رامسفيلد حصل على تقييم متفائل بشأن مسار الأوضاع الأمنية في العراق

الجيش الأميركي صنف أربع فرق بأنها غير مستعدة تماما للقتال لفترة تصل إلى 180 يوما العام المقبل

TT

حصل دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي الذي اختتم زيارة مفاجئة للعراق على تقييم متفائل من كبار ضباطه بشأن المسار الذي تتخذه الاوضاع الامنية في العراق، وذلك على الرغم من بعض التحفظات التي اعرب بعض المسؤولين العسكريين الذين لا يريدون تقديم انطباع حاسم في شأن صورة يمكن ان تتغير باستمرار.

وبينما اكد المسؤولون العسكريون الاميركيون في منطقة كركوك تراجع عدد العمليات اليومية التي تواجهها القوات الاميركية الى اقل من النصف، قال قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز في مؤتمر صحافي امس: ان حدة العنف يمكن ان تزداد في العراق في الاشهر المقبلة. واضاف ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول المدة الزمنية للهجمات وكثافتها، انه يتوقع ان تزداد حدتها وان تتوسع في اهدافها في الاشهر المقبلة. واوضح «بالنسبة للمدة الزمنية (...) نتوقع زيادة حدة العنف كلما اقتربنا من نقل السيادة (للعراقيين) في اواخر يونيو (حزيران) المقبل».

وفيما يتعلق بمدى استعداد فرق الجيش الاميركي على مواصلة عملياتها في العراق، وهو الأمر الذي احتل الجانب الاهم من مباحثات رامسفيلد مع كبار ضباطه في العراق، قال وزير الدفاع الاميركي: ان التصنيف الوشيك للعديد من فرق الجيش الاميركي بأنها غير مستعدة تماما للقتال من جراء طول مدة الخدمة العسكرية في الخارج، قد يكون مجرد مشكلة في التفسير.

واعترف الجيش الاميركي الذي يشعر بضغط مع انتشار جنوده في العراق وأفغانستان وأماكن اخرى، بأن أربع فرق مؤلفة من 100 الف جندي، سيجري تصنيفها على أنها غير مستعدة تماما للقتال لفترة تصل الى 180 يوما العام المقبل. وهذه الفرق هي الفرقة 82 المحمولة جوا والفرقة 101 المحمولة جوا والفرقة المدرعة الاولى والفرقة الرابعة مشاة والتي من المقرر ان تعود الى بلادها في الربيع المقبل بعد الخدمة في العراق. وقال الجيش الاميركي ان هذه الفرق بحاجة الى معدات، كما ان بعض طائراتها ودباباتها بحاجة الى اصلاح ويحتاج الجنود الى الراحة واعادة التدريب.

وقال رامسفيلد للصحافيين اثناء عودته من رحلة للعراق انه قام باملاء رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال بيت شوميكر مذكرة تفيد بضرورة اجتماعه مع رامسفيلد «لمناقشة الامر». ويرفض رامسفيلد الذي يسعى لتشكيل قوة دفاعية أنشط، مطالب بعض المنتقدين بزيادة عدد جنود الجيش للوفاء بالتزامات الولايات المتحدة العسكرية.

وأجاب رامسفيلد ردا على سؤال عن الخطر الذي يمكن ان يمثله عدم استعداد الجنود قتاليا بشكل كامل على أمن الولايات المتحدة قائلا «اعرف انني لا أعرف الاجابة».

وقال الجيش ان الفرق المعنية سيجرى تصنيفهما اما على درجة «سي 3» او «سي 4» وهما أقل درجتين للاستعداد لمدة تتراوح بين 120 و180 يوما بعد عودتها من العراق. وتمثل درجة «سي 3» الفرق القادرة فقط على القيام ببعض المهام القتالية، اما درجة «سي 4» فتمثل الفرق التي تكون بحاجة الى مزيد من الجنود او التدريب او المعدات لخوض حرب اقليمية كبيرة.

وقال رامسفيلد «سأجتمع مع بيت وأراجع الامر. ولكن اذا عادت وحدة الى الوطن بعد ان أمضت عاما او اقل من ذلك فمن المؤكد ان معداتها ستكون بحاجة الى صيانة، كما ستكون هناك حاجة لتغيير بعضها وهذا يؤثر على درجة الاستعداد. ولكن هل يعني هذا انهم غير مستعدين.. هل هذا يعني انهم غير قادرين».

وأشار رامسفيلد الى ان درجات الاستعداد التي يستخدمها الجيش غير مناسبة اثناء الحرب. مضيفا «أعتقد انه يجب ان ننظر الى الامور بشكل مختلف.. نحن بحاجة الى ان نسأل أنفسنا هذه الاسئلة والتحقيق والحث على فهم ما يمكننا بحق القيام به، ومدى تأقلمنا مع المعايير التي تطبق خلال فترة طويلة من السلام مقابل تلك التي تطبق خلال الصراع والقتال والحرب».

وقال ايضا إن مخططي وزارة الدفاع (البنتاغون) فحصوا كل الاحتمالات وتبين لهم «اننا قادرون اليوم على الوفاء بكل خططنا الطارئة».

* خدمة «واشنطن بوست»، (خاص بـ«الشرق الأوسط»)