شيخ عشيرة عراقي: صدام هو الذي يقود ويمول الهجمات ضد قوات التحالف

أكد أن الدوري «مريض جداً وبحاجة إلى تغيير دمه بانتظام»

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: قال احد شيوخ العشائر الموالية للرئيس العراقي المخلوع ان صدام حسين هو الذي يقود العمليات العسكرية ضد قوات التحالف الأميركي ـ البريطاني من غرب العراق. واكد انه مطلع بحكم موقعه القريب من صدام على معطيات «مقاومة» احتلال العراق.

وقال شيخ العشيرة الذي عرف عن نفسه باسم أبو محمد، مشيراً الى انه ليس اسمه الحقيقي، «صدام حسين في حالة جيدة وموجود في غرب العراق. الرئيس العراقي مستمر في قيادته للعمليات العسكرية ضد القوات الأميركية».

وتم لقاء مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بشيخ العشيرة عبر سياسي من حزب البعث العربي الاشتراكي يسعى لانشاء جبهة سياسية في العراق تساند مقاومة الاحتلال.

وأكد المصدر ان صدام حسين ترأس في شهر رمضان الماضي في الرمادي «اجتماعا ضم العشرات من مساعديه». كما اكد مصدر اخر انعقاد هذا الاجتماع السري. فقد أوضح منشق عن حزب البعث ان الاجتماع تم في 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، أي في اليوم نفسه الذي التقى فيه قائد المنطقة الوسطى الجنرال جون ابي زيد زعماء العشائر في الرمادي بحثاً عن وسيلة لوقف الهجمات على قوات التحالف.

وكشف ابو محمد انه التقى الرئيس العراقي السابق وقال «ما يحكى عن زياراته المفاجئة للمنازل وما ينقل عن أناس شاهدوه فهذه حقائق وليست اوهاماً». واضاف «لا خطر عليه في غرب العراق. الناس تحميه ولن تخونه ابداً». علماً بأن سلطة التحالف اعلنت عن مكافأة مقدارها 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تسمح بالقاء القبض عليه.

ويشار الى ان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز قال أول من امس، خلال زيارة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، «لم نثبت ان صدام يسيطر ويقود الخلايا»، التي رصدت في بغداد وتم تفكيك اربع منها، مضيفا «لكننا نعمل بناء على فرضية وجوده في البلاد».

وكان الزعيم الكردي جلال طالباني، الذي تراس مجلس الحكم الانتقالي في شهر نوفمبر الماضي، قد اكد ان صدام حسين يقف «وراء الهجمات» التي تستهدف القوات الأميركية و«يمولها».

يذكر بأن القوات الاميركية ركزت حتى الآن عمليات البحث عن صدام حسين في مسقط رأسه في منطقة تكريت.

ورداً على سؤال عن دور عزة ابراهيم الدوري، الرجل الثاني في الحكم العراقي السابق، الذي وضعت مكافأة مقدارها 10 ملايين دولار للقبض عليه، اكد أبو محمد أن الدوري «مريض جداً وبحاجة الى تغيير دمه بانتظام». ويعاني الدوري وفق أنباء صحافية من مرض اللوكيميا (سرطان الدم).

وأوضح أبو محمد ان العمليات العسكرية ضد الاحتلال هي «استمرار لحالة الحرب بأشكال اخرى (...) انتقلنا من الجيش والمؤسسات النظامية الى حرب العصابات».

وقال «الحرب تنتهي اما بالاستسلام او بوقف اطلاق النار او بانسحاب المعتدي. القيادة العراقية لم تعلن انتهاء حالة الحرب وبوش (الرئيس الأميركي جورج) اعلن في الأول من مايو (ايار) انتهاء العمليات العسكرية الكبرى فقط».

وأوضح ان القيادة «لا تعطي اوامر مركزية. تكتفي بالتعليمات وتترك للمنفذين ان يستنسبوا». واضاف ان تعليمات الرئيس تقضي بـ«محاربة كل ما يقوي الاحتلال» بمن فيهم العراقيون او الاجانب.

وقال «قمنا ونقوم بحملات توعية تتضمن مناشير ونداءات. نتفهم الدوافع الاقتصادية انما هناك أولويات: الهدف تحرير العراق وهذا لا ثمن محدد له». ورداً على سؤال عن عملية التفجير التي جرت الجمعة قرب مسجد السامرائي في بغداد واسفرت عن مقتل جندي اميركي واحد واربعة عراقيين قال «اين نضرب الأميركيين؟ لن يشقوا طرقاً خاصة بهم. صحيح نتألم لما يجري انما ثمة أولويات واستنساب».

وحدد المسؤول البعثي رقعة انتشار العمليات العسكرية ضمن محافظات بغداد والانبار وديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل.

وأكد ان مقاومة الاحتلال هي حتى الآن «عراقية صافية مائة في المائة بدون تمويل او دعم خارجي» سواء التي تتمثل بالحرب المستمرة (صدام) او بعمليات الاسلاميين او بعمليات الوطنيين (بعثيون لا يتبعون صدام)، مؤكداً ان عدد «المتطوعين العرب» ضئيل جدا. واضاف «مستقبلا لا ندري. قد تأخذ لاحقاً ابعاداً اخرى من قبل قوى خارجية مساندة».