكو» اللذان قد لا ينجحان في تخطي عتبة الـ5% من الاصوات، الامر الذي سيعني بالتالي خروجهما من البرلمان. وفي حال حصول هذا الامر، ستختفي كل معارضة للسلطة من الساحة البرلمانية. وفي حال تمكن الحزب الجديد اليساري «رودينا» ـ الوطن ـ من الدخول الى المجلس، فمن المرجح ان يخلق ذلك مشاكل لخصومه الشيوعيين اكثر مما يشكل معارضة للكرملين.

وقد فقدت الانتخابات التشريعية في الجمهورية الروسية بريقها حيث ينحصر دور البرلمان اكثر فاكثر في تبني المبادرات الرئاسية والحكومية. ويفترض ان يتم انتخاب 450 نائبا، نصفهم بالاقتراع النسبي والنصف الآخر بالانتخاب الاكثري في دورة واحدة.

وتساهم الشعبية التي يتمتع بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات الرئاسية، في ضمان النجاح لحزب «ادينايا روسيا» الذي اتخذ شعارا له «معا مع الرئيس». وتشير استطلاعات الرأي الى ان نسبة شعبية بوتين تصل الى 80%، الامر الذي يضمن له فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية. وواجه الحزب الشيوعي الروسي خلال الاشهر الاخيرة اكثر الحملات شراسة استهدفت تشويه صورته وأهدافه، فانهالت الاتهامات الشخصية لزعيمه جينادي زيوجانوف الذي انتقدوا اختياره لعدد من كبار الرأسماليين ضمن قائمته الحزبية سعيا وراء مصادر تمويل الحزب وحملته الانتخابية. ورغم كل هذه الحملة يظل الحزب الشيوعي الذي يعتبر اكبر الاحزاب الروسية تعدادا واكثرها تنظيما صاحب الفرصة الاوفر للحصول على المرتبة الثانية في قائمة الفائزين في انتخابات الدوما وان صار من المحتمل ان تتراجع نسبته التقليدية من 20 ـ 25% الى 14 ـ 16 حسب آخر استطلاعات للرأي. ويجمع المراقبون على انه ورغم النتيجة المعروفة سلفا لهذه الانتخابات فانها تظل مؤشرا بالغ الاهمية يحدد الكثير من ملامح الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تقرر اجراؤها في الرابع عشر من مارس (آذار) المقبل. وقد افادت اخر حصيلة اعلنتها سلطات طبية محلية صباح امس ان الاعتداء بالمتفجرات على القطار في جنوب غربي روسيا بالقرب من الشيشان ارتفع الى 42 قتيلا. وقال متحدث باسم هذه السلطات لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي ان الاعتداء «اوقع 42 قتيلا واكثر من 170 جريحا نقلوا الى المستشفيات، بينهم 21 في حال خطرة». واشار وزير العدل يوري تشايكا امس الاول باصابع الاتهام الى الانفصاليين الشيشان الذين نفوا تورطهم في الهجوم.