علماء السنة: الميليشيات الطائفية محاولة للبننة العراق

TT

اعرب بيان صادر عن «هيئة علماء المسلمين»، المؤسسة السنية الابرز في العراق، عن معارضة علماء الدين السنة لانشاء ميليشيات طائفية من الاكراد والشيعة للمشاركة في حفظ الأمن في العراق، ووصف المسعى بانه «محاولة للبننة العراق».

وجاء في بيان الهيئة التي انشئت بعد سقوط النظام العراقي السابق «ان تجاهل فئة كبيرة من المسلمين او دفعهم جميعا ليكونوا في «الصف المعادي» كما يصفه الاحتلال، له محاذيره». وقال «ان اساليب الميليشيات تذكرنا بلبنان وما حل به، ومحاولة نقل اللبننة الى العراق اسلوب بائس ورهان خاسر». واضاف «ان استمرار الضرب على النغمتين الطائفية والعرقية له محاذيره الشديدة وهو من فعل المحتلين على قاعدة فرق تسد، وهو امر مرفوض شرعا».

وقال مسؤولون اميركيون وعراقيون انهم يسعون لانشاء كتيبة خاصة لمكافحة الارهاب مكونة من 750 الى 850 مقاتلا ستتعاون مع جنود القوات الاميركية الخاصة تحت اوامر قيادة مركزية على ان تنتشر في مرحلة اولى حول بغداد. الا ان بول بريمر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق اكد في مقابلة مع محطة تلفزيون «العراقية» اذيعت قبل يومين معارضته لانشاء هذا النوع من المليشيات قائلا انها لن تكون بمثابة قوة وطنية، واضاف ان القوات الوطنية التي يزمع التحالف انشاءها هي الجيش العراقي الجديد والشرطة وقوة الدفاع المدني.

واكدت الهيئة ان حل الازمات الامنية يتم عبر «اعادة تشكيل الجيش العراقي من العناصر النظيفة (...) ليتسلم المهمات الأمنية في عموم العراق نظرا لمقبوليته من الجميع وتمثيله لجميع الفئات والاعراق». واعتبرت ان الانتخابات لا يجب ان تجرى «الا بعد تأسيس الجيش» على «ان تسانده قوة عربية» في حال الحاجة. وقالت «بنتيجة الانتخابات تؤلف الوزارة وتعاد السيادة». وذكرت مصادر محلية مطلعة ان مجلس الحكم العراقي «منقسم حول تشكيل الميليشيا».

واضافت «يؤيد المليشيا زعماء الاحزاب والحركات السياسية التي ستتشكل منها الميليشيا» وهم عبد العزيز الحكيم (شيعي) رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، مسعود بارزاني (كردي) رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، جلال طالباني (كردي) الاتحاد الوطني الكردستاني، احمد الجلبي (شيعي) رئيس المؤتمر الوطني العراقي، اياد علاوي (شيعي) الامين العام لحركة الوفاق الوطني. في حين يعارضها الاعضاء الآخرون لانها ستمنح قادة الحركات المشكلة منها قوة لا يستهان بها، اضافة الى انها ستكرس الطائفية والعرقية وقد تؤدي الى اقتتال».

ونقلت المصادر عن غازي الياور (سني) ممثل العشائر قوله «هذه خطوة خرقاء. علينا حل ميليشيات الاحزاب لا ان نبحث عن طريقة لاضفاء شرعية تكرس وجودها». واضاف «انها خطوة تبعث رسالة خاطئة كليا الى الشعب العراقي».

وكان عبد العزيز الحكيم قد اكد الاربعاء في اول مؤتمر صحافي عقده بصفته الرئيس الدوري الحالي للمجلس «بدأنا ابحاثا جديدة عملية لتأسيس تشكيلات جديدة (أمنية) من القوى المسلحة الحزبية من اجل استتباب الأمن». ولم يتأكد حتى الآن ما اذا كانت الافكار المتعلقة بانشاء المليشيا عرضت رسميا على بريمر، ولكن من الواضح ان معارضته الصريحة لها سوف تشكل حائلا دون المضي بها قدما.