أحد المطلوبين الـ26 يزعم في رسالة لوالده بأنه ذاهب للعراق

TT

تداولت أوساط مقربة من أسرة أحد العناصر الـ26 المطلوبة أمنياً في السعودية رسالة خطية وصلت إلى والده وتزعم أنها كتبت بواسطة ابنه المطلوب أحمد عبد الرحمن صقر الفضلي.

ونما إلى علم «الشرق الأوسط» أن والد الفضلي وجد فجر أمس أمام منزله في حي الشرائع في مكة المكرمة، بعد ساعات من إعلان القائمة، رسالة خطية من ابنه، يزعم فيها أنه قرر التوجه إلى العراق لـ«الجهاد»، غير أن مصادر مطلعة رجحت أن يكون إدعاء العنصر المطلوب للدولة «غير سليم، وجاء من باب تضليل الأمن وسعي لإيقاف ملاحقته».

وأشارت المصادر إلى أن ما يعزز الأخذ بعدم سلامة مضمون الرسالة، هو في كونها قد جاءت بعد ساعات من صدور بيان وزارة الداخلية الذي شمل اسم أحمد الفضلي، وأنه لو كان «الفضلي» صادقاً في نيته التوجه للعراق، لكان له أن «يبلغ أسرته قبل فترة، خاصة أنه متغيب عنهم منذ فترة ليست بالبسيطة».

وتضمنت الرسالة التي وصلت إلى والد أحمد الفضلي، عبارات شكر وثناء على تربيته وتعليمه، كما جاء فيها مقدمة تحدث فيها عن «ما يواجه المسلمين من أزمات وحروب»، وأنه لأجل ذلك كله «قرر أن يذهب إلى ساحات المعارك ليرفع راية الإسلام» ولأن «الجنة تحت ظلال السيوف» فلذلك «أخذ قراره في الذهاب إلى العراق للجهاد في سبيل الله». وكانت معلومات قد صدرت في أوقات سابقة عن شخصيات وعناصر مطلوبة زعمت أنها توجهت إلى العراق عن طريق التسلل، غير أن الحقيقة جاءت مخالفة لمزاعم فرارهم للعراق. فكان أن ظهرت معلومات عن الشيخ علي الخضير حين كان مطلوباً بعد تفجيرات الرياض في 12 مايو (أيار) الماضي، أشارت إلى أنه فر للعراق إلا أن سلطات الأمن قبضت عليه في المدينة المنورة بعد 16 يوماً من المطاردة الفعلية. كما أن معلومات مشابهة قد تحدثت عن وجود خالد الجهني أحد منفذي اعتداءات الرياض الأولى في الشيشان، فور أن نشر اسمه ضمن قائمة الـ19، الشهيرة. إلا أنه وجد منتحراً على أسوار مجمعات الرياض بعد أيام. وفي حالة أخرى بين العناصر الـ26 من المطلوبين، أشارت أنباء صادرة من شخصيات مقربة من المطلوب رقم 23 عامر آل زيدان الشهري، 22 عاماً، إلى أنه قد غادر إلى العراق منذ أواخر يوليو (تموز)، إلا أن تعليقات أمنية، شككت في مثل هذه الرواية التي تستخدم كمعلومة تضليلية. إضافة إلى ما يشاع عن المطلوب رقم 24 عبدالله الرشود وهو شخصية دينية يروج له أنصاره بأنه قد فر إلى العراق، إلا أنه في شريط تسجيلي له قد طالب بإجراء مناظرة مع الشيخ ناصر العمر، أحد مشايخ تيار الصحوة في الرياض، ولم يمانع في أن تكون وجهاً لوجه شريطة أن تتوافر الظروف الأمنية المناسبة، مما يشير إلى أنه «مازال مختبئاً في السعودية»، حسبما يقول مصدر أمني. وفي أوقات سابقة تمكنت مجموعة متفرقة من التسلل للعراق أثناء الحرب الأخيرة، وقتل منهم أكثر من 3 سعوديين، وفي مقدمتهم سهيل السهلي، 27 عاماً، من سكان الدمام، والمعروف بأنه «أمير المجاهدين العرب في شمال العراق»، ومجموعة أخرى من الدمام والرياض والمدينة المنورة ومكة المكرمة وبريدة. إلا أن المعلومات الحديثة تشير إلى أن عمليات التسلل قد ضيقت فرص تحقيقها من الطرفين «السعوديين ـ العراقيين» بعد تكثيف المراقبة وبواسطة تقنيات حديثة.