رئيس الادارة المدنية: لا مكان لميليشيات الأحزاب في العراق الجديد

TT

بدد بول بريمر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق مساء اول من امس التكهنات التي اشارت الى عزم قوات التحالف على انشاء ميليشيات حزبية عراقية لمواجهة الهجمات التي تستهدفها في العراق، وقال انه لا مكان لميليشيات الاحزاب في العراق الجديد. واكد من جانب آخر، ثقته في ان قوات التحالف ستبقى في العراق بعد نقل السلطة الى العراقيين قبل نهاية عام .2005 وقال بريمر لشبكة التلفزيون العراقي «العراقية» التي تديرها قوات التحالف في برنامج حوار مع الصحافة بث مساء اول من امس «انني قلت وبطريقة ثابتة منذ مجيئي الى هنا انه لا مكان لميليشيات في العراق الجديد الذي لديه آليات الدفاع عن نفسه». وأضاف ان «الميليشيات بتعريفنا هي ليست منظمات وطنية، فالمنظمات الوطنية التي وعدنا ببنائها هي الجيش العراقي الجديد وقوات الشرطة العراقية الجديدة وقوات الدفاع المدني». وقال «هذه منظمات وطنية وطريقة تنظيمها تعكس هويتها الوطنية». واكد ان «الاحزاب والمنظمات الاخرى التي لديها ميليشيات كنا قد رحبنا بعلاقتها مع السلطة الوطنية ولكن لا يمكنهم ان يستمروا كميليشيات». وخلص بريمر الى القول ان وجود «الميليشيات بكل بساطة لا يتماشى مع عملية اعادة بناء عراق مستقل له جيشه وشرطته».

وكان مسؤولون اميركيون وعراقيون اشاروا في وقت سابق الى قرب انشاء كتيبة خاصة لمكافحة الارهاب مكونة من 750 الى 850 مقاتلا ستتعاون مع جنود القوات الاميركية الخاصة تحت اوامر قيادة مركزية على ان تنتشر في مرحلة اولى حول بغداد. واضافة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني كان من المتوقع ان تتشكل هذه القوة من الاتحاد الوطني الكردستاني والمؤتمر الوطني العراقي وحركة الوفاق الوطني وفيلق بدر التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية. وفي حال كان المقترح قد تم عرضه رسميا، فمن الواضح ان بريمر استخدم حقه في الفيتو على هذا المقترح. ولم تتوفر تأكيدات من جانب مجلس الحكم العراقي الى المدى الذي ذهبت اليه الفكرة، او ما اذا كانت قد طرحت بالفعل على جدول اعمال اي من اجتماعاته. وفيما يتعلق بمدة بقاء قوات التحالف، قال بريمر «اننا اخبرنا مجلس الحكم بأننا ننوي توقيع اتفاقيات تسمح لقوات التحالف بالاستمرار في مساعدة العراق في الدفاع عن نفسه وفي الدفاع ضد عناصر النظام السابق بعد الاول من يوليو (تموز) المقبل» موعد نقل السلطة الى العراقيين. واضاف ان «هذه المفاوضات سنشرع بها السنة المقبلة». واوضح انه «اذا نظرنا الى استطلاعات الرأي التي نشرت في العراق فإننا نجد ان هناك رسالة واضحة جدا، فأغلبية من 95 في المائة من الشعب العراقي يرحبون بتحرير العراق من طغيان صدام وان نسبة عالية من الشعب العراقي ما زالت ترحب بقوات التحالف ومساعدتها في استقرار الاوضاع في العراق بسبب الخطر الذي يشكله بعض عناصر النظام السابق». وقال بريمر الذي كان يرد على اسئلة يطرحها صحافيان عراقيان يجلسان معه حول طاولة دائرية بيضاء «من وجهة نظري فإن الحكومة العراقية ومجلس الحكم واخيرا الحكومة الانتقالية سيرغبون في مساعدة التحالف في شهر يوليو لان قوات الامن العراقية لن تكون جاهزة في ذلك الوقت وانا متأكد ان هذا ما سوف يحدث». واكد ان «الحكومة الانتقالية والتحالف سيتوصلان الى اتفاقيات تقوم بموجبها الحكومة الانتقالية بدعوة التحالف لمساعدة الشعب العراقي في متابعة معركته ضد الاشخاص المعادين للحكومة وضد الارهابيين الدوليين وسنتوصل الى هذا الاتفاق قبل نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل وسيظل ساري المفعول طالما هناك رغبة من الحكومة العراقية بوجود قوات التحالف هنا». واعتبر ان «محاربة الارهابيين امر مهم جدا لكون العراق اصبح جبهة مهمة في الحرب الشاملة ضد الارهاب، فالعديد من الارهابيين جاءوا الى العراق الان واننا نحاول تحسين السيطرة الامنية على حدود العراق منعا لعمليات التسلل ونستعمل شرطة الحدود العراقية لتلك الغاية»، مشيرا الى ان «محاربة الارهاب يعد الاولوية بالنسبة لقوات التحالف ولقوات الشرطة العراقية». وكانت قوات التحالف قد وقعت مع مجلس الحكم الانتقالي في العراق في الخامس عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاقا ينص على «نقل السيادة الى حكومة عراقية انتقالية» في نهاية يونيو 2004 و«عملية دستورية تؤدي الى تشكيل حكومة عراقية منتخبة ديمقراطيا ومعترف بها على المستوى الدولي». وبحسب الروزنامة التي اعلنها مجلس الحكم الانتقالي العراقي، فان تشكيل مثل هذه الحكومة العراقية المنتخبة متوقع في نهاية 2005 مع الموافقة على دستور جديد في الوقت نفسه.